فضل المسجد الأقصى وبيت المقدس

محمد عبد الكريم

وصف القرآن الكريم في كثير من آياته بيت المقدس ومسجده بالبركة وهي النماء والزيادة في الخيرات والمنح والهبات؛ حيث قال سبحانه وتعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
فضل المسجد الأقصى وبيت المقدس

1- وصف القرآن الكريم في كثير من آياته بيت المقدس ومسجده بالبركة وهي النماء والزيادة في الخيرات والمنح والهبات؛ حيث قال سبحانه وتعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}. وقال تعالى  {ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين}. وهذا حكاية عن الخليل إبراهيم عليه السلام في هجرته الأولى إلى بيت المقدس وبلاد الشام.


وقال تعالى : {وأورثنا القوم الذين كانوا يُستَضْعَفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها}. وفي قصة سليمان عليه السلام يقول سبحانه وتعالى: {ولسليمان الريح عاصفةً تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها..}.
وقال تعالى على لسان موسى: {يا قوم ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم}.
وعند حديث القرآن عن هناءة ورغد عيش أهل سبأ يقول سبحانه: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرةً} وهي قرى بيت المقدس كما روى العوفي عن ابن عباس .


2- وصف القرآن أرضها بالرَّبوة ذات الخصوبة وهي أحسن ما يكون فيه النبات، وماءها بالمعين الجاري. قال تعالى : {وجلعنا ابنَ مريم وأمّه آيةً وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}. قال الضحاك وقتادة: وهو بيت المقدس قال ابن كثير: وهو الأظهر.


3- أنه القبلة التي كان يتوجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون قبل تحويلها إلى الكعبة، حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس بعد الهجرة ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم حُوِّلت، وأشار القرآن إلى ذلك بقوله تعالى : {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول}.

4- أنه أرض المنادي من الملائكة نداء الصيحة لاجتماع الخلائق يوم القيامة كما قال سبحانه: {واستمع يوم يُنادي المُنادِ من مكانٍ قريبٍ}. "قال قتادة وغيره: كنا نحدَّث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض".
قال ابن تيمية رحمه الله: "ودلّت الدلائل المذكورة على أن (ملك النبوة) بالشام والحشر إليها، فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلق والأمر، وهناك يُحشر الخلق، والإسلام في آخر الزمان يكون أظهر بالشام، كما أن مكة أفضل من بيت المقدس، فأول الأمة خيرٌ من آخرها، كما أن في آخر الزمان يعود الأمر إلى الشام، كما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .


5- نَعَت الله تعالى المانعين لإقامة الشعائر فيه بأنهم أظلم البشر، وتوعدهم بالخوف عند دخوله، وبحلول الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الأخرى كما قال سبحانه: {ومن أظلمُ ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاّ خائفين}. ذكر بعض المفسرين أنها نزلت في (بختنصّر) لأنه كان خرّب بيت المقدس، وروي عن ابن عباس وعن قتادة قال: أولئك أعداء الله النصارى حملهم إبغاض اليهود على أن أعانوا (بختنصر) البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس، ومعلوم أن هذا التخريب بقي إلى زمان عمر رضي الله عنه.

ولكن الآن يعمّ حكمها كل مسجد مُنِعَ الناس من إقامة شعائر الله فيه سواء بالتخريب الحسي كما فعل (بختنصر) بمعبد بيت المقدس أو بصدّ الناسكين عنه كما فعلت قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم.