ضرورة الحذر من شباك الهواتف والمكالمات

خالد الراشد

هذا الشاب الذي عاش يطارد الفتيات وله علاقات وعلاقات، فلما أراد الزواج قال لصاحبه: ابحث لي عن أسرة لديها فتيات محترمات، فقال له صاحبه: وأين اللاتي كنت تعرفهن؟ فقال - اسمعي ما قال-: هؤلاء غير محترمات، هؤلاء لا يصلحن للزواج، فالواحدة منهن إن كانت خرجت معي مرة فستخرج مع غيري مرات!!

  • التصنيفات: قضايا الشباب - محاسن الأخلاق -

أخية! هل سمعتي عن ضحايا الهواتف والمكالمات، إنها معاصٍ وفضائح وآهات ليلية، وزفرات وأنات، حب وهمي، ووعود كاذبة، والنهاية فضائح.
تقول فتاة مسكينة: اتصل بي شاب في منزلنا، فخاطبني برقة، فرققت له، ترددت في البداية في الكلام معه، ولكن خطوات الشيطان تبدأ بخطوة، فأصبحت أنتظر هاتفه ومواعيده، ودارت بيننا أحاديث، ثم تحولت إلى قضية حب ووعود وأوهام، حتى كانت ليلة طلب مني أن أخرج معه؛ لأننا سوف نتزوج كما زعم ونتفق على الزواج، قال لي: ذرينا نتقابل حتى نرى بعضنا قبل الخطبة، فإن أعجبنا ببعضنا فبها، وإلا فكأن شيئاً لم يكن، فرفضت بشدة، وأخذ يصر على ذلك وهو يقول: إنه أمر يعين على الوفاق في الزواج، أصبحت في قلق وحيرة، هل أخلع ثوب الحياء، وأرمي العفاف؟ كلما اتصل طلب الرؤية والمقابلة، وأنا أعتذر، أصبحت أعيش في حيرة واضطراب، أصبحت أخاف أن يعلم والدي أو أخي، أصبحت أخاف من نظرات المجتمع، وقبل ذلك كله الخوف من الله سبحانه وتعالى، في الصباح ذهبت إلى إحدى معلماتي في المدرسة فأخبرتها بقصتي وأنا أبكي، فقالت لي: لا عليك، وهدأت من خاطري، وقالت لي: الأمر بيدك والحبل ممدود معك، فاحذري من مثل هذا، احذري أن يسلبك العز والشرف، ويعطيك الذل والعار، احذري أن تستبدلي الجنة بالنار، تخيلي لو أنك ركبت معه مرة ثم مرة ثم مرة فكيف ستكون النتيجة، لا تغتري بحال أولئك الذئاب الأخباث اللئام، فإنهم وإن زينوا لك لين الجانب فإنهم يرتدون جلود الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب، إنها قلوب خلت من مراقبة الديان، وانساقت إلى سبيل الهوى والشيطان، فما قيمة الفتاة إذا ذهب شرفها وحياءها؟! أسألك بالله: ما المصير لو علم أهلك؟! كم من شابة قتلها أبوها، وأخرى قتلها أخوها! كم من شابة أصابها الجنون وذهب عقلها! كم من شابة طعنت نفسها! ما السبب؟ إنها سماعة الهاتف.


تقول المسكينة: بكيت وبكيت، وقلت لمعلمتي: لقد أيقظتني من سبات عميق ومن غفلة عظيمة، رفعت الفتاة يدها إلى السماء قائلة: رباه! عفوك، رباه! حلمك ومغفرتك يا أرحم الراحمين! رباه! اقبل توبتي واجبر كسرتي، وأجب دعوتي.
اللهم! اقبلها في قوافل العائدات.


أخية! لا تكوني ساذجة ولا غبية، فاسمعي هذا الشاب الذي عاش يطارد الفتيات وله علاقات وعلاقات، فلما أراد الزواج قال لصاحبه: ابحث لي عن أسرة لديها فتيات محترمات، فقال له صاحبه: وأين اللاتي كنت تعرفهن؟ فقال - اسمعي ما قال-: هؤلاء غير محترمات، هؤلاء لا يصلحن للزواج، فالواحدة منهن إن كانت خرجت معي مرة فستخرج مع غيري مرات!! فاحذري -أيتها الغالية- أن تكوني فريسة لهم.
والحل: انضمي إلى قوافل العائدات.