من الدرر البازية: فرق وطوائف ومذاهب في الميزان :1

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

لقد كان لعلماء أمة الإسلام دور في إيضاح حقيقة وأصول تلك الفرق والطوائف, من أبرزهم في هذا المجال فارس المعقول والمنقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

  • التصنيفات: الملل والنحل والفرق والمذاهب -

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أكثر الأمور التي فتت في عضد أمة الإسلام: وجود الطوائف والفرق والمذاهب التي خالفت شرع الله, عندما جعلت العقل والهوى مرجعها في تقرير أصولها, وتركت ما جاء في النصوص من الكتاب والسنة, فضلت وأضلت, وهلكت وأهلكت, وكانت خنجراً مسموماً في ظهر الإسلام, وهذه الفرق موعودة بالنار, يقول العلامة ابن باز رحمه الله: الفرقة الناجية واحدة, أما اثنتان وسبعون فهي موعودة بالنار, ولكنها مختلفة, فيها الكافر, وفيها غير الكافر, فيها الكافر الذي يخلد في النار, وفيها الموعود بالنار, وإن كان غير كافر, كالخوارج عند من لم يكفرهم, والمعتزلة عند من لم يكفرهم, وهم متوعدون بالنار, وهكذا بعض الشيعة.

لقد كان لعلماء أمة الإسلام دور في إيضاح حقيقة وأصول تلك الفرق والطوائف, من أبرزهم في هذا المجال فارس المعقول والمنقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, فكتبه ومصنفاته شاهدة بذلك, فأعظم الله له الأجر, وأجزل له المثوبة.

وسار من بعده تلاميذه وتلاميذهم على هذا النهج, وكان من آخرهم العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله, حيث يوجد له في كتبه كلام عن تلك الطوائف والفرق والمذاهب والدعاة لها, يسّر الله الكريم لي فجمعتُ شيئاً منه, أسأل الله أن ينفع به, ويبارك فيه.

 

ــــ

الخوارج:

الخوارج طائفة خرجوا على أهل السنة والصحابة في زمن علي رضي الله عنه, وأخبر عنهم صلى الله عليه وسلم بأنهم يخرجون من الإسلام ثم لا يعودون إليه, وحملهم على هذا اجتهادهم على غير أسس, فاجتهدوا وقدموا وغلبوا جانب الوعيد على جانب الرجاء, وقالوا: من عصى كفر...

فالحاصل أنهم غلب عليهم الشدة وجانب الوعيد والرهبة من أمر المعاصي, حتى صاروا يكفرون المسلمين, ويضللونهم بالمعاصي, ويجعلونهم خالدين في النار بسبب المعاصي.

* الخوارج طائفة خبيثة يكفرون المسلم بالمعصية, ويرون خلود العصاة من المسلمين في النار, وأنهم لا يخرجون منها كالكفار, وقد حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم, وأخبر أنهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية.

* الخوارج يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان فهم قوم معفوسون.

* عند أهل السنة والجماعة الخوارج لا يكفرون, كما قال علي: من الكفر فروا, وقال بعض السلف: هم كفار للحديث الصحيح ( «يمرقون من الدين كما يمرق السهمُ من الرميّة ثم لا يعودون فيه» ) فظاهر الأدلة كفرهم, لكن عند أهل السنة والجماعة حملوا هذا على الوعيد والزجر الشديد على عملهم..

فالصواب فيهم أن ظاهر الأدلة تكفيرهم, لكن جمهور أهل السنة, قالوا في حقهم: إنهم أهل كبائر وأهل نحلة فاسدة, وأهل بدعة.

* الصواب كفرهم(يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه) قال ذلك رحمه الله بتاريخ 25/7/1416هـ

ــــ()

الصوفية:

الصوفية لهم أغلاط وقبائح, وهو قوم يتعبدون ولهم أشياء مبتدعة, وطرق ومسالك في العبادة, ولهم أوراد ابتدعوها ونظموها وصارت لهم مذاهب ومسالك,  كل طائفة ابتدعت شيئاً منها, من شاذلية, ومن نقشبندية, ومن قادرية, ومن خلوتية, ومن تيجانية وغير ذلك, أكثرهم على غير بصيرة وعلى غير هدى, بل جهال لهم مقاصد سيئة من أكل أموال الناس بالباطل, ومن الصدّ عن سبيل الله, ومنها قصد الشهرة والظهور بشيء ما فعله الآخرون.

 ومنهم أناس اجتهدوا ولكنهم أخطؤوا وغلطوا في هذا الباب, وكان أصل ذلك الزهد في الدنيا, والورع عن بعض المحارم, والرغبة في الآخرة, من أصولهم من العباد القدامى والأخيار القدامى, فجاء قوم جهلوا الطريق, وأساؤوا التصرف وصارت لهم أعمال مبتدعة, وأخلاق منحرفة, وأوقعوا في الشرك وعبادة غير الله عز وجل, ثم آل بهم الأمر إلى أن عبدوا شيوخهم, وجعلوهم من ذات الآلة الذين ينفعون ويضرون, ويتصرفون في الكون, فحصل منهم بلاء عظيم وشر كثير, وفتن منتشرة في البلاد.

ومن جملة ما اخترعوه واشتهروا به: أنهم يقولون في ذكرهم: الله الله الله الله الله, ما يقولون لا إله إلا الله, إنما يقولون: كلمة " الله الله " فقط, وبعضهم كان يقول: هو هو, أكثر اختصاراً في الكلام يعني: هو الله, هو يعني: هو ربي, فيترك " لا إله إلا الله " ويقول: هو هو.

وهذه كله من البدع التي أحدثوها, وهذا كله منكر, والنبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقال: (لا إله إلا الله), (قولوا: لا إله إلا الله)

ــــ

الشيعة الرافضة:

* الشيعة فرق كثيرة, وكل فرقة لديها أنواع من البدع, وأخطرها فرقة الرافضة الخمينية الاثني عشرية, لكثرة الدعاة إليها, ولما فيها من الشرك الأكبر كالاستغاثة بأهل البيت, واعتقاد أنهم يعلمون الغيب, ولا سيما الأئمة الاثنى عشر حسب زعمهم ولكونهم يكفرون ويسبون غالب الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما * الشيعة أقسام منهم الكافر ومنهم الفاسق ومنهم غير ذلك

* الشيعة من أكذب الناس* الشيعة على طريقة المعتزلة, في نفي الصفات مع ما عندهم من تكفير وسب للصحابة والعقائد الخبيثة في أهل البيت

* الروافض أشدهم وأخبثهم الذين رفضوا زيد بن علي, لما طلبوا منه أن يتبرأ من الصديق وعمر, وأبى, فرفضوه لذلك,وهم أقسام..منهم الباطنية, وغير الباطنية, الباطنية الذين ينكرون وجود الله ولا يعبدونه, ومنهم الباطنية الذين يقولون: الإله علي...وفيهم المخونة الذين يقولون إن الرسالة لعلي ولكن جبرائيل خانه فجعلها لمحمد, فهم أقسام, قبحهم الله. * الرافضة قوم بهت وقوم شر وقوم فساد.

* الرافضة قد تغلب عليهم البلاء, وضاعت عقولهم, نسأل الله العافية.

الزيدية:

* الزيدية منسوبون إلى زيد بن علي بن الحسين, وكان أصل مذهبهم تفضيل علي على الصديق وعمر فقط, وهم المعرفون الآن في اليمن, وفيهم طوائف رديئة يقال لهم الجارودية, أشبه بالرافضة, يزيدون فيلعنون ويسبون.

* الزيدية...ليس كلهم مثل الرافضة, ولكن عندهم بعض الغلو في تفضيل علي على أبي بكر وعمر أو زيد بن علي, ففيهم بعض الطوائف ينسبون إلى الغلو.

ــــ

البهائية:

البهائية طائفة كافرة معروف كفرها, بما لديها من دعوة النبوة للبهاء وربما ادعوا أنه الله, فالبهائية طائفة كافرة يجب الحذر منها.

القاديانية:

القاديانية طائفة كافرة, لأنها تثبت النبوة لمرزا غلام أحمد القادياني, وهذا كفر وضلال, لأن محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء علية الصلاة والسلام وليس بعده نبي, قال الله عز وجل: {ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}  [الأحزاب:40] وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتواتر عنه أنه قال: ( أنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ) فدعوى القاديانية أن مرزا غلام أحمد نبي, وأنه يوحى إليه كفر مستقل, وردة كبرى عند أهل العلم, فيجب الحذر منها, وعدم إقرارهم حتى يستجيبوا لله والرسول, ويتوبوا من هذه العقيدة الباطلة.

الحبشية:

هذه الطائفة...ضالة ورئيسهم المدعو عبدالله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله, فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون, ولا شك أن من أنكر أن الله في السماء فهو جهمي ضال كافر مكذب لقول الله تعالى: {أأمنتم من في السماء}  [الملك:16] وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.