إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا

أبو الهيثم محمد درويش

{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا (14)} [المزمل]

  • التصنيفات: التفسير -

{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا } :

أعد الله ألواناً لا تطاق من العذاب لعباده المعرضين المستكبرين الذين اختاروا طريق الشيطان ووالوا أولياء الشيطان وعادوا الرحمن وعادوا أولياء الرحمن وابتعدوا عن صراطه المستقيم المتمثل في شريعته الغراء كتاباً وسنة فضاقت بها صدورهم وغرتهم دنياهم.

أعد لهم عذاباً أليما ينكل بهم وأعد لهم جحيماً يناسب جحودهم وغرورهم, وطعاماً شديد المرارة لا يسمن ولا يغني من جوع وإنما هو في ذاته أحد ألوان العذاب الأليم.

يوم تتزلزل الأرض وترجف وتتحول الجبال الشاهقات إلى كثبان منتثرة ثم  هباء منثور.

قال تعالى:

{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا (14)} [المزمل]

قال السعدي في تفسيره:

أي: إن عندنا { {أَنْكَالًا } } أي: عذابا شديدا، جعلناه تنكيلا للذي لا يزال مستمرا على الذنوب. { {وَجَحِيمًا} } أي: نارا حامية.

{ { وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ } } وذلك لمرارته وبشاعته، وكراهة طعمه وريحه الخبيث المنتن، { {وَعَذَابًا أَلِيمًا} } أي: موجعا مفظعا،وذلك { {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} } من الهول العظيم، { {وَكَانَتِ الْجِبَالُ} } الراسيات الصم الصلاب { { كَثِيبًا مَهِيلًا} } أي: بمنزلة الرمل المنهال المنتثر، ثم إنها تبس بعد ذلك، فتكون كالهباء المنثور.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن