بائع الجوافة

إياد قنيبي

أيها الكرام، لا يمُت فينا إنكار المنكر...منكرٌ أن يقف أحدهم على باب بيت الله ينادي من أجل دراهم، ثم يدخل حمام المسجد ليقضي حاجته، ولا يدخل للقاء ربه عز وجل!

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -

خرجت من صلاة الظهر، على باب المسجد شاب ينادي على فاكهة الجوافة: (الجوافة بدينار)!
أمس اشتريت لوالدتي بضع حبات..الكيلو بأربعة دنانير (أربعة أضعاف السعر)..طبعاً جوافة صاحبنا ليست بنفس المستوى لكن يُستصلح منها.
اقتربت منه: (صليت معنا؟)
- لا والله يا دكتور..واضح أنه يعرفني.
- قلت له: انظر: أنا راغب في الأخذ من جوافتك، وأمس اشتريت منها الكيلو بأربعة دنانير..وأمي تحبها. فلي حاجة في الشراء منك..لكني لن أشتري لأجلك أنت..لأني لا أريد أن يقسو قلبك وأنت تَقِفُ على باب بيت الله، تنادي وكل همك أن تحصل بضعة دنانير بينما من تبيعهم أتوا لطلب مرضاة الله..فلأجلك لن أشتري منك.
- هز رأسه خجِلاً..
- الصلاة القادمة صلِّ معنا رجاءً.
- إن شاء الله.
أيها الكرام، لا يمُت فينا إنكار المنكر...منكرٌ أن يقف أحدهم على باب بيت الله ينادي بما لعله يشوش على من يصلون السُّنَّة في الداخل من أجل دراهم، ثم يدخل حمام المسجد ليقضي حاجته، ولا يدخل للقاء ربه عز وجل!
- والله إن ملكاً من ملوك الدنيا لا يرضاها! فكيف بملك الملوك؟!
- ثم نأتي إليه نحن فنشتري، ولا نأمره بمعروف ولا ننهاه عن منكر!! وكل هَمِّنا أن أسعاره أرخص من أسعار المحلات..
- انصحهم، وتجنب الشراء منهم إنكاراً عليهم وتعظيماً لحرمة بيوت الله، وطمعاً في أن يراعوا هم أيضاً حرمة هذه البيوت، حتى ولو تَصَنُّعاً، حفظاً لهيبة شعائر الدين...ولعل الله يهديهم بك إن رأوا منك ذلك.
- وأسأل الله أن يعوضنا ومن يأمر وينهى لوجه الكريم..أن يعوضنا من فاكهة الجنة.