فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ . وَخَسَفَ الْقَمَرُ

أبو الهيثم محمد درويش

{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)}   [القيامة]

  • التصنيفات: التفسير -

{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ . وَخَسَفَ الْقَمَرُ} :

تشخص الأبصار من أهوال يوم القيامة فلا تطرف وتبرق مما تراه من عظائم الأمور, وتنبهر وتخشع وتحار وتذل من شدة الأهوال.

فهذا القمر قد خسف وانطفأ وها هي الشمس قد جمعت بالقمر, وتغيرت معالم السماء وساعتها يدرك الإنسان أنه لا مفر من الله إلا إليه ولا مهرب ولا مخبأ, بل المستقر إلى الله وحده الملك الديان الحي الذي لا يموت الذي يخضع الكل لقهره وقوته وجبروته.

في هذا التوقيت تنشر الأعمال وتتطاير الكتب وينبأ كل امرئ بما قدت يداه وأخرت.

قال تعالى:

{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)}   [القيامة]

قال السعدي في تفسيره:

أي: إذا كانت القيامة برقت الأبصار من الهول العظيم، وشخصت فلا تطرف كما قال تعالى: { { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } }

{ { وَخَسَفَ الْقَمَرُ } } أي: ذهب نوره وسلطانه،{ {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } } وهما لم يجتمعا منذ خلقهما الله تعالى، فيجمع الله بينهما يوم القيامة، ويخسف القمر، وتكور الشمس، ثم يقذفان في النار، ليرى العباد أنهما عبدان مسخران، وليرى من عبدهما أنهم كانوا كاذبين.{ {يَقُولُ الْإِنْسَانُ } } حين يرى تلك القلاقل المزعجات: { {أَيْنَ الْمَفَرُّ } } أي: أين الخلاص والفكاك مما طرقنا وأصابنا ?

{ {كَلَّا لَا وَزَرَ } } أي: لا ملجأ لأحد دون الله،{ { إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} } لسائر العباد فليس في إمكان أحد أن يستتر أو يهرب عن ذلك الموضع، بل لا بد من إيقافه ليجزى بعمله،{ {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} } أي: بجميع عمله الحسن والسيء، في أول وقته وآخره، وينبأ بخبر لا ينكره.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن