وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ

أبو الهيثم محمد درويش

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)} [القيامة]

  • التصنيفات: التفسير -

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ}  :

ما بين نضرة وعبوس تتشكل معالم النتائج على الوجوه يوم القيامة, فأما من رضوا بالله والتزموا صراطه فقد أرضاهم ونضر وجوههم ورزقهم اللذة العليا وهي النظر إلى وجهه الكريم ليتصلوا به في الآخرة كما كانوا متصلين بذاته العلية في الدنيا بالمحافظة على الصلوات والتزام الشرائع.

بينما يعبس المجرمون وتتكدر وجوههم من الذلة والمهانة وسوء المنقلب, كما ابتعدوا عن الله في الدنيا وبارزوه العداء وبارزوا شرعه وأولياءه العداء والبغضاء.

قال تعالى:

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)} [القيامة]

قال السعدي في تفسيره:

ثم ذكر ما يدعو إلى إيثار الآخرة، ببيان حال أهلها وتفاوتهم فيها، فقال في جزاء المؤثرين للآخرة على الدنيا: { {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} } أي: حسنة بهية، لها رونق ونور، مما هم فيه من نعيم القلوب، وبهجة النفوس، ولذة الأرواح،{ { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } } أي: تنظر إلى ربها على حسب مراتبهم: منهم من ينظره كل يوم بكرة وعشيا، ومنهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وجماله الباهر، الذي ليس كمثله شيء، فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، ونضرت وجوههم فازدادوا جمالا إلى جمالهم، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا معهم.

وقال في المؤثرين العاجلة على الآجلة: { {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } } أي: معبسة ومكدرة ، خاشعة ذليلة.

{ { تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} } أي: عقوبة شديدة، وعذاب أليم، فلذلك تغيرت وجوههم وعبست.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن