من الدرر البازية: فوائد متفرقة (2-2)

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

النسائي وغيره, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق, أحيني ما كنت الحياة خيراً لي, وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي, اللهم إني أسالك خشيتك في الغيب والشهادة, وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا, وأسألك القصد في الغنى والفقر, وأسألك نعيماً لا ينفذ, وقرة عين لا تنقطع, وأسألك الرضى بعد القضاء, وأسألك برد العيش بعد الموت, وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم, والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة, اللهم زينا بزينة الإيمان, واجعلنا هداة مهتدين)»

  • التصنيفات: طلب العلم -

 

عدم استجابة الدعاء من الأنبياء وغيرهم:

دعوات الأنبياء وغير الأنبياء قد تستجاب لما فيها من المصالح العظيمة, وقد لا تستجاب لحكمة بالغة أرادها الله سبحانه وتعالى, فليس كل دعوة من الأنبياء وغيرهم تستجاب أبداً وإن كان الأنبياء أولى الناس بالاستجابة, وأحقهم بالاستجابة لفضلهم وتقدمهم على غيرهم بالعلم والعمل ولكن ربك حكيم عليم جل وعلا فهو أحكم وأعلم سبحانه وتعالى, فهو أعلم بأحوال عباده, فقد تكون الدعوة محل استجابة لحكم وأسرار, وقد تكون ليست محل الإجابة لحكم وأسرار خفيت على من دعا.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية, وسُهيل بن عمرو والحارث بن هشام, فنزلت:   {ليس لك من الأمر شيء} [آل عمران:128]

وفي هذا دلالة على أنه وإن كان هو رسول الله علية الصلاة والسلام فإن دعوته قد تستجاب وقد لا تستجاب, لأن الله حكيم عليم سبحانه وتعالى, فهو أعلم بأحوال عباه, فقد يستجيب دعاءه, وينجز له ما طلبه, وقد لا يستجيب دعاءه لحكمة بالغة كما هنا, فقد دعا عليهم علية الصلاة والسلام ولم يستجب له فيهم, بل هداهم الله وأسلموا رضي الله عنهم وأرضاهم.

تأخير الإجابة لمدة طويلة:

اعلم أنه سبحانه وتعالى حكيم عليم, قد يؤخر الإجابة لمدة طويلة كما أخر إجابة يعقوب في رد ابنه يوسف عليه وهو نبي عليه الصلاة والسلام...ومكث يوسف في السجن بضع سنين, والداعي نبي كريم, هو يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام.

 

أسباب تأخر الإجابة:

عليك أيها السائل وعلى كل مسلم ومسلمة, إذا تأخرت الإجابة أن ترجع إلى نفسك, وأن تحاسبها, فإن الله حكيم عليم, قد يؤخر الإجابة لحكمة بالغة, ليكثر دعاء العبد لخالقه, وانكساره بين يديه, وذله لعظمته, وإلحاحه في طلب حاجته, وكثرة تضرعه إليه, وخشوعه بين يديه, ليحصل له من الخير العظيم والفوائد الكثيرة, وصلاح القلب والإقبال على ربه, ما هو أعظم من حاجته, وأنفع له منها.

وقد يؤجلها سبحانه وتعالى لأسباب أخرى, منها: ما أنت متلبس به من المعاصي: كأكل الحرام, وعقوق الوالدين, وغير ذلك من أنواع المعاصي.

فيجب على الداعي أن يحاسب نفسه, وأن يبادر إلى التوبة رجاء أن يتقبل الله توبته, ويجب دعوته.

دعوات الداعي لا تضيع عليه:

هذا الحديث: «( ما من مسلم يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم, إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجل له دعوته في الدنيا, وإما أن يدخرها له في الآخرة, وإما أن يُصرف عنه من السوء مثلها  قالوا: يا رسول الله إذا نكثر, قال: ( اللهُ أكثر )»

هذا الحديث حديث عظيم جليل وهو صحيح, وهو يدل على أن دعوات الداعي لا تضيع عليه, بل هو على خير, فإما أن تعجل له الدعوة في الدنيا ويعطى مطلوبه, وإما أن تدخر له في الآخرة, ن ذلك أنفع له, والله أعلم بمصالح عباده, وهو أعلم بأحوالهم سبحانه وتعالى, وهو أعلم بما يصلحهم, وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك, أشياء وقاه الله شرها بسبب دعواته.

دعوات عظيمة ينبغي حفظها والدعاء بها:

في حديث عمار بن ياسر الذي رواه النسائي وغيره, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق, أحيني ما كنت الحياة خيراً لي, وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي, اللهم إني أسالك خشيتك في الغيب والشهادة, وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا, وأسألك القصد في الغنى والفقر, وأسألك نعيماً لا ينفذ, وقرة عين لا تنقطع, وأسألك الرضى بعد القضاء, وأسألك برد العيش بعد الموت, وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم, والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة, اللهم زينا بزينة الإيمان, واجعلنا هداة مهتدين)» قال الشيخ رحمه الله: هذا حديث عظيم جليل, ودعوات عظيمة ينبغي حفظها والدعاء بها, فإنها دعوات عظيمة ينبغي للمؤمن حفظها.

الذي يشرب الدخان يلقي بنفسه في التهلكة:

الذي يشرب الدخان يلقي بيده إلى التهلكة, لا سيما إذا أكثر منه, فإن التهلكة تكون أكثر, وقد أجمع الأطباء وأجمع العارفون به أنه من أعظم المواد المضرة بالإنسان وبصحته, وذكر الأطباء أخيراً أنه يفضي إلى أمراض متعددة منها السرطان, نعوذ بالله منه, نسأل الله السلامة.

العلاج بالموسيقي:

الموسيقي ليست بعلاج, ولكنها داء, وهي من آلات الملاهي, فكلها مرض للقلوب وسبب لانحراف الأخلاق, وإنما العلاج النافع والمريح للنفوس إسماع المرضى القرآن, والمواعظ المفيدة والأحاديث النافعة, أما العلاج بالموسيقى وغيرها من الآت الطرب فهو مما يعودهم الباطل, ويزيدهم مرضاً إلى مرضهم, ويقلً عليهم سماع القرآن والسنة والمواعظ المفيدة, ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فشو الغناء والملاهي من أعظم أسباب زوال النعم

قد علم كل ذي بصيرة وعلم بأحوال الناس أن فشو الغناء والملاهي في المجتمع من أعظم الأسباب لزوال النعم وحلول النقم وخراب الدولة وزوال الملك وكثرة الفوضى والتباس الأمور, فالجد الجد والبدار البدار قبل أن يحل بنا من أمر الله ما لا طاقة لنا به, وقبل أن تنزل بنا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منا خاصة, بل تعم الصالح والطالح ويهلك بها الحرث والنسل, ولا حول ولا قوة إلا بالله