هل تعرف الأموات زِيارة الأحياء
ابن قيم الجوزية
(الْمَسْأَلَة الأولى: وَهِي هَل تعرف الْأَمْوَات زِيَارَة الْأَحْيَاء وسلامهم أم لَا)
- التصنيفات: الموت وما بعده -
الْمَسْأَلَة الأولى وَهِي هَل تعرف الْأَمْوَات زِيَارَة الْأَحْيَاء وسلامهم أم لَا قَالَ:
ابْن عبد الْبر ثَبت عَن النَّبِي أَنه قَالَ: «مَا من مُسلم يمر على قبر أَخِيه كَانَ يعرفهُ فِي الدُّنْيَا فَيسلم عَلَيْهِ إِلَّا رد الله عَلَيْهِ روحه حَتَّى يرد عَلَيْهِ السَّلَام » فَهَذَا نَص فِي أَنه بِعَيْنِه وَيرد عَلَيْهِ السَّلَام
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنهُ من وُجُوه مُتعَدِّدَة أَنه أَمر بقتلى بدر فَألْقوا فِي قليب ثمَّ جَاءَ حَتَّى وقف عَلَيْهِم وناداهم بِأَسْمَائِهِمْ يَا فلَان ابْن فلَان وَيَا فلَان ابْن فلَان هَل وجدْتُم مَا وَعدكُم ربكُم حَقًا فَإِنِّي وجدت مَا وَعَدَني ربى حَقًا فَقَالَ لَهُ عمر يَا رَسُول الله مَا تخاطب من أَقوام قد جيفوا فَقَالَ «وَالَّذِي بعثنى بِالْحَقِّ مَا أَنْتُم بأسمع لما أَقُول مِنْهُم وَلَكنهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ جَوَابا»
وَثَبت عَنهُ صلى الله وَآله وَسلم أَن الْمَيِّت يسمع قرع نعال المشيعين لَهُ إِذا انصرفوا عَنهُ
وَقد شرع النَّبِي لأمته إِذا سلمُوا على أهل الْقُبُور أَن يسلمُوا عَلَيْهِم سَلام من يخاطبونه فَيَقُول السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين وَهَذَا خطاب لمن يسمع وَيعْقل وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ هَذَا الْخطاب بِمَنْزِلَة خطاب الْمَعْدُوم والجماد
وَالسَّلَف مجمعون على هَذَا وَقد تَوَاتَرَتْ الْآثَار عَنْهُم بِأَن الْمَيِّت يعرف زِيَارَة الْحَيّ لَهُ ويستبشر بِهِ
قَالَ أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد بن أَبى الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور بَاب معرفَة الْمَوْتَى بزيارة الْأَحْيَاء
حَدثنَا مُحَمَّد بن عون حَدثنَا يحيى بن يمَان عَن عبد الله بن سمْعَان عَن زيد بن أسلم عَن عَائِشَة رضى الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت قَالَ رَسُول الله « مَا من رجل يزور قبر أَخِيه وَيجْلس عِنْده إِلَّا استأنس بِهِ ورد عَلَيْهِ حَتَّى يقوم»
حَدثنَا مُحَمَّد بن قدامَة الجوهرى حَدثنَا معن بن عِيسَى الْقَزاز أخبرنَا هِشَام بن سعد حَدثنَا زيد بن أسلم عَن أَبى هُرَيْرَة رضى الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ إِذا مر الرجل بِقَبْر أَخِيه يعرفهُ فَسلم عَلَيْهِ رد عَلَيْهِ السَّلَام وعرفه وَإِذا مر بِقَبْر لَا يعرفهُ فَسلم عَلَيْهِ رد عَلَيْهِ السَّلَام.
حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدَّثَنى يحيى بن بسطَام الْأَصْغَر حَدَّثَنى مسمع حَدَّثَنى رجل من آل عَاصِم الجحدرى قَالَ رَأَيْت عَاصِمًا الجحدرى فِي منامى بعد مَوته بِسنتَيْنِ فَقلت أَلَيْسَ قدمت قَالَ بلَى قلت فَأَيْنَ أَنْت قَالَ أَنا وَالله فِي رَوْضَة من رياض الْجنَّة أَنا وَنَفر من أَصْحَابِي نَجْتَمِع كل لَيْلَة جُمُعَة وصبيحتها إِلَى بكر بن عبد الله المزنى فنتلقى أخباركم قَالَ قلت أجسادكم أم أرواحكم قَالَ هَيْهَات بليت الاجسام وَإِنَّمَا تتلاقى الارواح قَالَ قلت فَهَل تعلمُونَ بزيارتنا إيَّاكُمْ قَالَ نعم نعلم بهَا عَشِيَّة الْجُمُعَة كُله وَيَوْم السبت إِلَى طُلُوع الشَّمْس قَالَ قلت فَكيف ذَلِك دون الْأَيَّام كلهَا قَالَ لفضل يَوْم الْجُمُعَة وعظمته
وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدَّثَنى بكر بن مُحَمَّد حَدثنَا حسن القصاب قَالَ كنت أغدو مَعَ مُحَمَّد بن وَاسع فِي كل غَدَاة سبت حَتَّى نأتى الجبان فنقف على الْقُبُور فنسلم عَلَيْهِم وندعو لَهُم ثمَّ ننصرف فَقلت ذَات يَوْم لَو صيرت هَذَا الْيَوْم يَوْم الِاثْنَيْنِ قَالَ بلغنى أَن الْمَوْتَى يعلمُونَ بزوارهم يَوْم الْجُمُعَة وَيَوْما قبلهَا وَيَوْما بعْدهَا.
حَدثنِي مُحَمَّد حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن ابان قَالَ حَدثنَا سُفْيَان الثورى قَالَ بلغنى عَن الضَّحَّاك أَنه قَالَ من زار قبرا يَوْم السبت قبل طُلُوع الشَّمْس علم الْمَيِّت بزيارته فَقيل لَهُ وَكَيف ذَلِك قَالَ لمَكَان يَوْم الْجُمُعَة.
حَدثنَا خَالِد بن خِدَاش حَدثنَا جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن أَبى التياح قَالَ كَانَ مطرف يَغْدُو فَإِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة أدْلج قَالَ وَسمعت أَبَا التياح يَقُول بلغنَا انه كَانَ ينور لَهُ فِي سَوْطه فَأقبل لَيْلَة حَتَّى إِذا كَانَ عِنْد مَقَابِر الْقَوْم وَهُوَ على فرسه فَرَأى أهل الْقُبُور كل صَاحب قبر جَالِسا على قَبره فَقَالُوا هَذَا مطرف يأتى الْجُمُعَة قلت وتعلمون عنْدكُمْ يَوْم الْجُمُعَة قَالُوا نعم ونعلم مَا يَقُول فِيهِ الطير قلت وَمَا يَقُولُونَ قَالُوا يَقُولُونَ سَلام سَلام.
حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدَّثَنى يحيى بن أَبى بكير حَدَّثَنى الْفضل بن موفق ابْن خَال سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ لما مَاتَ أَبى جزعت عَلَيْهِ جزعا شَدِيدا فَكنت آتى قَبره فِي كل يَوْم ثمَّ قصرت عَن ذَلِك مَا شَاءَ الله ثمَّ انى اتيته يَوْمًا فَبينا أَنا جَالس عِنْد الْقَبْر غلبتنى عيناى فَنمت فَرَأَيْت كَأَن قبر ابى قد انفرج وَكَأَنَّهُ قَاعد فِي قَبره متوحشا أَكْفَانه عَلَيْهِ سحنة الْمَوْتَى قَالَ فَكَأَنِّي بَكَيْت لما رَأَيْته قَالَ يَا بنى مَا أَبْطَأَ بك عني قلت وَإنَّك لتعلم بمجيئي قَالَ مَا جِئْت مرّة إِلَّا علمتها وَقد كنت تأتينى فآنس بك وَأسر بك وَيسر من حولى بدعائك قَالَ فَكنت آتِيَة بعد ذَلِك كثيرا.
حَدثنِي مُحَمَّد حَدثنِي يحيى بن بسطَام حَدَّثَنى عُثْمَان بن سَوْدَة الطفاوى قَالَ وَكَانَت أمه من العابدات وَكَانَ يُقَال لَهَا راهبة قَالَ لما احتضرت رفعت رَأسهَا إِلَى السَّمَاء فَقَالَت يَا ذخرى وذخيرتى وَمن عَلَيْهِ اعتمادى فِي حياتى وَبعد موتى لَا تخذلنى عِنْد الْمَوْت وَلَا توحشنى فِي قبرى قَالَ فَمَاتَتْ فَكنت آتيها فِي كل جُمُعَة فأدعو لَهَا وَأَسْتَغْفِر لَهَا وَلأَهل الْقُبُور فرأيتها ذَات يَوْم فِي منامى فَقلت لَهَا يَا أمه كَيفَ أَنْت قَالَت أى بنى ان للْمَوْت لكربة شَدِيدَة وإنى بِحَمْد الله لفي برزخ مَحْمُود نفترش فِيهِ الريحان ونتوسد فِيهِ السندس والاستبرق إِلَى يَوْم النشور فَقلت لَهَا أَلَك حَاجَة قَالَت نعم قلت وَمَا هى قَالَت لَا تدع مَا كنت تصنع من زيارتنا وَالدُّعَاء لنا فإنى لأبشر بمجيئك يَوْم الْجُمُعَة إِذا أَقبلت من أهلك يُقَال لي يَا راهبة هَذَا ابْنك قد أقبل فَأسر وَيسر بذلك من حولى من الْأَمْوَات.
حَدَّثَنى مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سُلَيْمَان حَدثنَا بشر بن مَنْصُور قَالَ لما كَانَ زمن الطَّاعُون كَانَ رجل يخْتَلف إِلَى الجبان فَيشْهد الصَّلَاة على الْجَنَائِز فَإِذا أَمْسَى وقف على بَاب الْمَقَابِر فَقَالَ آنس الله وحشتكم ورحم غربتكم وَتجَاوز عَن مسيئكم وَقبل حسناتكم لَا يزِيد على هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات قَالَ فأمسيت ذَات لَيْلَة وانصرفت إِلَى أهلى وَلم آتٍ الْمَقَابِر فأدعو كَمَا كنت أَدْعُو قَالَ فَبينا أَنا نَائِم إِذا بِخلق كثير قد جاءونى فَقلت مَا أَنْتُم وَمَا حَاجَتكُمْ قَالُوا نَحن أهل الْمَقَابِر قلت مَا حَاجَتكُمْ قَالُوا إِنَّك عودتنا مِنْك هَدِيَّة عِنْد انصرافك إِلَى أهلك فَقلت وَمَا هى قَالُوا الدَّعْوَات الَّتِي كنت تَدْعُو بهَا قَالَ قلت فإنى أَعُود لذَلِك قَالَ فَمَا تركتهَا بعد
حَدَّثَنى مُحَمَّد حَدَّثَنى أَحْمد بن سهل حَدَّثَنى رشد بن سعد عَن رجل عَن يزِيد بن أَبى حبيب ان سليم بن عُمَيْر مر على مَقْبرَة وَهُوَ حاقن قد غَلبه الْبَوْل فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه لَو نزلت إِلَى هَذِه الْمَقَابِر فبلت فِي بعض حفرهَا فَبكى ثمَّ قَالَ سُبْحَانَ الله وَالله إنى لأَسْتَحي من الْأَمْوَات كَمَا استحي من الْأَحْيَاء وَلَوْلَا أَن الْمَيِّت يشْعر بذلك لما استحيا مِنْهُ.
وأبلغ من ذَلِك أَن الْمَيِّت يعلم بِعَمَل الحى من أَقَاربه وإخوانه قَالَ عبد الله بن الْمُبَارك حَدَّثَنى ثَوْر بن يزِيد عَن ابراهيم عَن أَبى أَيُّوب قَالَ تعرض أَعمال الْأَحْيَاء على الْمَوْتَى فَإِذا رَأَوْا حسنا فرحوا وَاسْتَبْشَرُوا وَإِن رَأَوْا سوءا قَالُوا اللَّهُمَّ رَاجع بِهِ وَذكر ابْن أَبى الدُّنْيَا عَن أَحْمد بن أَبى الحوارى قَالَ حَدَّثَنى مُحَمَّد أخى قَالَ دخل عباد بن عباد على ابراهيم بن صَالح وَهُوَ على فلسطين فَقَالَ عظنى قَالَ بِمَ أعظك أصلحك الله بلغنى أَن أَعمال الْأَحْيَاء تعرض على أقاربهم الْمَوْتَى فَانْظُر مَا يعرض على رَسُول الله من عَمَلك فَبكى ابراهيم حَتَّى اخضلت لحيته.
قَالَ ابْن أَبى الدُّنْيَا وحدثنى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدَّثَنى خَالِد بن عَمْرو الأموى حَدثنَا صَدَقَة بن سُلَيْمَان الجعفرى قَالَ كَانَت لى شرة سمجة فَمَاتَ أَبى فأنبت وندمت على مَا فرطت قَالَ ثمَّ زللت أيمازلة فَرَأَيْت أَبى فِي الْمَنَام فَقَالَ أى بنى مَا كَانَ أَشد فرحى بك أعمالك تعرض علينا فنشبهها بأعمال الصَّالِحين فَلَمَّا كَانَت هَذِه الْمَرْأَة استحييت لذَلِك حَيَاء شَدِيدا فَلَا تخزنى فِيمَن حولى من الاموات قَالَ فَكنت أسمعهُ بعد ذَلِك يَقُول فِي دُعَائِهِ فِي السحر وَكَانَ جارا لي بِالْكُوفَةِ أَسأَلك إنابة لَا رَجْعَة فِيهَا وَلَا حور يَا مصلح الصَّالِحين وَيَا هادى المضلين وَيَا أرْحم الرَّاحِمِينَ وَهَذَا بَاب فِي آثَار كَثِيرَة عَن الصَّحَابَة وَكَانَ بعض الْأَنْصَار من أقَارِب عبد الله بن رَوَاحَة يَقُول اللَّهُمَّ إنى أعوذ بك من عمل أخزى بِهِ عِنْد عبد الله بن رَوَاحَة كَانَ يَقُول ذَلِك بعد أَن اسْتشْهد عبد الله وَيَكْفِي فِي هَذَا تَسْمِيَة الْمُسلم عَلَيْهِم زَائِرًا وَلَوْلَا أَنهم يَشْعُرُونَ بِهِ لما صَحَّ تَسْمِيَته زَائِرًا فَإِن المزور إِن لم يعلم بزيارة من زَارَهُ لم يَصح أَن يُقَال زَارَهُ هَذَا هُوَ الْمَعْقُول من الزِّيَارَة عِنْد جَمِيع الْأُمَم وَكَذَلِكَ السَّلَام عَلَيْهِم أَيْضا فَإِن السَّلَام على من لَا يشْعر وَلَا يعلم بِالْمُسلمِ محَال وَقد علم النَّبِي أمته إِذا زاروا الْقُبُور أَن يَقُولُوا سَلام عَلَيْكُم أهل الديار من الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون يرحم الله الْمُسْتَقْدِمِينَ منا ومنكم والمستأخرين نسْأَل الله لنا وَلكم الْعَافِيَة
وَهَذَا السَّلَام وَالْخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب وَيعْقل ويردو إِن لم يسمع الْمُسلم الرَّد وَإِذا صلى الرجل قَرِيبا مِنْهُم شاهدوه وَعَلمُوا صلَاته وغبطوه على ذَلِك؛
قَالَ يزِيد بن هَارُون أخبرنَا سُلَيْمَان التيمى عَن أَبى عُثْمَان النهدى أَن ابْن سَاس خرج فِي جَنَازَة فِي يَوْم وَعَلِيهِ ثِيَاب خفاف فَانْتهى إِلَى قبر قَالَ فَصليت رَكْعَتَيْنِ ثمَّ اتكأت عَلَيْهِ فوَاللَّه إِن قلبى ليقظان إِذْ سَمِعت صَوتا من الْقَبْر إِلَيْك عَنى لَا تؤذنى فَإِنَّكُم قوم تَعْمَلُونَ وَلَا تعلمُونَ وَنحن قوم نعلم وَلَا نعمل وَلِأَن يكون لى مثل ركعتيك أحب إِلَى من كَذَا وَكَذَا فَهَذَا قد علم باتكاء الرجل على الْقَبْر وبصلاته؛
وَقَالَ ابْن أَبى الدُّنْيَا حَدَّثَنى الْحُسَيْن بن على العجلى حَدثنَا مُحَمَّد بن الصَّلْت حَدثنَا اسماعيل ابْن عَيَّاش عَن ثَابت بن سليم حَدثنَا أَبُو قلَابَة قَالَ أَقبلت من الشَّام إِلَى الْبَصْرَة فَنزلت منزلا فتطهرت وَصليت رَكْعَتَيْنِ بلَيْل ثمَّ وضعت رأسى على قبر فَنمت ثمَّ انْتَبَهت فَإِذا صَاحب الْقَبْر يشتكينى يَقُول قد آذيتني مُنْذُ اللَّيْلَة ثمَّ قَالَ إِنَّكُم تَعْمَلُونَ وَلَا تعلمُونَ وَنحن نعلم وَلَا نقدر على الْعَمَل ثمَّ قَالَ الركعتان اللَّتَان ركعتهما خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثمَّ قَالَ جزى الله أهل الدُّنْيَا خيرا أقرئهم منا السَّلَام فَإِنَّهُ يدْخل علينا من دُعَائِهِمْ نور أَمْثَال الْجبَال
وحدثنى الْحُسَيْن العجلى حَدثنَا عبد الله بن نمير حَدثنَا مَالك بن مغول عَن مَنْصُور عَن زيد بن وهب قَالَ خرجت إِلَى الْجَبانَة فَجَلَست فِيهَا فَإِذا رجل قد جَاءَ إِلَى قبر فسواه ثمَّ تحول إِلَى فَجَلَسَ قَالَ فَقلت لمن هَذَا الْقَبْر قَالَ أَخ لى فَقلت أَخ لَك فَقَالَ أَخ لى فِي الله رَأَيْته فِيمَا يرى النَّائِم فَقلت فلَان عِشْت الْحَمد لله رب الْعَالمين قَالَ قد قلتهَا لِأَن أقدر على أَن أقولها أحب إِلَى من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثمَّ قَالَ ألم تَرَ حَيْثُ كَانُوا يدفنوننى فَإِن فلَانا قَامَ فصلى رَكْعَتَيْنِ لِأَن اكون أقدر على أَن أصليهما أحب إِلَى من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؛
حَدَّثَنى أَبُو بكر التيمى حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدَّثَنى اللَّيْث بن سعد حَدَّثَنى حميد الطَّوِيل عَن مطرف بن عبد الله الحرشى قَالَ خرجنَا إِلَى الرّبيع فِي زَمَانه فَقُلْنَا ندخل يَوْم الْجُمُعَة لشهودها وطريقنا على الْمقْبرَة قَالَ فَدَخَلْنَا فَرَأَيْت جَنَازَة فِي الْمقْبرَة فَقلت لَو اغتنمت شُهُود هَذِه الْجِنَازَة فشهدتها قَالَ فاعتزلت نَاحيَة قَرِيبا من قبر فركعت رَكْعَتَيْنِ خففتهما لم أَرض اتقانهما ونعست فَرَأَيْت صَاحب الْقَبْر يكلمنى وَقَالَ ركعت رَكْعَتَيْنِ لم ترض اتقانهما قلت قد كَانَ ذَلِك قَالَ تَعْمَلُونَ وَلَا تعلمُونَ وَلَا نستطيع أَن نعمل لِأَن أكون ركعت مثل ركعتيك أحب إِلَى من الدُّنْيَا بحذافيرها فَقلت من هَا هُنَا فَقَالَ كلهم مُسلم وَكلهمْ قد أصَاب خيرا فَقلت من هَا هُنَا أفضل فَأَشَارَ إِلَى قبر فَقلت فِي نفسى اللَّهُمَّ رَبنَا اخرجه إِلَى فأكلمه قَالَ فَخرج من قَبره فَتى شَاب فَقلت أَنْت أفضل من هَا هُنَا قَالَ قد قَالُوا ذَلِك قلت فبأى شَيْء نلْت ذَلِك فوَاللَّه مَا أرى لَك ذَلِك السن فَأَقُول نلْت ذَلِك بطول الْحَج وَالْعمْرَة وَالْجهَاد فِي سَبِيل الله وَالْعَمَل قَالَ قد ابْتليت بالمصائب فرزقت الصَّبْر عَلَيْهَا فبذلك فضلتهم
وَهَذِه المرائى وَإِن لم تصح بمجردها لاثبات مثل ذَلِك فهى على كثرتها وَأَنَّهَا لَا يحصيها إِلَّا الله قد تواطأت على هَذَا الْمَعْنى وَقد قَالَ النَّبِي أرى رُؤْيا رؤياكم قد تواطأت على أَنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر يَعْنِي لَيْلَة الْقدر فَإِذا تواطأت رُؤْيا الْمُؤمنِينَ على شَيْء كَانَ كتواطؤ روايتهم لَهُ وكتواطؤ رَأْيهمْ على استحسانه واستقباحه وَمَا رَآهُ الْمُسلمُونَ حسنا فَهُوَ عِنْد الله حسن وَمَا رَأَوْهُ قبيحا فَهُوَ عِنْد الله قَبِيح على أَنا لم نثبت هَذَا بِمُجَرَّد الرُّؤْيَا بل بِمَا ذَكرْنَاهُ من الْحجَج وَغَيرهَا؛
وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح أَن الْمَيِّت يسْتَأْنس بالمشيعين لجنازته بعد دَفنه فروى مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن شماسَة المهرى قَالَ حَضَرنَا عَمْرو بن الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاق الْمَوْت فَبكى طَويلا وحول وَجهه إِلَى الْجِدَار فَجعل ابْنه يَقُول مَا يبكيك يَا أبتاه أما يُشْرك رَسُول الله بِكَذَا فَأقبل بِوَجْهِهِ فَقَالَ إِن أفضل مَا نعد شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وإنى كنت على أطباق ثَلَاث لقد رأيتنى وَمَا اُحْدُ أَشد بغضا لرَسُول الله منى وَلَا أحب إِلَى أَن أكون قد اسْتَمْكَنت مِنْهُ فَقتلته فَلَو مت على تِلْكَ الْحَال لَكُنْت من أهل النَّار فَلَمَّا جعل الله الاسلام فِي قلبى لقِيت رَسُول الله فَقلت ابْسُطْ يدك فلأبايعك فَبسط يَمِينه قَالَ فقبضت يدى قَالَ فَقَالَ مَالك يَا عَمْرو قَالَ قلت أردْت أَن اشْترط قَالَ تشْتَرط مَاذَا قلت أَن يغْفر لى قَالَ أما علمت أَن الْإِسْلَام يهدم مَا كَانَ قبله وَأَن الْهِجْرَة تهدم مَا كَانَ قبلهَا وَأَن الْحَج يهدم مَا كَانَ قبله وَمَا كَانَ أحد أحب إِلَى من رَسُول الله وَلَا أجل فِي عينى مِنْهُ وَمَا كنت اطيق أَن أملأ عَيْني مِنْهُ إجلالا لَهُ وَلَو سُئِلت أَن أصفه مَا أطقت لأنى لم أكن أملأ عينى مِنْهُ وَلَو مت على تِلْكَ الْحَال لرجوت أَن أكون من أهل الْجنَّة ثمَّ ولينا أَشْيَاء مَا أدرى مَا حالى فِيهَا فَإِذا أنامت فَلَا تصحبنى نائحة وَلَا نَار فَإِذا دفنتموني فسنوا على التُّرَاب سنا ثمَّ أقِيمُوا حول قَبْرِي قدر مَا تنحر جزور وَيقسم لَحمهَا حَتَّى أستأنس بكم وَأنْظر مَا أراجع بِهِ رسل رَبِّي فَدلَّ على أَن الْمَيِّت يسْتَأْنس بالحاضرين عِنْد قَبره وَيسر بهم؛
وَقد ذكر عَن جمَاعَة من السّلف أَنهم أوصوا أَن يقْرَأ عِنْد قُبُورهم وَقت الدّفن قَالَ عبد الْحق يرْوى أَن عبد الله بن عمر أَمر أَن يقْرَأ عِنْد قَبره سُورَة الْبَقَرَة وَمِمَّنْ رأى ذَلِك الْمُعَلَّى بن عبد الرَّحْمَن وَكَانَ الامام أَحْمد يُنكر ذَلِك أَولا حَيْثُ لم يبلغهُ فِيهِ أثر ثمَّ رَجَعَ عَن ذَلِك وَقَالَ الْخلال فِي الْجَامِع كتاب الْقِرَاءَة عِنْد الْقُبُور اُخْبُرْنَا الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الدورى حَدثنَا يحيى بن معِين حَدثنَا مُبشر الحلبى حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء بن اللَّجْلَاج عَن أَبِيه قَالَ قَالَ أَبى إِذا أنامت فضعنى فِي اللَّحْد وَقل بِسم الله وعَلى سنة رَسُول الله وَسن على التُّرَاب سنا واقرأ عِنْد رأسى بِفَاتِحَة الْبَقَرَة فإنى سَمِعت عبد الله بن عمر يَقُول ذَلِك قَالَ عَبَّاس الدورى سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل قلت تحفظ فِي الْقِرَاءَة على الْقَبْر شَيْئا فَقَالَ لَا وَسَأَلت يحيى ابْن معِين فحدثنى بِهَذَا الحَدِيث
قَالَ الْخلال وَأَخْبرنِي الْحسن بن أَحْمد الْوراق حَدَّثَنى على بن مُوسَى الْحداد وَكَانَ صَدُوقًا قَالَ كنت مَعَ أَحْمد بن حَنْبَل وَمُحَمّد بن قدامَة الجوهرى فِي جَنَازَة فَلَمَّا دفن الْمَيِّت جلس رجل ضَرِير يقْرَأ عِنْد الْقَبْر فَقَالَ لَهُ أَحْمد يَا هَذَا إِن الْقِرَاءَة عِنْد الْقَبْر بِدعَة فَلَمَّا خرجنَا من الْمَقَابِر قَالَ مُحَمَّد بن قدامَة لِأَحْمَد بن حَنْبَل يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي مُبشر الْحلَبِي قَالَ ثِقَة قَالَ كتبت عَنهُ شَيْئا قَالَ نعم فَأَخْبرنِي مُبشر عَن عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء اللَّجْلَاج عَن أَبِيه أَنه أوصى إِذا دفن أَن يقْرَأ عِنْد رَأسه بِفَاتِحَة الْبَقَرَة وخاتمتها وَقَالَ سَمِعت ابْن عمر يُوصي بذلك فَقَالَ لَهُ أَحْمد فَارْجِع وَقل للرجل يقْرَأ وَقَالَ الْحسن بن الصَّباح الزَّعْفَرَانِي سَأَلت الشَّافِعِي عَن الْقِرَاءَة عِنْد الْقَبْر فَقَالَ لَا بَأْس بهَا؛
وَذكر الْخلال عَن الشّعبِيّ قَالَ كَانَت الْأَنْصَار إِذا مَاتَ لَهُم الْمَيِّت اخْتلفُوا إِلَى قَبره يقرءُون عِنْده الْقُرْآن قَالَ وَأَخْبرنِي أَبُو يحيى النَّاقِد قَالَ سَمِعت الْحسن بن الجروى يَقُول مَرَرْت على قبر أُخْت لي فَقَرَأت عِنْدهَا تبَارك لما يذكر فِيهَا فَجَاءَنِي رجل فَقَالَ إنى رَأَيْت أختك فِي الْمَنَام تَقول جزى الله أَبَا على خيرا فقد انتفعت بِمَا قَرَأَ أَخْبرنِي الْحسن بن الْهَيْثَم قَالَ سَمِعت أَبَا بكر بن الأطروش ابْن بنت أبي نصر بن التمار يَقُول كَانَ رجل يَجِيء إِلَى قبر أمه يَوْم الْجُمُعَة فَيقْرَأ سُورَة يس فجَاء فِي بعض أَيَّامه فَقَرَأَ سُورَة يس ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِن كنت قسمت لهَذِهِ السُّورَة ثَوابًا فاجعله فِي أهل هَذِه الْمَقَابِر فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة الَّتِي تَلِيهَا جَاءَت امْرَأَة فَقَالَت أَنْت فلَان ابْن فُلَانَة قَالَ نعم قَالَت إِن بِنْتا لي مَاتَت فرأيتها فِي النّوم جالسة على شَفير قبرها فَقلت مَا أجلسك هَا هُنَا فَقَالَت إِن فلَان ابْن فُلَانَة جَاءَ إِلَى قبر أمه فَقَرَأَ سُورَة يس وَجعل ثَوَابهَا لأهل الْمَقَابِر فأصابنا من روح ذَلِك أَو غفر لنا أَو نَحْو ذَلِك؛
وَفِي النَّسَائِيّ وَغَيره من حَدِيث معقل بن يسَار الْمُزنِيّ عَن النَّبِي أَنه قَالَ اقرأوا {يس} عِنْد مَوْتَاكُم وَهَذَا يحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ قرَاءَتهَا على المحتضر عِنْد مَوته مثل قَوْله لقنوا مَوْتَاكُم لَا إِلَه إِلَّا الله وَيحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ الْقِرَاءَة عِنْد الْقَبْر وَالْأول أظهر لوجوه الأول أَنه نَظِير قَوْله لقنوا مَوْتَاكُم لَا إِلَه إِلَّا الله
الثَّانِي انْتِفَاع المحتضر بِهَذِهِ السُّورَة لما فِيهَا من التَّوْحِيد والمعاد والبشرى بِالْجنَّةِ لأهل التَّوْحِيد وغبطة من مَاتَ عَلَيْهِ بقوله ياليت قومِي يعلمُونَ بِمَا غفر لي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكرمين فتستبشر الرّوح بذلك فتحب لِقَاء الله فيحب الله لقاءها فَإِن هَذِه السُّورَة قلب الْقُرْآن وَلها خاصية عَجِيبَة فِي قرَاءَتهَا عِنْد المحتضر؛
وَقد ذكر أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ قَالَ كُنَّا عِنْد شَيخنَا أبي الْوَقْت عبد الأول وَهُوَ فِي السِّيَاق وَكَانَ آخر عهدنا بِهِ أَنه نظر إِلَى السَّمَاء وَضحك وَقَالَ {يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ بِمَا غفر لي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكرمين} وَقضى
الثَّالِث إِن هَذَا عمل النَّاس وعادتهم قَدِيما وحديثا يقرأون {يس} عِنْد المحتضر
الرَّابِع إِن الصَّحَابَة لَو فَهموا من قَوْله اقرأوا {يس} عِنْد مَوْتَاكُم قرَاءَتهَا عِنْد الْقَبْر لما أخلوا بِهِ وَكَانَ ذَلِك أمرا مُعْتَادا مَشْهُورا بَينهم
الْخَامِس ان انتفاعه باستماعها وَحُضُور قلبه وذهنه قرَاءَتهَا فِي آخر عَهده بالدنيا هُوَ الْمَقْصُود وَأما قرَاءَتهَا عِنْد قَبره فَإِنَّهُ لَا يُثَاب على ذَلِك لِأَن الثَّوَاب إِمَّا بِالْقِرَاءَةِ أَو بالاستماع وَهُوَ عمل وَقد انْقَطع من الْمَيِّت
وَقد ترْجم الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق الأشبيلى على هَذَا فَقَالَ ذكر مَا جَاءَ أَن الْمَوْتَى يسْأَلُون عَن الْأَحْيَاء ويعرفون أَقْوَالهم وأعمالهم ثمَّ قَالَ ذكر أَبُو عمر بن عبد الْبر من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي مَا من رجل يمر بِقَبْر أَخِيه الْمُؤمن كَانَ يعرفهُ فَيسلم عَلَيْهِ إِلَّا عرفه ورد عَلَيْهِ السَّلَام ويروى هَذَا الحَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا قَالَ فَإِن لم يعرفهُ وَسلم عَلَيْهِ رد عَلَيْهِ السَّلَام
قَالَ ويروى من حَدِيث عَائِشَة رضى الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت قَالَ رَسُول مَا من رجل يزور قبر أَخِيه فيجلس عِنْده إِلَّا استأنس بِهِ حَتَّى يقوم
وَاحْتج الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد فِي هَذَا الْبَاب بِمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله «مَا من أحد يسلم على إِلَّا رد الله على روحي حَتَّى أرد عَلَيْهِ السَّلَام» قَالَ وَقَالَ سُلَيْمَان بن نعيم رَأَيْت النَّبِي فِي النّوم فَقلت يَا رَسُول الله هَؤُلَاءِ الَّذين يأتونك ويسلمون عَلَيْك أتفقه مِنْهُم قَالَ نعم وأرد عَلَيْهِم قَالَ وَكَانَ يعلمهُمْ أَن يَقُولُوا إِذا دخلُوا الْمَقَابِر السَّلَام عَلَيْكُم أهل الديار الحَدِيث قَالَ وَهَذَا يدل على أَن الْمَيِّت يعرف سَلام من يسلم عَلَيْهِ وَدُعَاء من يَدْعُو لَهُ؛
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَيذكر عَن الْفضل بن الْمُوفق قَالَ كنت آتى قبر أبي الْمرة بعد الْمرة فَأكْثر من ذَلِك فَشَهِدت يَوْمًا جَنَازَة فِي الْمقْبرَة الَّتِي دفن فِيهَا فتعجلت لحاجتي وَلم آته فَلَمَّا كَانَ من اللَّيْل رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقَالَ لي يَا بني لم لَا تَأتِينِي قلت لَهُ يَا أَبَت وَإنَّك لتعلم بِي إِذا أَتَيْتُك قَالَ أى وَالله يَا بنى لَا أَزَال أطلع عَلَيْك حِين تطلع من القنطرة حَتَّى تصل إِلَى وتقعد عِنْدِي ثمَّ تقوم فَلَا أَزَال أنظر إِلَيْك حَتَّى تجوز القنطرة؛
قَالَ ابْن أَبى الدُّنْيَا حَدَّثَنى إِبْرَاهِيم بن بشار الْكُوفِي قَالَ حَدثنِي الْفضل بن الْمُوفق فَذكر الْقِصَّة
وَصَحَّ عَن عَمْرو بن دِينَار أَنه قَالَ مَا من ميت يَمُوت إِلَّا وَهُوَ يعلم مَا يكون فِي أَهله بعده وَأَنَّهُمْ ليغسلونه ويكفنونه وانه لينْظر إِلَيْهِم
وَصَحَّ عَن مُجَاهِد أَنه قَالَ إِن الرجل ليبشر فِي قَبره بصلاح وَلَده من بعده