إن المتقين في ظلال وعيون
أبو الهيثم محمد درويش
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42)كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (45)} [المرسلات]
- التصنيفات: التفسير -
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} :
ذكر سبحانه ما أعده لعباده المتقين من ظلال وارفة وعيون تجري بما لم تره عين بشر من أنواع المشارب وفواكه متنوعة الطعوم والرائحة, يأكلونها هنيئاً مريئاً بلا كدر ولا مرض, وهذا بعض الجزاء الذي أعده الرحمن لأحبابه المحسنين, أما ما ينتظر المكذبين فالويل والجحيم.
فكيف يبيع عاقل كل هذا النعيم من أجل اتباع الهوى و الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
قال تعالى:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42)كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (45)} [المرسلات]
قال السعدي في تفسيره:
لما ذكر عقوبة المكذبين، ذكر ثواب المحسنين، فقال: { {إِنَّ الْمُتَّقِينَ} } أي:للتكذيب، المتصفين بالتصديق في أقوالهم وأفعالهم وأعمالهم، ولا يكونون كذلك إلا بأدائهم الواجبات، وتركهم المحرمات.
{ {فِي ظِلَالٍ} } من كثرة الأشجار المتنوعة، الزاهية البهية. { {وَعُيُونٍ} } جارية من السلسبيل، والرحيق وغيرهما،
{ {وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } } أي: من خيار الفواكه وطيبها، ويقال لهم: { {كُلُوا وَاشْرَبُوا} } من المآكل الشهية، والأشربة اللذيذة { { هَنِيئًا} } أي: من غير منغص ولا مكدر، ولا يتم هناؤه حتى يسلم الطعام والشراب من كل آفة ونقص، وحتى يجزموا أنه غير منقطع ولا زائل، { {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} } فأعمالكم هي السبب الموصل لكم إلى هذا النعيم المقيم، وهكذا كل من أحسن في عبادة الله وأحسن إلى عباد الله،
{ {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} } ولو لم يكن لهم من هذا الويل إلا فوات هذا النعيم، لكفى به حرمانا وخسرانا .
{ {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } } بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن