هديه علية الصلاة والسلام في الهدايا والضحايا والجهاد والسفر

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم صلاة التطوع على راحلته حيث توجهت به, وكان يُومئ إيماءً برأسه في ركوعه وسجوده, وسجوده أخفضُ من ركوعه.

  • التصنيفات: طلب العلم -

{بسم الله الرحمن الرحيم }

هديه علية الصلاة والسلام في الهدايا والضحايا والجهاد والسفر من كتاب (زاد المعاد)

* الذبائح التي هي قربة إلى الله وعبادة: ثلاثة: الهديُ, والأضحية, والعقيقة.

* وهي مختصة بالأزواج الثمانية المذكورة في سورة ( الأنعام ) ولم يُعرف عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه هدي, ولا أضحية, ولا عقيقة من غيرها.

* كان هديه نحر الإبل قياماً, مقيدة, معقولة اليسرى, على ثلاث.

* وكان إذا ذبح الغنم, وضع قدمه على صفاحها.

* وكان يسمى عند نحره وذبحه, ويُكبرُ, وكان يذبح وينحر نسكه بيده.

* أباح صلى الله عليه وسلم لأمته أن يأكلوا من هداياهم وضحاياهم, ويتزودوا منها 

هديه صلى الله عليه وسلم في الهدايا:

* أهدى صلى الله عليه وسلم الغنم, وأهدى الإبل, وأهدى عن نسائه البقر.

* أهدى في مقامه, وفي عمرته, وفي حجته,...وكان إذا بعث هديه وهو مُقيم لم يحرم عليه شيء كان منه حلالاً.

* كانت سنته تقليد الغنم دون إشعارها....وكان إذا أهدى الإبل, قلدها وأشعرها, فيشُقُّ صفحة سنامها الأيمن يسيراً حتى يسيل الدم.

* وشرَّك بين أصحابه في الهدى: البدنةُ عن سبعة, والبقرة كذلك.

* أباح لسائق الهدى ركوبه بالمعروف إذا احتاج إليه حتى يجد ظهراً غيره.

* من هديه صلى الله عليه وسلم ذبحُ هدى العُمرة عند المروة وهدى القران بمنى

* لم ينحر هديه صلى الله عليه وسلم قطُّ إلا بعد أن حلَّ, ولم ينحره قبل يوم النحر, ولم ينحره أيضاً إلا بعد طلوع الشمس, وبعد الرمي...ولم يرخص في النحر قبل الشمس البتة.

هديه صلى الله عليه وسلم في الضحايا:

* أما هديه صلى الله عليه وسلم في الأضاحي فإنه لم يكن يدع الأضحية.

* وكان يضحى بكبشين.

* وكان ينحرهما بعد صلاة العيد.

* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم: أن من أراد التضحية, ودخل العشر, فلا يأخذ من شعره وبشره شيئاً.

* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم اختيار الأضحية, واستحسانها, وسلامتها من العيوب.

* ونهى أن يُضحى بعضباء الأُذُن والقرن, أي: مقطوعة الأذن, ومكسورة القرن...وذكر عنه أيضاً ( «أربع لا تجزئُ في الأضاحي: العوراء البين عورها, والمريضة البين مرضها, والعرجاء البين عرجها, والكسيرة التي لا تنقي » ) أي: من هزالها لا مخَّ فيها.

* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يُضحى بالمُصلى.

* وأمر الناس إذا ذبحوا أن يُحسنوا الذبح, وإذا قتلوا أن يحسنوا القتلة, وقال: ( إن الله كتب الإحسان في كل شيءٍ )

* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن الشاة تُجزئُ عن الرجل, وعن أهل بيته ولو كثر عددهم.

 

هديه صلى الله عليه وسلم في العقيقة:

* صحّ عنه من حديث عائشة رضي الله عنها ( «عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة» )

* وقال: ( «تذبح عنه يوم السابع, ويُحلقُ رأسه ويُسمى» )

هديه صلى الله عليه وسلم في الجهاد:

* لما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام وقُبته, ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة, كما لهم الرفعة في الدنيا, فهو الأعلون في الدنيا والآخرة, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا منه, واستولى على أنواعه كلها, فجاهد في الله حق جهاده بالقلب, والجنان, والدعوة, والبيان, والسيف, والسنان, وكانت ساعاته موقوفةً على الجهاد, بقلبه, ولسانه, ويده, ولهذا كان أرفع العالمين ذكراً, وأعظمهم عند الله قدراً.

* وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُبايع أصحابه في الحرب على ألا يفروا, وربما بايعهم على الموت.

* كان يقول: ( الحرب خدعة )

* وكان يبعث العيون يأتونه بخبر عدوه, ويُطلع الطلائع, وويبيتُ الحرس.

*  وكان إذا لقى عدوه, وقف ودعا, واستنصر الله, وأكثر هو وأصحابه من ذكر الله, وخفضوا أصواتهم.

* وكان يرتب الجيش والمقاتلة,...ويعبئهم عند القتال بيده, ويقول: تقدم يا فلان, تأخر يا فلان, ويجعل في كل جنبةٍ كفئاً لها.

* وكان يُبارز بين يديه.

* وكان يلبس للحرب عدته, وربما ظاهر بين درعين.

* وكان إذا أراد أن يغير انتظر, فإن سمع في الحي مؤذناً, لم يُغز وإلا أغار, وكان ربما بيَّت عدوه, وربما فاجأهم نهاراً.

* وكان يحب الخروج يوم الخميس بكرة النهار.

* وكان العسكر إذا نزل انضم بعضه إلى بعض حتى لو بسط عليهم كساء لعمهم

* وكان إذا لقي العدو, قال: ( اللهم منزل الكتاب, ومُجري السحاب, وهازم الأحزاب, اهزمهم, وانصرنا عليهم) وربما قال: {سيُهزم الجمع ويُولون الدُّبُر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر

وكان يقول:  « اللهم انزل نصرك, وكان يقول: اللهم أنت عضدي وأنت نصيري, وبك أقاتل»  وكان إذا اشتد له بأس, وحمي الحرب, وقصده العدو, يُعلمُ بنفسه, ويقول:         أنا النـبي لا كـذب          أنا ابن عبد المطلـب

وكان الناس إذا اشتد الحرب اتقوا به صلى الله عليه وسلم, وكان أقربهم إلى العدو.

* وكان يجعل لأصحابه شعاراً في الحرب يُعرفون به إذا تكلموا, وكان شعارهم مرة: ( أمِت أمِت ) ومرة: ( يا منصور ) ومرة: ( حم لا ينصرون)

* وكان يلبس الدرع والخوذة, ويتقلد السيف, ويحملُ الرمح والقوس العربية, وكان يتترس بالترس, وكان يحب الخيلاء في الحرب.

* وكان يأمر أمير سريته أن يدعو عدوه قبل القتال إما إلى الإسلام والهجرة, أو الإسلام دون الهجرة, ويكونون كأعراب المسلمين ليس لهم في الفيء نصيب, أو بذل الجزية, فإن هم أجابوا إليه, قبل منهم, وإلا استعان بالله وقاتلهم.

* وكان إذا بعث سرية يوصيهم بتقوى الله, ويقول: «سيروا بسم الله وفي سبيل الله, وقاتلوا من كفر بالله, ولا تمثلوا ولا تغدروا, ولا تقتلوا وليداً» 

* وقاتل مرة بالمنجنيق نصبه على أهل الطائف.

* وكان ينهي عن قتل النساء والولدان.

هديه صلى الله عليه وسلم في السفر وعبادته فيه

* كانت أسفاره صلى الله عليه وسلم دائرة بين أربعة أسفار: سفره لهجرته, وسفره للجهاد وهو أكثرها, وسفره للعمرة, وسفره للحج.

* كان إذا سافر خرج من أول النهار,..وكان يستحب الخروج يوم الخميس.

* وكان هو وأصحابه إذا علوا الثنايا, كبروا, وإذا هبطوا الأدوية سبحوا. 

* كان إذا ركب راحلته كبر ثلاثاً, ثم قال: «( سبحان الذي سخر لنا هذا, وما كنا له مقرنين, وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) ثم يقول: ( اللهم نسألك في سفرنا هذا البرَّ والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا, واطوِ عنا بعده, اللهم أنت الصاحب في السفر, والخليفة في الأهل, اللهم إني أعوذُ بك من وعثاء السفر, وكآبة المُنقلب, وسُوءِ المنظر في الأهل والمال ) وإذا رجع قالهن, وزاد فيهن: (آيبون تائبون عائدون لربنا حامدون )»

* كان إذا ودَّع أصحابه في السفر يقول لأحدهم: ( « أستودع الله دينك, وأمانتك, وخواتيم أعمالك» )

* كان يكره للمسافر أن يسير بالليل وحده * كان يكره السفر للواحد بلا رفقة.

* وكان يأمر المسافر إذا قضى نهمته من سفره, أن يعجل الأوبة إلى أهله.

* وكان إذا قدم من سفره يُلقى بالولدان من أهل بيته.

* وكان يعتنق القادم من سفره, ويقبله إذا كان من أهله.

* وكان يقول إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل: ( « أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق, فإنه لا يضره شيء حتى يترحل منه» )

* وكان ينهي المرأة أن تسافر بغير محرم, ولو مسافة بريد.

* «جاء إليه رجل وقال: يا رسول الله: إني أريد سفراً فزودني, فقال: ( زوَّدك الله التقوى ) قال: زدني. وقال: ( وغفر ذنبك ) قال: زدني. قال: ( ويسر لك الخير حيثما كنت )»

* «وقال له رجل: إني أريد سفراً, فقال: أوصيك بتقوى الله, والتكبير على كل شرفٍ ) فلما ولى, قال: ( اللهم ازو له الأرض, وهون عليه السفر )»

* وكان يقصر الرُّباعية فيصليها ركعتين من حين يخرجُ مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة.ولم يثبت عنه أنه أتمََّ الرباعية في سفره البتة,...وكان يجمع إذا جدَّ به السر. 

* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في سفره الاقتصار على الفرض, ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها, إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر, فإنه لم يكن ليدعهما حضراً, ولا سفراً.

* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم صلاة التطوع على راحلته حيث توجهت به, وكان يُومئ إيماءً برأسه في ركوعه وسجوده, وسجوده أخفضُ من ركوعه.

* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر, ثم نزل فجمع بينهما, فإن زالت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر, ثم ركب, وكان إذا أعجله السيرُ أخرَّ المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء في وقت العشاء.

* وكان إذا قدم من سفر, بدأ بالمسجد, فركع فيه ركعتين.

* وكان ينهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً إذا طالت غيبته عنهم.

                                كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ