إنهم كانوا لا يرجون حساباً

أبو الهيثم محمد درويش

{إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)} [النبأ]

  • التصنيفات: التفسير -

{إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا}  :

انعدم إيمانهم بالبعث و الجزاء فعاشوا في الدنيا كالأنعام السائمة, لايمنعهم شيء عن شهوة ولا تردهم حدود عن استعلاء واستكبار وعتو وعداء وبغض لله ورسله وشرائعه, فكذبوا الأنبياء, وكذبوا برسالات السماء وعطلوا أحكامها وعادوا أتباعها.

والله تعالى أحصى عليهم كل كبير وصغير وتوعدهم بالعذاب والنكال يوم القيامة, عذاب لا ينقطع ولا يخفت, بل يزداد والعياذ بالله.

قال تعالى:

{إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)} [النبأ]

قال السعدي في تفسيره:

{ {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا} } أي: لا يؤمنون بالبعث، ولا أن الله يجازي الخلق بالخير والشر، فلذلك أهملوا العمل للآخرة.

{ {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابً} ا } أي: كذبوا بها تكذيبا واضحا صريحا وجاءتهم البينات فعاندوها.

{ {وَكُلُّ شَيْءٍ } } من قليل وكثير، وخير وشر { {أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا} } أي: كتبناه في اللوح المحفوظ، فلا يخشى المجرمون أنا عذبناهم بذنوب لم يعملوها، ولا يحسبوا أنه يضيع من أعمالهم شيء، أو ينسى منها مثقال ذرة، كما قال تعالى: { { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} }

{ {فَذُوقُوا } } أيها المكذبون هذا العذاب الأليم والخزي الدائم { {فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} } وكل وقت وحين يزداد عذابهم ,وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن