والنازعات غرقاً
أبو الهيثم محمد درويش
{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)} [النازعات]
- التصنيفات: التفسير -
{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} :
يقسم تعالى بأفعال ملائكته الكرام وما حباهم به من قوة وسرعة ومبادرة لأوامر الله وتنفيذها بدقة وإتقان, ومنها نزع الأرواح بقوة ونشاط, والسباحة في ملكوت الله بمهارة وسرعة لتنفيذ أوامره العلية, والسبق إلى الإيمان والسبق إلى تنفيذ و تدبير أوامر الله في شتى أرجاء الملكوت منها ما يتعلق بالوحي كما وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار وغير ذلك.
قال تعالى:
{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)} [النازعات]
قال السعدي في تفسيره:
هذه الإقسامات بالملائكة الكرام، وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله، وإسراعهم في تنفيذ أمره، يحتمل أن المقسم عليه، الجزاء والبعث، بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك، ويحتمل أن المقسم عليه والمقسم به متحدان، وأنه أقسم على الملائكة، لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة، ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده، فقال: { { وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} } وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح، فتجازى بعملها.
{ {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا } } وهم الملائكة أيضا، تجتذب الأرواح بقوة ونشاط، أو أن النزع يكون لأرواح المؤمنين، والنشط لأرواح الكفار.
{ {وَالسَّابِحَاتِ} } أي: المترددات في الهواء صعودا ونزولا { {سَبْحًا} }
{ {فَالسَّابِقَاتِ } } لغيرها { {سَبْقًا} } فتبادر لأمر الله، وتسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله حتى لا تسترقه .
{ {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا } } الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار وغير ذلك.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن