مسألة في طوارئ الدعاة إلى الله تعالى

ثانيًا: إذا طُلب منك الكلامُ عن موضوع بعينه لمقتضى الحال أو المقام، فهناك كلمات تفيد في جميع الأحوال والمناسبات.

  • التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة -


المقدمة:
كتب يزن الغانم

بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعد:

هذه مسألة مفيدة للدعاة إلى الله تعالى، فقد يقع الداعية في موقف يُطلَب منه الكلام عن موضوع، وهو غير مستعد لذلك.

فهذه مهارة عن استقراء وتجربة.

أولًا: تكلَّمْ عن موضوعٍ قد سبق لك الكلام فيه من محاضرة أو كلمة أو خطبة سابقة.

ثانيًا: إذا طُلب منك الكلامُ عن موضوع بعينه لمقتضى الحال أو المقام، فهناك كلمات تفيد في جميع الأحوال والمناسبات.

الكلمة الأولى:

الكلام عن الإخلاص والنية الصالحة، ويدخل في ذلك جميعُ الأبواب؛ فما من عمل من الأعمال إلا ولا بد فيه من الإخلاص؛ وذلك مثل قوله تعالى: ﴿ {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } ﴾ [البينة: 5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات ...»  [رواه البخاري ومسلم].

فإذا تكلمتَ عن الصدقات والزكاة، والحج وصوم رمضان، والإحسان إلى الخلق، والمعاملة مع الخالق، وبناء المساجد وغيرها من الأمور، فكلها لا بد فيها من الإخلاص لله تعالى.

الكلمة الثانية:

ما من عمل ولا قول في الإسلام إلا ولا بد فيه أن يُتابَعَ النبي عليه الصلاة والسلام، فتُذكِّر الناسَ بالتزام سنته صلى الله عليه وسلم على جميع الأحوال؛ في مثل قوله تعالى: ﴿ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} ﴾ [الأحزاب: 21]، وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: ((... «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» ...))؛ [رواه أبو داود والترمذي].

الكلمة الثالثة:

تذكير الناس بمراقبة الله تعالى وبمنزلة الإحسان، فما من عمل ولا قول ولا نية إلا وعلى العبد أن يراقب الله في جميع أحواله؛ وهذا في مثل قوله تعالى: ﴿ {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} ﴾ [الشعراء: 218، 219]، وقوله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان: (( «أن تعبدَ اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» )) [رواه البخاري ومسلم].

الكلمة الرابعة:

الحديث عن الدعاء الذي فيه الإعانة على كل شيء ممن لا يعجزه شيء سبحانه؛ فكل عمل يقوم به الناس صغيرًا كان أو كبيرًا هم بحاجة فيه إلى الدعاء من أجل التيسير والإعانة من الله سبحانه وتعالى؛ قال سبحانه: ﴿ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ﴾ [غافر: 60]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (( «الدعاء هو العبادة» )) [رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما].

هذا ما تيسر ذكره، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.