يزيد الناقص أبو خالد بن الوليد
جلال الدين السيوطى
يزيد الناقص، أبو خالد ابن الوليد بن عبد الملك، تولى الخلافة 126هـ وحتى 126هـ.، لقب بالناقص، لكونه نقص الجند من أعطياتهم، ووثب على الخلافة، وقتل ابن عمه الوليد،
- التصنيفات: التاريخ الإسلامي -
يزيد الناقص، أبو خالد ابن الوليد بن عبد الملك، تولى الخلافة 126هـ وحتى 126هـ.، لقب بالناقص، لكونه نقص الجند من أعطياتهم، ووثب على الخلافة، وقتل ابن عمه الوليد، وتملك.
وأمه شاهفرند بنت فيروز، بن يزدجرد، وأم فيروز بنت شيرويه بن كسرى، وأم شيرويه بنت خاقان ملك الترك، وأم فيرون بنت قيصر عظيم الروم، فلهذا قال يزيد يفتخر:
أنا ابن كسرى، وأبي مروان ... وقيصر جدي، وجدي خاقان
قال الثعالبي: أعرق الناس في الملك والخلافة من طرفيه.
ولما قتل يزيدُ الوليدَ قام خطيبًا فقال: أما بعد، إني والله ما خرجت أشَرًا ولا بطَرًا ولا طمعًا ولا حرصًا على الدنيا ولا رغبة في الملك، وإني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي ولكن خرجت غضبًا لله ولدينه، وداعيًا إلى كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- حين درست معالم الهدى، وطفئ نور أهل التقوى، وظهر الجبار المستحل الحرمة، والراكب البدعة، فلما رأيت ذلك أشفقت إذ غشيكم ظلمة لا تقلع عنكم على كثرة من ذنوبكم وقسوة من قلوبكم، وأشفقت أن يدعو كثيرًا من الناس إلى ما هو عليه فيجيبه، فاستخرت الله في أمري، ودعوت من أجابني من أهلي وأهل ولايتي، فأراح الله منه البلاد والعباد، ولاية من الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أيها الناس، إن لكم عندي إن وليت أموركم ألا أضع لبنة ولا حجرًا على حجر ولا أنقل مالًا من بلد حتى أسد ثغره، وأقسم بين مصالحه ما تقوون به؛ فإن فضل رددته إلى البلد الذي يليه، حتى تستقيم المعيشة وتكونوا فيه سواء، فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت لكم فأنا لكم، وإن ملت فلا بيعة لي عليكم، وإن رأيتم أحدًا أقوى مني عليها فأردتم بيعته فأنا أول من يبايعه ويدخل في طاعته، وأستغفر الله لي ولكم.
وقال عثمان بن أبي العاتكة: أول من خرج بالسلاح في العيدين يزيد بن الوليد، خرج يومئذ بين صفين من الخيل عليهم السلاح من باب الحصن إلى المصلى.
وعن أبي عثمان الليثي، قال يزيد الناقص: يا بني أمية إياكم والغناء، فإنه ينقص الحياء، ويزيد في الشهوة، ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل المسكر، فإن كنتم لابد فاعلين فجنبوه النساء، فإن الغناء داعية الزنا.
وقال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي -رحمه الله- يقول: لما ولي يزيد بن الوليد دعا الناس إلى القدر، وحملهم عليه، وقرب أصحاب غيلان.
ولم يمتنع يزيد بالخلافة، بل مات من عامه في سابع ذي الحجة، فكانت خلافته ستة أشهر ناقصة، وكان عمره خمسًا وثلاثين سنة، وقيل: ستًا وأربعين سنة، ويقال: إنه مات بالطاعون.