حرمة التبرج والسفور

مصطفى العدوي

«صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما، نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا»

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله - النهي عن البدع والمنكرات -

وكذلك من السبل الموصلة إلى هذه الفاحشة، التبرج المزري الذي يُفعل الآن، تخرج النساء كاسيات عاريات، كأنه خفي عليهن قول نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: «صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما، نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا»

 فهذا التبرج المزري الذي نهى عنه ربنا في قوله: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب:33] من أعظم الدوافع إلى الشر، ومن أعظم الدوافع إلى الفساد، كيف يفعل هذا الشاب الممتلئ رجولة وفحولة إذا رأى امرأة تسير في الطريق بهذه المناظر القبيحة؟ كيف يفعل الشاب إذا نظر إلى فلم مؤداة كعموم الأفلام الهابطة الدعوة إلى الرذيلة ومضمونه قصة حب أو عشق تئول إلى زنا والعياذ بالله؟

كيف يفعل هذا الشاب إذا رجع إلى بيته ووجد أمامه في البيت أخته المتبرجة هي الأخرى؟ ألا يئول ذلك إلى فعل الفواحش حتى مع المحارم والعياذ بالله؟! إن التبرج نهى عنه ربنا ونهى عنه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أيما نهي، بل قال نبينا عليه الصلاة والسلام حاثاً على ستر المرأة لجميع بدنها، قال عليه الصلاة والسلام: {المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون المرأة من ربها وهي في قعر بيتها}، ومن ثم جاءت نصوص نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام تحث المرأة على القرار في البيت، إذ هي بخروجها تطمع الشريرين فيها، وتتسبب في الغواية بها: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، وصلاتها في حجرتها أفضل من صلاتها في بيتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في حجرتها).


وكذلك لا يخفى عليكم أن المرأتين اعتذرتا إلى موسى لما سألهما فقال لهما: {مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص:23] أي: إنما ألجأتنا الضرورة إلى أن نخرج من بيوتنا وإلى أن نسقي الأنعام فأبونا شيخ كبير، فلم تكلن الفضليات يخرجن إلا للضرورات، وعند الحاجات، وعند الملمات، فالقرار في البيت من أفضل الوسائل للابتعاد عن جريمة الزنا، وعن الافتتان بالنساء، فإن الفتنة بالنساء من أعظم الفتن على الإطلاق، إذ قال ربنا: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [آل عمران:14] فصدرت الشهوات بالنساء، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»، وكذلك قال عليه الصلاة والسلام: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»، فهذه سبل ذكرنا بها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وحذرنا من كل سبيل يدعو إلى الوقوع في هذه الفاحشة.