أقسام الصحابة (1)
سهام عبيد
أول الصحابـة إسلامـًا، والمهاجرون، والأنصار، والسابقون الأولون، وأصحاب الهجرتين
- التصنيفات: سير الصحابة -
أول الصحابـة إسلامـًا
اختلف السلف في أولهم إسلامـًا، والأورع أن يُقال: أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر الصّديق، ومن الصبيان أو الأحداث علي بن أبي طالب، ومن النساء خديجة بنت خويلد، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن العبيد بلال بن رباح رضي الله عنهم، والله أعلم.
المهـاجـرون
هم الذي أسلموا قبل فتح مـكة وهاجروا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة واستوطنوها، وتركوا بلادهم وأموالهم وأهليهم، رغبةً فيما عند الله، وابتغاء مرضاته، ونصرة لهذا الدين، ولا هجرة بعد الفتح.
الأنـصار
هم أهل المدينة النبوية (يثرب) الذين استقبلوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرين، وآووهم في المدينة وقاسموهم أموالهم ولم يبخلوا عليهم بشيء، وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم.
جاءت النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية بتعيين اسمي المهاجرين والأنصار؛ كما قال سبحانه وتعالى:
- {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} [التوبة:100].
- {لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ} [التوبة:117].
- {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:8،9]، والمقصود بـ {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ} الأنصار.
- {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال:74].
وفي كتب الحديث جاءت تسمية الأنصار بذلك في أكثر من موضع، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يناديهم (يا معشر الأنصار). وعن غيلان بن جرير قال: "قلتُ لأنسٍ: أَرَأَيْتَ اسمَ الأنصارِ، كنتم تُسَمَّوْن به، أم سمَّاكم اللهُ؟ قال: بل سمَّانا اللهُ" (البخاري:3776).
السـابـقـون الأولـون
اختُلِف في تعيين السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار على أقوال:
أحدها: أنهم الذين صلوا إلى القبلتين.
الثاني: أنهم أهل بيعة الرضوان.
الثالث: أنهم أهل بدر.
الرابع: أنهم جميع الصحابة بلا استثناء وأن الذين اتبعوهم بإحسان هم تابعوهم من غير الصحابة.
هذه الأقوال المنقولة عن السلف من الصحابة والتابعين. قال القرطبي: "واتفقوا على أن من هاجر قبل تحويل القبلة فهو من المهاجرين الأولين من غير خلاف بينهم".
وقال الذهبي رحمه الله: "والذي أرى في اللفظ دلالة عليه أن المراد بالسابقين الأولين الذين سبقوا إلى الإسلام والهجرة والنصرة، وابتدروا ذلك قبل تمكن الإسلام وتتابع الناس عليه، ولا شك أن أول من يدخل في هؤلاء أوائل من أسلم من المهاجرين كالخلفاء الأربعة ومن الأنصار الذين أسلموا ليلتي العقبة. ولعل جميع من أسلم حتى غزوة الحديبية من السابقين الأولين" (سير أعلام النبلاء).
أصحاب الهجرتين
ويُقصد بهم الصحابة الذين هاجروا أولًا إلى الحبشة ثم هاجروا ولحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
وفي الصحيحين أن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأسماء بنت عُميس رضي الله عنها (وكانت قد هاجرت إلى الحبشة ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم مع زوجها جعفر وباقي المهاجرين بالمدينة)- قال لها: "سبَقناكم بالهجرةِ، فنحن أحقُّ برسولِ اللهِ منكم"، فذكرت أسماء ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ليس بأحقَّ بي منكم، وله ولأصحابهِ هجرةٌ واحدةُ، ولكم أنتم -أهلَ السفينةِ- هجرتان» (البخاري:4230، ومسلم:2503).