حقيقة الفتح الإسلامي
فعلى من يشكك في الفتح الإسلامي، أن ينظر إلى تاريخه بعين منصفة، وأن يقارن بين ما شيّده الفتح الإسلامي من صروح وحضارات، وبين ما هدمته الإمبراطوريات الأخرى، وارتكبته من جرائم لوثت وجه التاريخ.
- التصنيفات: التاريخ الإسلامي -
بين الحين والآخر، يشكك بعض المنافقين في حقيقة الفتح الإسلامي، ويتهمون الإسلام بأنّ فتحه كان غزوا مثل غزو الإمبراطوريات الأخرى. لكنّ البشرية لم تعرف فتحا في طبيعته ونتائجه ورسالته مثل الفتح الإسلامي!
فلم تقف حدود هذا الفتح عند عظمة الرسالة التي أضاءت حياة العالمين، ونقلتهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، بل أضاءت أنوار ذلك الفتح حضارات، وأزهرت أعمار أجيال، ونقلت حياة شعوب من مغاليق الجهل والوثنية والتأخر، إلى آفاق المعرفة والتوحيد والتقدم.
كما لا تقف معجزات الفتح الإسلامي عند بطولاته الفريدة، وترحيب الشعوب به، إذ منحها حريتها بعد استرقاقها، وكرامتها بعد استذلالها، لأن أكبر معجزات هذا الفتح تجسدت في عدم استهداف الثروات أو إزهاق الأرواح، مثلما فعلت الحضارات المادية التي قتلت الملايين في حروبها الاستعمارية التي استلبت مقدرات الشعوب واستذلتها، باسم حضارة الرجل الأبيض.
ولأن هدف الفتح الإسلامي كان فتح القلوب والعقول إلى رسالته، ولأنه أراد نشر كلمة الحق، وبسط ميزان العدل، وإيقاد شعلة الحرية، لم تعرف البشرية دينا، دخلت فيه الشعوب أفواجا، مثلما عرفت الإسلام، فدانت هذه الشعوب به، وحملت رسالته.
وعلى المستوى الحضاري، فقد تحولت شعوب الإسلام من ظلمات وثنية الأحجار والأشجار والأصنام إلى نور التوحيد، وآفاق القرآن الكريم الذي يحثّ على البحث والنظر، ويجعل طلب العلم فريضة على المسلم، فنهضت تلك الشعوب نهضة علمية لم تعرفها من قبل، وذاع علم الأدباء والفقهاء والأطباء والعلماء الذين استقبلوا الطلاب من كل البلاد.
فعلى من يشكك في الفتح الإسلامي، أن ينظر إلى تاريخه بعين منصفة، وأن يقارن بين ما شيّده الفتح الإسلامي من صروح وحضارات، وبين ما هدمته الإمبراطوريات الأخرى، وارتكبته من جرائم لوثت وجه التاريخ.
هاني مراد