لاتمنوا لقاء العدو
فإن كنتم داعيين لنا بالنصر والتمكين
فلا تنسوا أن تدعوا أيضا بحفظ الأجساد والأعراض
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
قال صلى الله عليه وسلم :
«أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية» .....
منذ سنوات بعيدة
قبل أن تعلمني الحياة معنى هذا الحديث واقعا
وقبل أن أكون قد عرفته حفظا
كنت دائما ما أغبط أخوتي في فلسطين المحتلة لأن عندهم عدو يقاتلونه! حيث كنا في سورية نغرق في الأمن الذي كنا ننبذه ونستنكره!
وتمر الأيام مسرعة وكأنها لاتريد لنا أن
نتفحص مافيها وندرك عمق ماخبأته لنا
وبدأت أعيش حال أهل فلسطين ذاته
عدو جاثم على صدري تأبي روحي الحرة أن تقبله وموازين قوة متفاوتة جدا،
وبدأت ملحمة القتال التي لم تفض حتى يومنا هذا.
ولكن العدو اقترب بالفعل بعد الدعم المخزي من العالم كله،
لنكون هنا في أرضنا بعد كل ماذقناه من تعذيب وتنكيل وتهجير؛
أشبه بصيد ثمين قد وُثقَت يداه ورجلاه
ليأتي الصياد بكل سهولة ليأخذ صيده
الذي ينزف ويئن تحت وطأة القيد وحرقة الفؤاد من الخيانة من بني جلدته،
ومن بين كل الأهوال تعود بي الذاكرة الآن إلى تلك الأيام التي كنت أدعو الله فيها بكل جوارحي أن يهيء لي لقاء عدو
أجاهد في سبيل الله لأدحره وأهزمه،
ولكنني الآن تعلمت معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
«لاتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية »
فالأمر صعب جدا رغم جمال الموت في سبيل الله ولكن ليس الموت ما نخشاه، فما أجمل أن يختم لنا بشهادة مقبولة بين يدي الله، فنحن مستمرون في مقاومتنا وتصدينا
ولكنا نعلم أن العدو الحاقد يحب الفريسة الحية أكثر من الفريسة الميتة
وهذا هو ما يؤرقنا بحد ذاته
فإن كنتم داعيين لنا بالنصر والتمكين
فلا تنسوا أن تدعوا أيضا بحفظ الأجساد والأعراض
فاطمة عبود