هل أتاك حديث الغاشية
أبو الهيثم محمد درويش
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (6) لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ (7)} [الغاشية]
- التصنيفات: التفسير -
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} :
يحدثنا سبحانه عن القيامة وأنها تغشى الناس بأهوالها وطوامها الكبرى, وتتميز وجوه الناس فيها , فمنهم من يخشع وجهه ذليلاً بسبب ما قدمت يداه, ويجلله التعب والنصب في نار حامية تحيط به من كل جانب, ولا يشرب إلا من عين شديدة الحرارة تتقطع منها الأمعاء, ولا طعام لهم إلا الضريع المنتن الذي لا يسد جوعاً ولا يغني شيئاً بل هو من أصناف العذاب الجهنمي.
قال تعالى:
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (6) لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ (7)} [الغاشية]
قال السعدي في تفسيره:
يذكر تعالى أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوال الطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، فيجازون بأعمالهم، ويتميزون [إلى] فريقين: فريقًا في الجنة، وفريقًا في السعير.
فأخبر عن وصف كلا الفريقين، فقال في [وصف] أهل النار: { {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} } أي: يوم القيامة { {خَاشِعَة } } من الذل، والفضيحة والخزي.
{ {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } } أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.
{ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً } أي: شديدًا حرها، تحيط بهم من كل مكان.
{ {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } } أي: حارة شديدة الحرارة { { وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} } فهذا شرابهم.
وأما طعامهم فـ { {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} } وذلك أن المقصود من الطعام أحد أمرين: إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنه ألمه، وإما أن يسمن بدنه من الهزال، وهذا الطعام ليس فيه شيء من هذين الأمرين، بل هو طعام في غاية المرارة والنتن والخسة نسأل الله العافية.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن