ثم كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة

أبو الهيثم محمد درويش

{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) } [البلد]

  • التصنيفات: التفسير -

{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } :

هؤلاء الذين أدوا ما في استطاعتهم لتخطي عقبات وشدائد الآخرة وذلك بفعل الطاعات والتي منها فك الرقاب وإطعام الطعام والعطف على المحتاجين , مع تغلغل الإيمان في قلوبهم والمداومة على العمل الصالح بجوارحهم وأدوا ما في استطاعتهم من الوصية بالصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على أقدار الله تعالى, كما أدوا الوصية بالتراحم بين المؤمنين وتعاطي العذر والصفح والرأفة, أولئك أصحاب اليمين.

قال تعالى:

{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) } [البلد]

قال السعدي في تفسيره:

{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل قول وفعل واجب أو مستحب.  {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }  على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس.
{وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.

أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف، الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة{أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه، وهذا عنوان السعادة وعلامتها.

قال ابن كثير

قوله تعالى  {أولئك أصحاب الميمنة}  أى المتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن