إيقاظ لآداب النوم والاستيقاظ
وعن عبدالله بن عمر: «أن عمر قال: يا رسول الله، أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: إذا توضأ» [8].
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمدصلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
شمائله وآدابه في نومه واستيقاظه صلى الله عليه وسلم:
1- تنام عيناه ولا ينام قلبه صلى الله عليه وسلم:
عن أبي سلمة قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلمفي رمضان، فقالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعةً، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حُسنِهنَّ وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا، قالت: قلت: يا رسول الله، تنام قبل أن تُوترَ؟ قال: يا عائشة، إنه - أو إني - تنام عيناي ولا ينام قلبي» [1].
وعن ابن عباس: (( «أن النبي صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ، ثم صلى، وربما قال: اضطجع حتى نفخ، ثم قام فصلى» ))[2].
2- كراهية النوم قبل العشاء والحديث بعدها:
عن أبي برزة قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها))[3]، وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفُضْ فِراشه بداخلة إزاره؛ فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه ...» الحديث[4].
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام وفي يده غَمَرٌ، ولم يغسله فأصابه شيء، فلا يلومنَّ إلا نفسه» [5].
3- استحباب الوضوء والنوم على الجانب الأيمن:
عن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيتَ مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شِقِّكَ الأيمن ...»[6].
وعن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من الليل، فقضى حاجته فغسل وجهه، ويديه، ثم نام))؛ قال أبو داود: "يعني: بال» [7].
وعن عبدالله بن عمر: «أن عمر قال: يا رسول الله، أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: إذا توضأ» [8].
وعن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا كان جُنُبًا، فأراد أن يأكل أو ينام، توضأ وضوءه للصلاة» [9].
وعن أبي قتادة قال:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فعرَّسَ بليل، اضطجع على يمينه، وإذا عرَّسَ قُبيل الصبح نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه» [10].
4- ذكره ودعاؤه صلى الله عليه وسلم عند النوم والاستيقاظ:
قراءة الآيتين من أواخر سورة البقرة لمن لم يقرأهما في ليلته:
عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة، كَفَتاه»[11]؛ والمراد: (سورة البقرة: الآيتان ٢٨٥، ٢٨٦) قراءتهما من بعد غروب الشمس (أذان المغرب).
وعن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... «باسمك ربِّ وضعتُ جنبي وبك أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» [12]، وفي رواية للترمذي وزاد في آخره: «فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، وردَّ عليَّ روحي، وأذِن لي بذكره».
وعن عبدالله بن عمر: «أنه أمر رجلًا إذا أخذ مضجعه قال: اللهم خلقتَ نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتَّها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية، فقال له رجل: أسمعت هذا من عمر؟ فقال: من خير من عمر، من رسول الله صلى الله عليه وسلم»[13].
وعن البراء: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال: اللهم باسمك أحيا، وباسمك أموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور»[14].
وعن حذيفة قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال: اللهم باسمك أحيا وأموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور» [15].
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل قال: اللهم باسمك أموت وأحيا، فإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»[16].
عن حذيفة قال: «كان - يعني: النبي صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه، وضع يده اليمنى تحت خده وقال: ربِّ قِني عذابك يوم تبعث - أو تجمع - عبادك» [17].
وعن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه، قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له ولا مُؤْوِيَ»[18].
وعن سهيل قال: «كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شِقِّهِ الأيمن، ثم يقول: اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين، وأَغْنِنا من الفقر، وكان يروي ذلك عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم»[19].
وعن أبي الأزهر الأنماري: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفُكَّ رِهاني، واجعلني في النَّدِيِّ الأعلى»[20].
وعن عائشة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفَّيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات»[21].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث - فقال: إذا أويتَ إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صَدَقَكَ وهو كذوب، ذاك شيطان»[22].
وعن ابن أبي ليلى: «حدثنا عليٌّ أن فاطمة عليهما السلام أتتِ النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وبلغها أنه جاءه رقيق، فلم تصادفه، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشة، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال صلى الله عليه وسلم: على مكانكما، فجاء فقعد بيني وبينها، حتى وجدتَ بَرْدَ قدميه على بطني، فقال صلى الله عليه وسلم: ألا أدلُّكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما - أو أويتما إلى فراشكما - فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكِبِّرا أربعًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم» [23].
وعن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَصلتان - أو خَلَّتان - لا يحافظ عليهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؛ تسبح الله عشرًا، وتحمد الله عشرًا، وتكبر الله عشرًا في دُبُرِ كل صلاة، فذلك مائة وخمسون باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وتسبح ثلاثًا وثلاثين، وتحمد ثلاثًا وثلاثين، وتكبر أربعًا وثلاثين - عطاءٌ لا يدري أيتهن أربع وثلاثون - إذا أخذ مضجعه، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة؟ قالوا: يا رسول الله، كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان إذا فرغ من صلاته، فيذكره حاجة كذا وكذا، فيقوم ولا يقولها، فإذا اضطجع يأتيه الشيطان فينوِّمه قبل أن يقولها، فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقِدُهُنَّ في يده»[24].
وعن البراء بن عازب: (( «أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلًا فقال: إذا أردت مضجعك، فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن متَّ متَّ على الفطرة» ))[25]، وزاد في رواية: ((وإن أصبحت أصبت أجرًا))[26]، وفي رواية: ((وإن أصبحت أصبت خيرًا))[27].
وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرًا، فيتعارُّ من الليل فيسأل الله خيرًا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه»[28].
وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تعارَّ من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا - استُجيب له، فإن توضأ وصلى قُبِلت صلاته»[29].
قال ابن بطال: "وعد الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن من استيقظ من نومه لهِجًا لسانه بتوحيد ربه، والإذعان له بالملك، والاعتراف بنعمه يحمده عليها، وينزهه عما لا يليق به بتسبيحه، والخضوع له بالتكبير، والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه - أنه إذا دعاه أجابه، وإذا صلى قبلت صلاته، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به، ويخلص نيته لربه سبحانه وتعالى"[30].
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فزِع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن هَمَزات الشياطين وأن يحضرونِ؛ فإنها لن تضره»[31].
وعن حذيفة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يَشُوصُ فاه بالسواك» [32].
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يغمس يده في وضوئه حتى يغسلها ثلاثًا، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده» [33].
عن أنس بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلًا، وكان يأتيهم غدوةً، أو عشيةً» [34].
5- جواز اضطجاع الرجل وزوجته الحائض في لحاف واحد:
وعن أم سلمة قالت: (( «بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعة في خَميصة، إذ حضتُ، فانسللت فأخذت ثياب حيضتي، قال: أَنَفِسْتِ، قلت: نعم، فدعاني، فاضطجعت معه في الخميلة» ))[35].
وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال له: «فراشٌ للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان»[36].
6- آداب أخرى:
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع»[37].
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: (( «احترق بيتٌ بالمدينة على أهله من الليل، فحُدِّث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم» ))[38].
وعن جابر قال: (( «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينام الرجل على سَطح ليس بمحجور عليه» ))[39].
6- بيان ما كان عليه فراشه ووسادته صلى الله عليه وسلم:
عن عائشة قالت: (( «كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدَمٍ، وحَشوه من ليف» ))[40]. وعن عائشة رضي الله عنها: ((... «ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل - أي: رسول الله - رأيته خرج في غَزَاتِهِ، فأخذتُ نَمَطًا فسترته على الباب، فلما قدم فرأى النَّمَطَ، عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه حتى هَتَكَهُ أو قطعه، وقال: إن الله لم يأمرنا أن نكسوَ الحجارة والطين، قالت: فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفًا، فلم يعِبْ ذلك عليَّ» ))[41].
عن هشام بن عروة عن أبيه قال: «كان الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة، فقلن: يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمُري رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أن يأمر الناس أن يُهدُوا إليه حيثما كان - أو حيثما دار - قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إليَّ ذكرتُ له ذاك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له، فقال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة؛ فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها»[42].
7- آداب تتعلق بالرؤيا والأحلام:
عن أبي قتادة يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا من الله، والحُلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئًا يكرهه، فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات، ويتعوذ من شرها، فإنها لا تضره، وقال أبو سلمة: وإن كنتُ لأرى الرؤيا أثقل عليَّ من الجبل، فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها» [43].
وفي رواية: (( «من رأى رؤيا تعجبه فليحدث بها؛ فإنها بشرى من الله، ومن رأى رؤيا يكرهها فلا يحدث بها، وليتفُل عن يساره، ويتعوذ بالله من شرها» ))[44].
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( «من تحلَّم بحُلم لم يره، كُلِّفَ أن يعقدَ بين شعيرتين، ولن يفعل» [45].
وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا من النبوة» [46].
وعن ابن عباس قال: «كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال: أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم، أو تُرى له» [47].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة» [48].
8- الوضوء عقب الاستغراق في النوم:
عن أنس بن مالك قال: «أقيمت الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يناجي رجلًا في جانب المسجد، فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم» [49].
وعن قتادة قال: سمعت أنسًا يقول: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤون، قال: قلت: سمعته من أنس، قال: إي والله»[50].
وعن نافع: (( «أن ابن عمر كان ينام جالسًا، ثم يصلي، ولا يتوضأ» ))[51].
9- ما جاء في وجوب الغسل على الرجل أو المرأة إذا احتلما:
عن أم سليم: «أنها سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل، فقالت أم سليم: واستحييت من ذلك، قالت: وهل يكون هذا؟ فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: نعم، فمن أين يكون الشبه؟ إن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فمن أيِّهما علا - أو سبق - يكون منه الشبه» [52].
[1] البخاري (3569)، ومسلم 125 - (738)، وأحمد (24073، 24732)، وأبو داود (1341)، والترمذي (439).
[2] البخاري (138) واللفظ له، ومسلم 181 - (763)، وأحمد في المسند (1912)، والنسائي (1662).
[3] البخاري (568)، ومسلم 237 - (647).
[4] البخاري (6320)، ومسلم (2714)، وأبو داود (5050)، والترمذي (3401)، وابن ماجه (3874).
[5] صحيح: رواه أحمد في المسند (8531)، وأبو داود (3852)، والترمذي (1860)، وابن ماجه (3297)، وابن حبان (5521)، وصححه الألباني وشعيب الأرنؤوط.
[6] البخاري (247)، ومسلم 56 - (2710)، وأبو داود (5046).
[7] البخاري (6316)، ومسلم 20 - (304)، وأبو داود (5043)، وأحمد (2083)، وابن ماجه (508).
[8] البخاري (289)، ومسلم 23 - (306)، والترمذي (120)، والنسائي (259)، وابن ماجه (585).
[9] مسلم 22 - (305)، وأحمد (24949، 25597)، وأبو داود (224)، والنسائي (255).
قال الشوكاني: "يجب الجمع بين الأدلة بحمل الأمر على الاستحباب، ويؤيد ذلك أنه أخرج ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما من حديث ابن عمر: ((أنه سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: نعم، ويتوضأ إن شاء))"؛ انتهى، [تحفة 120]، قال النووي: "حاصل الأحاديث كلها أنه يجوز للجنب أن ينام ويأكل ويشرب ويجامع قبل الاغتسال، وهذا مجمع عليه، وأجمعوا على أن بدن الجنب وعرقه طاهران، وفيها أنه يستحب أن يتوضأ ويغسل فَرْجَهُ لهذه الأمور كلها، ولا سيما إذا أراد جماع من لم يجامعها، فإنه يتأكد استحباب غسل ذكره، وقد نص أصحابنا أنه يُكره النوم والأكل والشرب والجماع قبل الوضوء، وهذه الأحاديث تدل عليه، ولا خلاف عندنا أن هذا الوضوء ليس بواجب، وبهذا قال مالك والجمهور، وذهب ابن حبيب من أصحاب مالك إلى وجوبه، وهو مذهب داود الظاهري، والمراد: بالوضوء وضوء الصلاة الكامل".
[10] مسلم 313 - (683)، وأحمد (22632)، وابن خزيمة (2558)، وابن حبان (6438).
[11] البخاري (6320)، ومسلم (2714)، وأبو داود (5050)، والترمذي (3401)، وابن ماجه (3874).
[12] البخاري (5009)، ومسلم 256 - (808)، وأحمد (17068)، وأبو داود (1397)، والترمذي (2881)، وابن ماجه (1369)، وابن حبان (781).
[13] مسلم (2712)، وأحمد في المسند (5502)، وابن حبان (5541).
[14] مسلم 59 - (2711)، وأحمد (18603)، قال الطيبي: "الحكمة في إطلاق الموت على النوم أن انتفاع الإنسان بالحياة إنما هو لتحري رضا الله عنه، وقصد طاعته واجتناب سخطه وعقابه، فمن نام زال عنه هذا الانتفاع، فكان كالميت، فحمد الله على هذه النعمة، وزوال ذلك المانع ... وقوله: ((وإليه النشور))؛ أي: البعث يوم القيامة، والإحياء بعد الإماتة، يُقال: نشر الله الموتى فنشروا؛ أي: أحياهم فحيوا.
[15] البخاري (7394)، وأحمد (23459)، وأبو داود (5049)، والترمذي (3417)، وابن ماجه (3880)، وابن حبان (5539).
[16] البخاري (6325)، وأحمد (21366).
[17] صحيح: رواه أحمد في المسند (23244)، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين، والترمذي (3398)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
[18] مسلم 64 - (2715)، وأحمد (13653)، وأبو داود (5053)، والترمذي (3396)، وابن حبان (5540).
[19] مسلم (2713)، وأحمد في المسند (8960)، وأبو داود (5051)، والترمذي (3400)، وابن ماجه (3831)، وابن حبان (5537).
[20] رواه أبو داود (5054)، و"مشكاة المصابيح" (2409)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (4649).
[21] البخاري (5017)، وأحمد (24853)، وأبو داود (5056)، والترمذي (3402)، وابن حبان (5544).
[22] البخاري (3275، 5010)، وبتمامه (2311)، وابن خزيمة (2424).
[23] البخاري (5361)، ومسلم 80 - (2727)، وأحمد (1141)، وأبو داود (5062)، والترمذي (3408).
[24] رواه أحمد في المسند (6910)، وإسناده حسن، وأبو داود (5065)، والترمذي (3410)، والنسائي
(1348)، وابن ماجه (926)، وابن حبان (2018)، وصححه الألباني.
[25] البخاري (6313)، ومسلم 57 - (2710).
[26] البخاري (7488).
[27] مسلم 58 - (2710).
[28] صحيح: رواه أحمد (22092)، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح من جهة ثابت، وأبو داود (5042)، وابن ماجه (3881)، والنسائي في الكبرى (10573، 10574)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (5754)، و"مشكاة المصابيح" (1215).
[29] البخاري (1154)، وأحمد (22673)، وأبو داود (5060)، والترمذي (3414)، وابن ماجه (3878)، وابن حبان (2596).
[30] فتح الباري (3/ 50)، ط: دار الريان للتراث، مصر.
[31] رواه أحمد في المسند (6696)، وصحح إسناده العلامة أحمد شاكر، وأبو داود (3893)، والترمذي (3528)، وابن أبي شيبة (23547)، وانظر: "صحيح الجامع" (701)، و"صحيح التَّرْغِيبِ والتَّرْهِيب" (1601).
[32] البخاري (245)، ومسلم 47 - (255)، وابن ماجه (286)، والنسائي (2)، وابن حبان (1072).
[33] البخاري (162)، ومسلم 87 - (278)، وأحمد (7438)، وأبو داود (103، 105)، والترمذي (24)، والنسائي (161)، وابن حبان (1062).
[34] البخاري (1800)، ومسلم 180 - (1928) واللفظ له، وأحمد (12263).
[35] البخاري (298)، ومسلم 5 - (296)، وابن حبان (1363).
[36] مسلم 41 - (2084)، وأحمد (14475)، وأبو داود (4142)، والنسائي (3385)، وابن حبان (673).
[37] حسن صحيح: رواه أحمد في المسند (6756)، وأبو داود (495)، وقال الألباني: حسن صحيح.
[38] البخاري (6294)، ومسلم 101 - (2016)، وأحمد (19571)، وابن ماجه (3770).
[39] رواه الترمذي (2854)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (6847)، و"الصحيحة" (828)، وضعفه شعيب الأرنؤوط في التعليق على حديث أبي داود (5041).
[40] البخاري (6456)، ومسلم 38 - (2082)، وأحمد (24209، 24293، 24451)، والترمذي (1761)، وابن ماجه (4151)، وابن حبان (6361).
[41] مسلم 87 - (2106)، وأحمد في المسند (25392)، وأبو داود (4153)، وابن حبان (5468).
[42] البخاري (3775)، والترمذي (3879)، والنسائي (3949).
[43] البخاري (5747)، ومسلم 2 - (2261)، وأحمد في المسند (22598)، وأبو داود (5021)، والترمذي (2277)، وابن ماجه (3909).
[44] رواه أحمد في المسند (22635)، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري.
[45] البخاري (7042)، وأحمد في المسند (2213).
[46] البخاري (6983)، وأحمد (12508)، وابن ماجه (3893)، وابن حبان (6043).
[47] مسلم 207 - (479)، وأحمد (1900)، وأبو داود (876)، والنسائي (1045)، وابن ماجه (3899).
[48] البخاري (6988)، ومسلم 8 - (2263)، وأحمد (10430)، وابن ماجه (3894).
[49] البخاري (642)، ومسلم 123 - (376)، وأحمد (11987)، وأبو داود (544)، وابن حبان (4544)،
ولفظه عند البخاري ومسلم: ((حتَّى نام القومُ))، وتفسيره: حتَّى نام القوم نومًا غير مستغرق، قوله: ((لم يذكر وضوءًا))؛ أي: لم يذكر أن القوم توضؤوا لأَجلِ النعاس؛ قال الخطابي في [معالم السنن 1/ 71]: "في هذا الحديث من الفقه أن عين النوم ليس بحدث، ولو كان حدثًا، لكان على أي حالٍ وُجِدَ ناقضًا للطهارة كسائر الأحداث التي قليلها وكثيرها وعمدُها وخطؤها سواء في نقض الطهارة، وإنما هو مَظِنَّةٌ للحدث مُوهِمٌ لوقوعه من النائم غالبًا، فإذا كان بحال من التماسك والاستواء في القعود المانع من خروج الحدث منه، كان محكومًا له بالسلامة وبقاء الطهارة المتقدمة ...)).
[50] مسلم 125 - (376)، وأحمد (13941)، والترمذي (78).
[51] رواه مالك في الموطأ (44).
[52] مسلم 30 - (311)، وأحمد (14010)، وابن حبان (6185).
تم بحمد الله وتوفيقه
أخيكم في الله/صلاح عامر