قل أعوذ برب الفلق

أبو الهيثم محمد درويش

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} [الفلق ]

  • التصنيفات: التفسير -

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}  :

أي تعوذ بالله تعالى فالق الليل والنهار والحب والنوى من شر كل ذي شر  هو آخذ بناصيته, فالكل خلقه والكل عبيده سبحانه وهو وحده القادر على رد أي شر محتمل من بعض عبيده إلى البعض, وإنما يبتلي الله العباد ليميز الخبيث من الطيب فإن لجأ العبد إليه وأناب كفاه الله شرما أهمه.

ومن شر كل طارق يطرق بغسق الليل حيث تنتشر الشرور.

ومن شر السحر وأهله ومن شر نفثهم وحقدهم.

ومن شر العين وأهلها ومن شر كل حاسد لعبد على نعمة أنعمها الله عليه.

قال تعالى:

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} [الفلق ]

قال السعدي في تفسيره:

أي: {قل } متعوذًا { أَعُوذُ }  أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم { بِرَبِّ الْفَلَقِ} أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.

{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها،

ثم خص بعد ما عم، فقال:  { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.

{ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.

 {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه ومن أهله.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن