فيروس كورونا ووهم الإنسان الإله!
أحمد كمال قاسم
لقد سقط وثن "الإنسان الإله" الذي بشَّر به نيتشه، الذي يستطيع أن يسيطر على كل شيء ويقدر على كل شيء.
إن كورونا هو عبرة لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
فيروس كورونا نعمة كبيرة من الخالق سبحانه وتعالى، إذ سيحث العقلاء المنصفين من البشر أن يعيدوا النظر في حجم الإنسان في هذا الكون، وفي أنه مهما بلغ من قوة فإنها لا شيء أمام قوة أكبر - ليست محدودة بنواميس هذا الكون - تستطيع البطش به إن أرادت. قوة ليست عمياء كما يتوهم بعض الجاحدين، بل حكيمة، تمسك السموات والأرض أن تزولا، و تستطيع أن تتركهما تزولان!. حكمة عليا تخلق فيروسات تنفذ خططا محكمة.
هذه القوة يدرك كل عاقل - غير مصر على الجحود - الآن أنها تستطيع أن تخسف بالبشر، وأن عصر الإهلاك لم يعف عليه الزمن، ولم ينته بانتهاء نزول الرسالات، وأن الله الحي القيوم القوي العزيز، إنما يمهل البشر لحلمه ولحكمته وليس لأي فضل يتوهمه البشر في أنفسهم.
لقد سقط وثن "الإنسان الإله" الذي بشَّر به نيتشه، الذي يستطيع أن يسيطر على كل شيء ويقدر على كل شيء.
إن كورونا هو عبرة لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
{إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ مِمّا يَأكُلُ النّاسُ وَالأَنعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها وَازَّيَّنَت وَظَنَّ أَهلُها أَنَّهُم قادِرونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أَو نَهارًا فَجَعَلناها حَصيدًا كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ} [يونس: ٢٤]