وفاة أمه ثم جده ثم كفالة عمه أبي طالب
أبو الهيثم محمد درويش
ليعلم عين اليقين مشاعر اليتيم ويتعايش مع ما يمر به في حياته حتى إذا ما بعثه الله في كبره راعى هذه الحالة وعلم كل ما يحيطها من ظروف عندما يتبوأ مسؤولية العالم بأسره
- التصنيفات: السيرة النبوية -
وفاة أمه ثم جده ثم كفالة عمه أبي طالب:
قدر الله تعالى أن يعيش صلى الله عليه وسلم في كنف أمه ستة أعوام ثم توفيت وهي عائدة به من زيارة أخواله بني النجار فتربى يتيماً في كنف جده الذي أكرمه وأدناه ثم ما لبث أن توفي بعدها بسنتين ليتكفل أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن أخيه ويرعاه خير رعاية.
وقد تكون من الحكم الإلهية أن يعايش صلى الله عليه وسلم حالة اليتم وفقدان الأحبة وهو بعد صغير ليعلم عين اليقين مشاعر اليتيم ويتعايش مع ما يمر به في حياته حتى إذا ما بعثه الله في كبره راعى هذه الحالة وعلم كل ما يحيطها من ظروف عندما يتبوأ مسؤولية العالم بأسره بل وكل الأجيال القادمة من بعده إلى يوم القيامة صلى الله عليه وسلم.
قال ابن هشام في السيرة:
[ وفاة آمنة ]
قال ابن إسحاق : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمه آمنة بنت وهب وجده عبد المطلب بن هاشم في كلاءة الله وحفظه ، ينبته الله نباتا حسنا لما يريد به من كرامته ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ست سنين ، توفيت أمه آمنة بنت وهب .
قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ست سنين بالأبواء ، بين مكة والمدينة ، كانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار ، تزيره إياهم ، فماتت وهي راجعة به إلى مكة .
[ إكرام عبد المطلب له صلى الله عليه وسلم وهو صغير ]
قال ابن إسحاق : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب بن هاشم ، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة ، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه ، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له ؟ قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر ، حتى يجلس عليه ، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ، فيقول عبد المطلب ، إذا رأى ذلك منهم : دعوا ابني ، فوالله إن له لشأنا ، ثم يجلسه معه على الفراش ، ويمسح ظهره بيده ، ويسره ما يراه يصنع .
[ وفاة عبد المطلب وما قيل فيه من الشعر ]
: فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين هلك عبد المطلب بن هاشم . وذلك بعد الفيل بثماني سنين :
قال ابن إسحاق : حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس عن بعض أهله : أن عبد المطلب توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثماني سنين .
قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن سعيد بن المسيب : أن عبد المطلب لما حضرته الوفاة وعرف أنه ميت جمع بناته وكن ست نسوة : صفية ، وبرة ، وعاتكة ، وأم حكيم البيضاء ، وأميمة ، وأروى ، فقال لهن : ابكين علي حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت .
قال ابن هشام : ولم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرف هذا الشعر ، إلا أنه لما رواه عن محمد بن سعيد بن المسيب كتبناه .
كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عبد المطلب مع عمه أبي طالب ، وكان عبد المطلب - فيما يزعمون - يوصي به عمه أبا طالب ، وذلك لأن عبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبا طالب أخوان لأب وأم ، أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم .
قال ابن هشام : عائذ بن عمران بن مخزوم .
[ ولاية أبي طالب لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ] قال ابن إسحاق : وكان أبو طالب هو الذي يلي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جده ، فكان إليه ومعه .
[ نبوءة رجل من لهب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
قال ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، أن أباه حدثه : أن رجلا من لهب - قال ابن هشام : ولهب : من أزدشنوءة - كان عائفا ، فكان إذا قدم مكة أتاه رجال قريش بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم فيهم . قال : فأتى به أبو طالب وهو غلام ، مع من يأتيه ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم شغله عنه شيء ، فلما فرغ قال : الغلام علي به ، فلما رأى أبو طالب حرصه عليه غيبه عنه ، فجعل يقول : ويلكم ، ردوا علي الغلام الذي رأيت آنفا ، فوالله ليكونن له شأن . قال : فانطلق أبو طالب .
#أبو_الهيثم
#مع_الحبيب