فُرصُ الأزمات والكوارث...!

حمزة بن فايع الفتحي

وأن الله مقدِّر الأقدار، ومدبر الأمور {إنا كلَّ شيء خلقناه بقدر}   [سورة القمر] .

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


• مِن رحمة الله أن جعلَ في طيات المحن مننا، وفي خضم الأسقام منحًا، وفي غلواء الأزمات فرجا وبركة، وخليق بالمسلم قفوها والتماسها والمسارعة فيها  {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعلَ اللهُ فيه خيرا كثيرا}   [سورة النساء ] ، ومن ذلك :
١- تجديد الإيمان بالقدر :
وأن الله مقدِّر الأقدار، ومدبر الأمور
{إنا كلَّ شيء خلقناه بقدر}   [سورة القمر] . فلا تفوته فائتة، ولا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى ، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا . قال تعالى : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }   [سورة الحج] .
٢- إعلان التوبة والاستغفار :
لأنها نذارة من الله، واختبار وفتنة، ومن لم يتب إبانها ليت شعري متى سيتوب.،؟! قال تعالى :
{فلولا إذ جاءهم بأسُنا تضَرعوا ولكن قست قلوبُهم}  [سورة الأنعام] .
٣- اكتشافُ ضعف الإنسان :
وهوانه وحقارته، وأن كل اكتشافاته هباء غير مذكور في علم الله وإحاطته 
{وما أوتيتُم من العلمِ إلا قليلا}  [سورة الإسراء]
وكما قال رئيس الوزراء الإيطالي إزاء عجزهم أمام وباء كورونا : ‏" انتهت حلول الأرض...الأمـر متروك للسمـاء !!..! معلنًا وفاة العَلمانية ، والله المستعان .
٤- اعتقاد عظمة الباري تعالى:
وأن الملك كله لله، بيده مقاليد السموات والأرض ، ما كان شاء وما لم يكن لم يشاء، وهو العليم القدير .قال تعالى : 
{وما كان اللهُ ليُعجزَه من شيء في السموات ولا في الأرض، إنه كان عليمًا قديرًا } [سورة فاطر ٤٤ ] .
٥- الكف عن المعاصي :
والإقلاع عن الذنوب، ومحاسبة النفس، والاشتغال بالطاعات وبما ينفع، فقد حانت الفرصة، ورسَخت الموعظة، وتجاهلُها عين الهلكة
{ ألم يعلم بأنَّ اللهَ يرى}  [سورة العلق] .
٦- المسارعة في الخيرات :
حيث صحوة القلب، وادكار النفس، والعزلة الصحية ، قال تعالى :
{ وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم} [سورة آل عمران] .
٧- عمارة الوقت بالمنافع :
لا سيما في أزمنة العزلة، والحجر الصحي العام، فتتوفر الساعات، ويحضر الزمان، ولا يبقى إلا استثماره واستغلاله ، قال تعالى :( أو لم نُعمّركم ما يتذكرُ فيه مَن تذكّر ) سورة فاطر .
٨- محاسبة النفس :
مع الخلوة المتأملة، والانحباس الهادئ، وقلة العلائق ، يجدد المرء تزكية نفسه ، فيقرأ ويدقق ويراجع ، ويتراجع عن مواقف ومشكلات
{قد أفلحَ من زكاها} [ سورة الشمس] .
٩- ترتيب الأولويات :
فقد كانت الدنيا تأخذه أخذا لمَّا، وحضرت الفرصة للتأمل والترتيب وإعادة صياغة الحياة، وترتيب المهام والأعمال، وفي الشدائد تجاوز لكثير من أحوالنا الكمالية الماضية .
١٠- الظفرُ بالوَحدة :
فلا علاقات واسعة، أو صدقات دائمة، بل أصبحت وحيدًا فريدا بروحك وأهلك وكتبك، وأورادك . وبت في (حجر صحي)، دلت عليه السنة من القديم..! فهي فرصة لخلوة عبادية، ونهم علمي، وتفكر مشروعي، وبرمجة مستقبلية، وصناعة نفسية، وإعداد مرحلي ، قال تعالى:
{واللهُ جعل لكم من بُيوتِكم سَكنا }   [سورة النحل] .
١١- تعظيم شأنِ العلم وأهله :
إذ لا معرفة هنا الا لأهل الاختصاص من علماء وأطباء ، قال تعالى :
{ فاسألوا أهلَ الذكر إن كنتم لا تعلمون }  [سورة النحل] والأنبياء .
١٢- انكشاف التافهين والمهرجين :
الذين شغلوا الناس دهرا، وملأوا حياتهم لهوًا ، وفوّتوهم فضائل ومحاسن، فلم يعد لهم قيمة ولا ذكرى سوى الإضحاك، والتسلق على موائد الآخرين ، قال تعالى:
{فأما الزبدُ فيذهب جُفاءً وأما ما ينفعُ الناس فيمكثُ في الأرض}  [سورة الرعد] .
١٣- الإحسان إلى الضعفاء:
وتخفيف بلواهم، وعيش همومهم بالبذل والحسنة والمساعدة،
{وفِي أموالهم حقٌ للسائل والمحروم } [سورة الذاريات ] . قال عليه الصلاة والسلام : «إن الأشعريين إذا أَرْمَلُوا في الغزو،أو قَلَّ طعامُ عيالهم بالمدينة،جمعوا ماكان عندهم في ثوبٍ واحد،ثم اقْتَسَمُوهُ بينهم في إناء واحد بِالسَّوِية،فهم مني وأنا منهم» .
١٤- الزهادة في الدنيا:
فلقد عاين النذر، وأحس بالخطر، وشاهد تصرع الناس ، لا سيما زمن الحروب والوباءات ، قال تعالى:
{فلا تَغُرنّكم الحياةُ ولا يَغرنّكم بالله الغَرور }  [سورة لقمان] .
١٥- إعلاء الخطاب الدعوي :
الذي يجدّد النفوس، ويوقظ الضمائر، ويحفز الهمم ، لا سيما مع تخوف الخلائق، وحضور الوسائل التقنية الغازية للآفاق
{ومن أحسنُ قولاً ممن دعا إلى الله}   [سورة فصلت] . وبات كل بعيد ومهمل قادر على المشاركة والإفادة إيمانيا وعلميًا وتربويًا .
١٦- فقه الهدي الشرعي :
من خلال تأمل المنهج القرآني، وأحوال رسول الله في المحن والأزمات العامة ، وكيف أنه إذا حزبه أمر قام إلى الصلاة، وابتهل في الدعاء راجيًا وداعيا، وكان من دعائه المشهور:  
«ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا ».
١٧- تجديدُ الأعمال القلبية :
من اليقين والإنابة والخوف والرجاء وحسن التوكل والدعاء والابتهال والشكر .
{وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [سورة المائدة] .
١٨- إبطال الطرائق المخالفة :
والمذاهب الهدامة التي غزت الناس في افكارهم وأخلاقهم ، وألهت لهم المادة والمال، وقدست الشهوة والمتعة. . حتى جاءت الفرصة لإبطال ذلك كله
{وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرقَ بكم عن سبيله}  [سورة الأنعام]
١٩-ردّ الخلائق إلى الله :
ودعوتهم إلى التوبة وترك الغفلات ، وإبراز قيم الإسلام من التعاون والإحسان والتراحم ، وأن هذا الدين كلمة الله في الأرض، وهو الأحق بالاتباع
{إن الدين عند الله الإسلام}  [سورة آل عمران] . وقد تجلى ذلك في المجتمع الغربي، وسماحهم بارتفاع الأذان والصلوات، وإنكارهم لماديتهم..!
٢٠- التجدد الفكري :
من خلال تعلم أفكار جديدة، ومعلومات فريدة، من الفنون المهجورة، والكتب النادرة وهجر عادات غذائية سابقة، وعادات مغلوطة صحيا، كما هو واقع ايّام الأسقام والوباءات، حيث تجددت معاني الطهارة والنزاهة الجسدية والفكرية، وأدرك الناس لماذا البدء في كتبنا الفقهية( بكتاب الطهارة) ...!
ولله الحمد والمنة ..!