شاب شريف

أبو الهيثم محمد درويش

بدأ بداية شريفة الأخلاق شريفة المبدأ كادحة بلا كلل, فلم يحمل عمه أي أعباء إضافية بل انطلق في البداية يرعى الغنم, ثم بدأ في التجارة شريكاً للسائب المخزومي فكان نعم الشريك

  • التصنيفات: السيرة النبوية -

شاب شريف :

هذا أقل وصف لبداية شبابه صلى الله عليه وسلم , فقد بدأ بداية شريفة الأخلاق شريفة المبدأ كادحة بلا كلل, فلم يحمل عمه أي أعباء إضافية بل انطلق في البداية يرعى الغنم, ثم بدأ في التجارة شريكاً للسائب المخزومي فكان نعم الشريك, فلما وصلت سيرته العطرة وشرف أخلاقه وأمانته إلى خديجة بنت خويلد وكانت امرأة ثرية تتاجر بمالها وتستأجر الرجال للعمل فيه مقابل نسبة من الأرباح, وكان لها غلام يسمى ميسرة يخبرها بكل كبير وصغير, فلما صحب رسول الله صلى الله ليه وسلم في رحلة التجارة حكى لخديجة من البركات والفضائل وشرف الأخلاق بل وبعض ما روي ن معجزات كانت تصاحبه صلى الله ليه وسلم كالغمامة التي تظله وغيرها, وقع في قلب خديجة أن تختاره زوجاً لها فأرسلت من تستشير فأشارت إليها بأنه نعم الاختيار فلما أخبرت المرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رغبة خديجة وافق  وشاور أعمامه وتقدم لطلب يدها وتم الزواج المبارك وكان في الخامسة والعشرين صلى الله عليه وسلم. 

قال المباركفوري في الرحيق المختوم:

حياة الكدح

ولم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه، إلا أن الروايات توالت أنه كان يرعى غنمًا، رعاها في بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط، ويبدو أنه انتقل إلى عمل التجارة حين شب،فقد ورد أنه كان يتجر مع السائب بن أبي السائب المخزومي فكان خير شريك له، لا يدارى ولا يمارى، وجاءه يوم الفتح فرحب به، وقال‏:‏ مرحبًا بأخي وشريكي‏.‏

وفي الخامسة والعشرين من سنه خرج تاجرًا إلى الشام في مال خديجة رضي الله عنها قال ابن إسحاق‏:‏ كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قومًا تجارًا، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له‏:‏ ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام‏.‏

زواجه بخديجة

ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأي فيه صلى الله عليه وسلم من خلال عذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين، وجدت ضالتها المنشودة ـ وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها فتأبي عليهم ذلك ـ فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منبه، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم تفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضى بذلك، وكلم أعمامه، فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه، وعلى إثر ذلك تم الزواج، وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين، وأصدقها عشرين بَكْرة‏.‏ وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة، وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسبًا وثروة وعقلًا، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت‏.‏

وكل أولاده صلى الله عليه وسلم منها سوى إبراهيم،ولدت له‏:‏ أولًا القاسم ـ وبه كان يكنى ـ ثم زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله ‏.‏ وكان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن،إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى الله عليه وسلم سوى فاطمة رضي الله عنها، فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به‏.‏  أ هـ

#أبو_الهيثم

#مع_الحبيب