طير أبابيل
سهام علي
فكان سجن الحظر-الكوروني- الذي أصبح كابوسا للبعض لا يعلم مداه إلا الله و كان بالنسبة للآخرين وقت لمراجعة الحسابات وتقوية للصلة بالخالق والاعتذار إليه عن التقصير
- التصنيفات: تربية النفس - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
استشرى الفساد في الأرض بل في البحر كذلك كما ذكرت الآية الكريمة: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[سورة الروم:آية 41]
ففي العقود الأخيرة زاد الأمر استفحالًا وكل عقد يفوق العقد الذي سبقه في الانحلال والتردي حتى ظهرت الفواحش - بمعنى علت - فأصبحت المجاهرة بها من الأمور المباحة وأخذت لباس الشرعية على مستوى العالم وأصبحت تطل علينا الأخبار بما تقشعر منه الأبدان من صور للإباحية على اختلاف أنواعها حتى أنها وصلت لوجود إعلانات رسمية عن حفلات زواج للشواذ تلك الفئة المنحرفة التي عُوقبت من قِبل المولى سبحانه من قَبل بقلب القرية التي كانت موطن لهم ولفواحشهم فجعل عاليها سافلها جزاءً وفاقًا لقلب الفطرة التي فطر الله الناس عليها، واستمر مسلسل الجرأة على الله وتحدي أوامره باستباحة الكثير الكثير مما حرم الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فكان سجن الحظر-الكوروني- الذي أصبح كابوسا للبعض لا يعلم مداه إلا الله و كان بالنسبة للآخرين وقت لمراجعة الحسابات وتقوية للصلة بالخالق والاعتذار إليه عن التقصير والتهاون، وهؤلاء وغيرهم ممن تأبى نفوسهم استباحة الفساد إلا أنهم قصروا في الدعوة إلى الإسلام الحق من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ذلك المنكر الذي لم ينحصر فيما ذُكر فحسب بل امتد إلى ظلم الشعوب وتجويعها،، وتوغل العنصرية الظاهرة والمقنّعة، واضطهاد المسلمين دونًا عن المِلَل كلها حتى من بنى جلدهم، كذلك العدوان الالحادي السافرعلى كل القيم الدينية والانسانية.، وغياب القدوة الحسنة وسقوط الكثير من الرموز الدينية بعد سقوط أقنعة النفاق مما زاد الامور اضطرابا وسوءا. ثم كانت المفاجأة التي لم تنل إلا من نفوس البعيدين عن ربهم وسجنهم في سجن الخوف والجزع والهلع والرعب الذي هو أشد بشاعة بكثير من سجن الحظر.
وذكرني هذا الفيروس الذي لايُرى بالعين المجردة والذي فرّق الجموع وحصد الأرواح ذكرني بزعيم القرامطة الذي تجرأ على الله وذبح الحجيج وعمد إلى السلب والنهب وانتزع الحجر الأسود ثم تحدى المولى وقال أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم مضى زمن ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك سوى تلك الذكرى المنتنة،وذلك الدرس من التاريخ وهو أن الله سبحانه وتعالى ليس كما يظن البعض أنه يهمل ولكنه يمهل (قال تعالى: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا }آية(17)
نسأل العلي القدير الرحمن الرحيم أن يغفر لنا ما كان من تقصير و ألا يؤخذنا بما فعل السفهاء منا وأن يردنا إليه غير خزايا و لا مخذولين.