في رحاب آية: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ﴾

محمد سيد حسين عبد الواحد

مع غروب آخر شمس في رمضان وإلي صلاة العيد هذه فترة وجوب إخراج زكاة الفطر لمن لم يخرجها.

  • التصنيفات: فقه الزكاة -


مع غروب آخر شمس في رمضان وإلي صلاة العيد هذه فترة وجوب إخراج زكاة الفطر لمن لم يخرجها.

زكاة الفطر:
تعرف بزكاة الرؤوس لأنها تخرج عن كل رأس مسلمة..
عن الصغير والكبير والغني والفقير والرجل والمرأة وعلي من صام وعلي من لم يصم.

قوله تعالى ( {قد أفلح من تزكى} )

فيه مسائل:

الأولى : قوله تعالى :(قد أفلح) أي قد صادف البقاء في الجنة أي من تطهر من الشرك بإيمان قاله ابن عباس وعطاء وعكرمة .
وقال الحسن والربيع : من كان عمله زاكيا ناميا .
وقال معمر عن قتادة : تزكى قال بعمل صالح .
وعنه وعن عطاء وأبي العالية : نزلت في صدقة الفطر .
وعن ابن سيرين قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى قال : خرج فصلى بعدما أدى .
وقال عكرمة : كان الرجل يقول أقدم زكاتي بين يدي صلاتي . فقال سفيان : قال الله تعالى : {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} .
وروي عن أبي سعيد الخدري وابن عمر : أن ذلك في صدقة الفطر ، وصلاة العيد .
وكذلك قال أبو العالية ، وقال : إن أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها ، ومن سقاية الماء .
وروى كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى : قد أفلح من تزكى قال : ( أخرج زكاة الفطر ) ، وذكر اسم ربه فصلى قال : ( صلاة العيد ) .
وقال ابن عباس والضحاك : وذكر اسم ربه في طريق المصلى فصلى صلاة العيد .

وقيل : المراد بالآية زكاة الأموال كلها قال أبو الأحوص وعطاء .
وروى ابن جريج قال : قلت لعطاء : قد أفلح من تزكى للفطر ؟ قال : هي للصدقات كلها .
وقيل : هي زكاة الأعمال ، لا زكاة الأموال ، أي تطهر في أعماله من الرياء والتقصير .

لأن الأكثر أن يقال في المال : زكى ، لا تزكى .

وروى جابر بن عبد الله قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " قد أفلح من تزكى أي من شهد أن لا إله إلا الله ، وخلع الأنداد ، وشهد أني رسول الله " .

وعن ابن عباس تزكى قال : لا إله إلا الله .

وروى عنه عطاء قال : نزلت في عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال : كان بالمدينة منافق كانت له نخلة بالمدينة ، مائلة في دار رجل من الأنصار ، إذا هبت الرياح أسقطت البسر والرطب إلى دار الأنصاري ، فيأكل هو وعياله ، فخاصمه المنافق فشكا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلى المنافق وهو لا يعلم نفاقه ، فقال : " إن أخاك الأنصاري ذكر أن بسرك ورطبك يقع إلى منزله ، فيأكل هو وعياله ، فهل لك أن أعطيك نخلة في الجنة بدلها " ؟

فقال : أبيع عاجلا بآجل لا أفعل .
فذكروا أن عثمان بن عفان أعطاه حائطا من نخل بدل نخلته ففيه نزلت قد أفلح من تزكى . ونزلت في المنافق ويتجنبها الأشقى .

وذكر الضحاك أنها نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - .

الثانية : هذه السورة مكية في قول الجمهور ، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر .
قال القشيري : ولا يبعد أن يكون أثنى على من يمتثل أمره في صدقة الفطر وصلاة العيد ، فيما يأمر به في المستقبل .