فتح القسطنطينية (اسطنبول)
ممدوح إسماعيل
في مثل هذا التاريخ وقبل 567 عاما ..فتح السلطان محمد الثاني الذي لقب ب "الفاتح" مدينة القسطنطينية "اسطنبول حاليا " ليحقق بذلك بشارة النبي محمد ﷺ : لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش .
- التصنيفات: التاريخ الإسلامي - مناسبات دورية -
كانت القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية لمدة 11قرن حتى سقطت وانتهت تماما على يد السلطان محمد الفاتح
حاول المسلمون منذ عهد الخليفة الأموى معاوية بن أبي سفيان فتحها وتواصلت المحاولات واستشهد عند أسوارها الصحابى الجليل ابو أيوب الأنصارى.
حتى جاء عهد السلطان الغازي أبي البركات محمد الفاتح وعزم على الفتح، وأعلن الجهاد وحاصر أسوار القسطنطينية أقوى معاقل الصليبيين وفى أثناء الحصار جاء وفد من سفراء الصليبية، إلى المعسكر العثماني وأبلغوا الصدر الأعظم خليل جندرلي باشا رسالة باسم العالم المسيحي أجمع، أن جيوش أوروپا الصليبية ستتحد و تستولي على البلاد العثمانية في حالة عدم رفع الحصار عن القسطنطينية فابلغ السلطان، فلم يعرهم السلطان اهتماماً بل أصر على فتح القسطنطينية،
وقال قولته الشهيرة: "عن قرِيب سيكون لي في القسطنطِينِية عرش أو يكون لي فيها قبر".
و أمر السلطان الفاتح ببدء الهجوم ، وانطلقت المدافع العثمانية تدك أسوار القسطنطينية ، وكلما أحدثت المدافع فجوة انطلق المجاهدون المسلمون نحو الفجوة ليخترقوها، لكن العدو كان أعلى الأسوار يرمى بالسهام والنبال والزيوت الحارقة على جنود المسلمين فسقط شهداء ولكن لم يتوقف الجهاد.
وحاول المسلمون تغيير طريقة القتال وحاولوا تدمير السلسة التى كانت فى البحر تمنع السفن لكن الخطة فشلت أيضاً ولكن لم ييأسوا، هُنا فتح الله على السلطان الفاتح بخطة عبقرية.
كانت الخطة صعبة وتحتاج وقت قياسي حيث يجب:
نقل السفن التي في البحر على الأرض مسافة 3 أميال ( الميل 1600م تقريباً ) والالتفاف حول السلسة.
وبدأ العمل بالليل بسرعة والقرآن يتلى على الجنود، وقسم الفاتح العمل إلى مجموعات.
الأولى: تسوية الطرق.
الثانية: تقطيع الأشجار.
الثالثة: دهن الأشجار بالزيت والشحم.
الرابعة: إخراج السفن من الماء ووضعها على الأخشاب على اليابسة وجرها والوصول بها الى القرن الذهبي خلف السلسة.
تمكن المجاهدون بعمل اعجازى وبأيديهم فقط تمكنوا من سحب أكثر من 70 سفينة في ليلة واحدة، وكان السلطان الفاتح يشرف على نقل السفن بنفسه وتمت العملية المعجزة بكل المقاييس بتعاون وحماس للجهاد لتحقيق الفتح.
استيقظت القسطنطنية في الصباح على تكبيرات المسلمين، وفوجئوا بسفن المسلمين داخل القرن الذهبي.
استمر حصار المسلمين للقسطنطينية 45 يوما بالتزامن مع هجوم المدافع والسفن ليتمكن المسلمين في النهاية من فتح القسطنطينية والقضاء على الإمبراطورية البيزنطية تماما فى يوم 29 مايو1453 ورفعت راية لا إله إلا الله وتم محو الصليب من ايا صوفيا مقر الكنيسة الأرثوذكسية وتحولت لمسجد وخطب اول جمعة فيه الشيخ اق شمس الدين، وتحولت القسطنطنية إلى اسلامبول والآن اسطنبول.
{قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش» مسند الإمام احمد.
وفتحت القسطنطنية بفضل الله ثم المجاهدين الذين بذلوا دمائهم فى سبيل الله
رحم الله محمد الفاتح رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.