إلا المصلين ... !
أحمد كمال قاسم
والنتيجة النهائية والجائزة الكبرى النهائية لاستمرارية الصلاة والمحافظة عليها وما يترتب عليهما من سلوك وأخلاقك ربانية هي:
"أُولئِكَ في جَنّاتٍ مُكرَمونَ"
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
﴿ {إِنَّ الإِنسانَ خُلِقَ هَلوعًاإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزوعًاوَإِذا مَسَّهُ الخَيرُ مَنوعًاإِلَّا المُصَلّينَالَّذينَ هُم عَلى صَلاتِهِم دائِمونَوَالَّذينَ في أَموالِهِم حَقٌّ مَعلومٌلِلسّائِلِ وَالمَحرومِوَالَّذينَ يُصَدِّقونَ بِيَومِ الدّينِوَالَّذينَ هُم مِن عَذابِ رَبِّهِم مُشفِقونَإِنَّ عَذابَ رَبِّهِم غَيرُ مَأمونٍوَالَّذينَ هُم لِفُروجِهِم حافِظونَإِلّا عَلى أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلومينَفَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادونَوَالَّذينَ هُم لِأَماناتِهِم وَعَهدِهِم راعونَوَالَّذينَ هُم بِشَهاداتِهِم قائِمونَوَالَّذينَ هُم عَلى صَلاتِهِم يُحافِظونَأُولئِكَ في جَنّاتٍ مُكرَمونَ} ﴾[المعارج: ١٩-٣٥]
1- بداية الآيات هي أكبر عيوب الإنسان " {إِنَّ الإِنسانَ خُلِقَ هَلوعًاإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزوعًا} "، ولأنه ربما يفهم منها التعميم خَطأً, يأتي الله تعالى بالاستثناء بعدها مباشرة
.
2- ويحمل الاستثناء في طياته العلاج "إلا المصلين"، والعلاج يأتي تفصيليا حتى لا يتوهم القارئ أن "الصلاة" بأي كم وكيف هي العلاج!
.
3- بل أن المصلين يجب أن يكونوا على صلاتهم دائمين "الَّذينَ هُم عَلى صَلاتِهِم دائِمونَ"، فلا تنقطع ولا تتقطع، لأنها كمحطات الوقود التي يتزود بها المؤمن من النفحات الربانية في طريق الزمن، فإذا انقطعت أو تقطعت هبط مستوى الإيمان ومستوى مقاومة الشهوات والتحلي بالنعوت التي أرادها الله لنا عندما قال للملائكة "إني أعلم ما لا تعلمون"، لكن هذه الاستمرارية لن تؤتي أكلها إلا بشرط وهو "وَالَّذينَ هُم عَلى صَلاتِهِم يُحافِظونَ"، وشتان بين استمرارية الصلاة و الحفاظ على الصلاة، فالاستمرارية بدون حفاظ عليها قد تؤدي لجعل الصلاة مجرد مجموعة حركات ميكانيكية خاوية من الخشوع القلبي والتدبر العقلي! لكن الحفاظ عليها يضمن أمرين:
أ- الحفاظ عليها داخليا من خشوع وتدبر واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
ب- الحفاظ على أثرها الذي ينبغي أن يستمر من الصلاة إلى الصلاة التي تليها، لتهيمن الصلاة على سلوك الإنسان فيكون سلوكا ربانيا.
.
4- والدليل أن الصلاة يجب وينبغي أن يكون لها الدور الرئيس في إنسانية الإنسان هو الآيات التي وردت بين:
"الَّذينَ هُم عَلى صَلاتِهِم دائِمونَ"، و "وَالَّذينَ هُم عَلى صَلاتِهِم يُحافِظونَ"
وهي:
“ {وَالَّذينَ في أَموالِهِم حَقٌّ مَعلومٌلِلسّائِلِ وَالمَحرومِوَالَّذينَ يُصَدِّقونَ بِيَومِ الدّينِوَالَّذينَ هُم مِن عَذابِ رَبِّهِم مُشفِقونَإِنَّ عَذابَ رَبِّهِم غَيرُ مَأمونٍوَالَّذينَ هُم لِفُروجِهِم حافِظونَإِلّا عَلى أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلومينَفَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادونَوَالَّذينَ هُم لِأَماناتِهِم وَعَهدِهِم راعونَوَالَّذينَ هُم بِشَهاداتِهِم قائِمونَ} “
.
فالدوام على الصلاة والمحافظة عليها يؤدي إلى ضبط سلوك و معاملات المسلم:
* فيتصدق عن قناعة أن ما يتصدق به هو حق للرسائل والمحروم وليس منةً منه عليهما
* ويتذكر الله دائما "ولذكر الله أكبر" فيكون دائما مشفقا من عذاب الله يوم القيامة وغير آمن منه
* ويحفظ فرجه إلا عما أحل الله له
* ويوفي بالأمانات وبالعهود، ويصدق في الشهادات ويستحمل مسئوليتها إن طلبت منه.
.
والنتيجة النهائية والجائزة الكبرى النهائية لاستمرارية الصلاة والمحافظة عليها وما يترتب عليهما من سلوك وأخلاقك ربانية هي:
"أُولئِكَ في جَنّاتٍ مُكرَمونَ"
.
فالحمد لله رب العالمين على نعمة الصلاة.