المؤمن الغني 2-3
محمد سيد حسين عبد الواحد
المال الصالح مع الرجل الصالح سبب سعادة الدنيا والآخرة ولا تتعارض كثرة المال أبدا مع الإيمان والتقي ..
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
إذا كنا يومنا هذا نتحدث عن ضرورة أن يكون المؤمن غنيا
فنحن نؤكد علي:
أن كثرة المال ليست غاية في ذاتها وإنما كثرة المال مندوحة كونها وسيلة من وسائل قضاء حوائج الناس كثرة المال مندوحة كونها سبب في عفة النفس كونها سبب لرحمة الفقير ومواساة المسكين..
عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِيه الْعَطَاءَ ، فَيعتذر ويقول يا رسول الله لست بحاجة إليه أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي ، قال عمر حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً عطاء فَقُلْتُ أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ عليه الصلاة والسلام يا عمر خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ ، وَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سَائِلٍ فَخُذْهُ ...
المال الصالح مع الرجل الصالح سبب سعادة الدنيا والآخرة ولا تتعارض كثرة المال أبدا مع الإيمان والتقي ..
فقد يكون المؤمن غنيا ثريا يعيش في سعة وهو في الوقت ذاته تقي يصل رحمه ويعرف في المال حق الله وحق العباد.
وإذا رجعنا إلي سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وجدنا رسول الله يتكلم عن بعض أصحابه ويسميهم بأسمائهم ويقول
«أَبو بكر في الجنة ، وعمرُ في الجنة ، وعثمانُ في الجنة ، وعليّ في الجنة، وطلحةُ في الجنة، والزُّبيرُ في الجنة ، وعبد الرحمن بنُ عوف في الجنة، وسعدُ بنُ أبي وَقَّاص في الجنة ، وسعيدُ بنُ زيد في الجنة ، وأبو عبيدةَ بنُ الجراح في الجنة»
معظم هؤلاء المبشرين بالجنة كانوا من أغني أغنياء العرب أبو بكر عثمان عبد الرحمن بن عوف سعد بن أبي وقاص وغيرهم
كانت الدنيا في أيديهم ولم تكن في قلوبهم فبذلوها في سبيل الله وما أبو بكر فيهم إلا مثل من الأمثلة سخره الله تعالي لدينة ولنصرة رسوله وحبب إليه العمل لدين الله حتي عمل ابو بكر من العمل أعمالا يعجز البشر أن يكافئوه عليها ولا يقوم لمكافئته عليه إلا الله عز وجل..
قال النبي عليه الصلاة والسلام « «ما لأحد عندنا يَد إِلا وقد كافأْناه ، ما خلا أبو بكر، فإن له عندنا يدا يُكافئُه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مالُ أحد قطُّ ما نفعني مالُ أبي بكر، ولو كنتُ مُتَّخِذا خليلا من الناس لاتَّخَذْتُ أبا بكر خليلا، أَلا وإِنَّ صاحبكم خليلُ الله» »
ماذا فعل أبو بكر ؟؟ ماذا فعل ذلكم الغني الثري ؟؟ ..
أبو بكر رضي الله عنه ما ترك بابا يخدم الإسلام ويخدم المسلمين إلا سابق إليه وإذا أبو بكر نزل المضمار فلن يلحق به أحد أصدق الناس بعد رسول الله رضي الله عنه وأرضاه إن تحدثت عن عتق الرقاب وإن تحدثت عن لإطعام الطعام وإن تحدثت عن الإحسان إلي الأرامل والأيتام..
فهي بعض من نفقات أبي بكر إن تحدثت عن الخروج في الغزوات وإن تحدثت عن التفقد لليتامي فهي بعض من نفقات أبي بكر..
ماذا فعل مال أبي بكر بأبي بكر ؟
أخذ مال أبي بكر بيد أبي بكر حتي وقف به علي أبواب الجنة يدخلها مباشرة بعد الأنبياء والرسل ورد في صحيح السنة أن للجنة ثمانية أبواب لن يؤذن لأبي بكر أن يدخل من أحد تلك الأبواب ولكن يؤذن له أن يدخل من أي الأبواب الثمانية شاء سعي أبو بكر إلي هذا بصدق فصدق مع الله فصدقه الله وحقق له ما تمني..
قال النبي عليه الصلاة والسلام « «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِى شَىْءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ دُعِىَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ وَلِلْجَنَّةِ أَبْوَابٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِىَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِىَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِىَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِىَ مِنْ بَابِ الصِّيَامِ بَابِ الرَّيَّانِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا عَلَى مَنْ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ ؟ فَقَالَ النبي نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ» »
يتبع: المؤمن الغني 3/3