سرية محمد بن مسلمة وإسلامة ثمامة

أبو الهيثم محمد درويش

فأقسم ألا يرسل إليهم حبة حنطة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما ضربهم الجوع والحاجة أرسلوا إلى رسول الله يستحلفونه بالأرحام فأذن لثمامة أن يرسل لهم الحنطة.

  • التصنيفات: السيرة النبوية -

سرية محمد بن مسلمة وإسلامة ثمامة

هي أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأحزاب وقريظة وقد اتجهت لأرض نجد وبالتحديد ديار بكر, وقد ألقى الله الرعب في قلوبهم وفروا ورجعت السرية منتصرة غانمة بلا قتال وفي طريق أسروا ثمامة بن أثال الذي خرج من  اليمامة قاصداً قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم لصالح مسيلمة الكذاب, فأسره الصحابة وربطه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سارية المسجد ثلاثة أيام فلما أطلقه أعلن إسلامه  وقد رأى واستمع مجبراً إلى القرآن وعرف الإسلام عيانا, وصار من جند الله , وقد أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمرة فقابلته قريش بالاستهجان فأقسم ألا يرسل إليهم حبة حنطة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما ضربهم الجوع والحاجة أرسلوا إلى رسول الله يستحلفونه بالأرحام فأذن لثمامة أن يرسل لهم الحنطة.

قال المباركفوري في الرحيق المختوم:

سرية محمد بن مسلمة‏‏

وكانت أول سرية بعد الفراغ من الأحزاب وقريظة، وكان عدد قوات هذه السرية ثلاثين راكباً‏.‏

تحركت هذه السرية إلى القرطاء بناحية ضَرِيَّة بالبَكَرات من أرض نجد، وبين ضرية والمدينة سبع ليال، تحركت لعشر ليال خلون من المحرم سنة 6 هـ إلى بطن بني بكر بن كلاب‏.‏ فلما أغارت عليهم هربوا، فاستاق المسلمون نعما وشاء، وقدموا المدينة لليلة بقيت من المحرم ومعهم ثُمَامَة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة، كان قد خرج متنكراً لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم بأمر مسيلمة الكذاب ، فأخذه المسلمون، فلما جاءوا به ربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏(‏ما ذا عندك يا ثمامة‏؟‏‏)‏ فقال‏:‏ عندي خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فَسَلْ تعط منه ماشئت، فتركه، ثم مرّ به مرة أخري ؛ فقال له مثل ذلك، فرد عليه كما رد عليه أولاً ، ثم مر مرة ثالثة فقال ـ بعد ما دار بينهما الكلام السابق‏:‏ ‏(‏أطلقوا ثمامة‏)‏، فأطلقوه، فذهب إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم جاءه فأسلم، وقال‏:‏ والله، ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلى من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى، والله ما كان على وجه الأرض دين أبغض إلى من دينك، فقد أصبح دينك أحب الأديان إلى، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يعتمر، فلما قدم على قريش قالوا‏:‏ صبأت يا ثمامة، قال‏:‏ لا والله، ولكني أسلمت مع محمد صلى الله عليه وسلم، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وكانت يمامة ريف مكة، فانصرف إلى بلاده، ومنع الحمل إلى مكة، حتى جهدت قريش، وكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامـة يخلي إليـه حمل الطعـام، ففعـل رسـول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏  أ هـ

#أبو_الهيثم

#مع_الحبيب