إمكانية التفكير في ذاتها هي دليل قوي على وجود الله!

أحمد كمال قاسم

النظرة الإلحادية لوجود إنسانٍ مفكرٍ في هذا الكون لا يمكنها بحالٍ تفسير عملية التفكير الذي نمارسها كل يوم. لأنه لابد من مصدر خارجي - متجاوزٍ للكونِ المادي الأصم العاجزٍ عن التعليم -

  • التصنيفات: قضايا إسلامية -

الإنسان لا يستطيع أن يفكر إلا مستخدمًا معارفه السابقة، وأول هذه المعارف المنطق الذي يفكر به أصلا، ثم أسماء الأشياء، ثم خبرته السابقة المتعلقة بموضوع تفكيره، لأنه لا يمكن التفكير دون خبرة قبلية بعناصر ما نفكر فيه!
.
السؤال هو كيف فكر أول إنسان عاقل؟
.
الإجابة لابد أن تكون في أن منهج التفكير (المنطق) ليس من تفكير الإنسان، - فتفكير الإنسان نفسه غير ممكن دون هذا المنهج!! ، وهنا نجد تناقضا واضحا - بل هو مجبول عليه من مصدر خارجي (الله تعالى) ،هو من علَّم الإنسان كيف يفكر، وكذلك لابد أن الله علَّم أول إنسان عاقل (آدم) - ومن ثَمَّ الجنس البشري من بعده - أسماء الأشياء والأفعال.
.
وعليه، يساهم المنطق الجِبِلِّي المولود به الطفل، وتعلُّمه أسماء الأشياء والأفعال - من أبويه وذويه، ومن القراءة، ومن غيرها من مصادر المعلومات - في تَكَوُّن خبرة تدريجية لكل منا في الحياة تمكننا من عملية التفكير، وكلما ازدادت هذه الخبرة كلما استطعنا أن نفكر أفضل وأفضل.
.
الاستنتاج
--------
النظرة الإلحادية لوجود إنسانٍ مفكرٍ في هذا الكون لا يمكنها بحالٍ تفسير عملية التفكير الذي نمارسها كل يوم. لأنه لابد من مصدر خارجي - متجاوزٍ للكونِ المادي الأصم العاجزٍ عن التعليم - لهذا المنهج في التفكير (المنطق، والبديهيات)، ولابد لأول إنسان عاقل (آدم عليه السلام) من تعلُّم - بالإضافة لمنهج التفكير - أسماء الأشياء التي تواجدت في عصره، تعلمها من خالق الكون والحياة، الله العليم الخبير، الذي علَّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.
.
والله أعلم