تائب يهدي كافرا
إبراهيم بن محمد الحقيل
فسبحان مغير الأحوال، ومقلب القلوب، وهادي من يشاء إلى صراط مستقيم. ونسأل الله تعالى لنا جميعا ولهما الثبات إلى الممات.
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
عبث الشباب لا يقف عند حد، وهداية من يهتدي منهم ليس لها نظام مضطرد، وإنما نور يقذفه الله تعالى في القلب، ويهيئ الأسباب له.
كان الشاب الفيجي النيوزلاندي (بنامسا) من أسرة مسلمة لكنه عاش حياة اللهو والعبث في بلاد قليل مسلموها، والشهوات المحرمة تحيط بشبابها الميسور من كل جهة، ووصل (بنمسا) في لهوه إلى تعاطي المخدرات مع مجموعة من أقرانه. وذات مرة زاد جرعة الكوكائين (وهو مخدر الطبقات البرجوازية لغلاء سعره) فأغمي عليه، وتوقف قلبه عن العمل دقائق، ووضعت عليه أجهزة الإنعاش، والأطباء حوله ينتظرون وفاته، ولكن قلبه عاد للعمل مرة أخرى، وظل تحت أجهزة الإنعاش أسبوعا ليفيق من غيبوته، فيفيق معها قلبه من عبثه ولهوه.
علم (بنامسا) أن الله تعالى كتب له عمرا جديدا بعد أن لم يكن بينه وبين الموت إلا شعرة، وظل يبكي ويلهج بحمد الله تعالى، ويتذكر معاصيه وإعراضه عن الله تعالى طيلة السنوات الماضية، مع استحضاره للطف الله تعالى به وإنقاذه من الموت.
تاب الشاب، ولزم الصلاة، وأصدقاؤه خليط من العصاة ومن الكفار، فصار يغيب عنهم كثيرا، وتغيرت حياته عن سابقها، وتفلت من أصدقاء الضلال شيئا شيئا ولم يأبهوا كثيرا بابتعاده عنهم إلا صديقا له يدعى (رونيل ديو) فلم يرض بالابتعاد عنه بعد توبته، وتأثر به في حياته الجديدة كما كان رفيقا له في حياته القديمة، ولكنه تهيب أن يعتنق دينه ويخالف أهله وذويه. وقرار تغيير الدين هو أصعب قرار يتخذه المرء في حياته، ولكنه عزم على أن يصوم مع صديقه ويصلي ولو لم يسلم؛ ليجرب الصوم والصلاة، إلى أن شرح الله تعالى صدره للإسلام فأحضره صديقه التائب للمسجد البارحة فأعلن إسلامه على الملأ وحضر صلاة العشاء والتراويح، ولا زمن بين إسلامه وتوبة صديقه من حياة الضياع إلا بضعة أسابيع، فسبحان مغير الأحوال، ومقلب القلوب، وهادي من يشاء إلى صراط مستقيم. ونسأل الله تعالى لنا جميعا ولهما الثبات إلى الممات.