نشر مقاطع الرعب خطأ تربوي

بعض الآباء والأمهات عندما تصلهم مقاطع مخيفة لمناظر تعذيب أو قتل، أو مقاطع يُزعم أنها للجن!؟...، وما فيها من آلام وصراخ ووحشية. ويقومون بحسن نية بنشرها للغير ولسان حالهم يقول: «خلهم يحذرون»، «خلهم يعرفون نعمة ربهم عليهم!».

  • التصنيفات: فقه المعاملات - التربية والأسرة المسلمة -
نشر مقاطع الرعب خطأ تربوي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فيلحظ أن بعض الآباء والأمهات عندما تصلهم مقاطع مخيفة لمناظر تعذيب أو قتل، أو مقاطع يُزعم أنها للجن!؟...، وما فيها من آلام وصراخ ووحشية. ويقومون بحسن نية بنشرها للغير ولسان حالهم يقول: «خلهم يحذرون»، «خلهم يعرفون نعمة ربهم عليهم!».

 

والأخطر من ذلك إطلاع أولادهم وبناتهم عليها وفيهم أطفال!، فينتج عن إدمان مشاهدة هذه المقاطع السلبيات التالية:

أولًا: نشر الرعب فينشأ جيل هزيل خوار يخاف من كل شيء، ويسيء الظن بكل شيء، بل يفقد الثقة في نفسه ومن حوله، وتكثر أحلامه المزعجة، ولا يستطيع الكلام بطلاقة مع الغير ويتلعثم في كلامه.

 

ثانيًا: ولعلكم تذكرون يامن أعماركم من الأربعين فما فوق ما كان بعض الآباء والأمهات يخوفونكم به مثل: حمار القايله!؟

وغيره عندما يريدون ردعكم وأنتم أطفال عن أبسط التصرفات!

 

فماذا نتج عنها!؟

 

نتج عنها جيل خواف متردد يحيط به الرعب من كل مكان، حتى في قراراته وفي كلامه، وفي مشاركاته الإعلامية.

 

ثالثًا: ولذا أقول اتقوا الله في غيركم وخاصة الأطفال ولا تنشروا هذه المقاطع أبدًا.

 

رابعًا: وأنتم أيضًا لا تكثروا من مشاهدة هذه المقاطع فتصابوا بتبلد الإحساس أو تتطبعوا بما فيها من قسوة وعنف تظهر آثاره على من حولكم من زوجات وأزواج وأبناء، وكما قيل: « كثرة الإمساس تعدم الإحساس ».

 

خامسًا: وبدلًا من ذلك كله أنشروا مقاطع الدعوة للخير والأخلاق الفاضلة، والمقاطع التي تقوي العزيمة وتبشر بالخير، وتربي النفوس على العزة والكرامة، وتربي وتقوي الثقة بالنفس وبالمجتمع.

 

سادسًا: لا تنسوا أمرًا مهمًا جدًّا وهو عدم جواز ترويع المسلم ونشر هذه المقاطع يدخل في ذلك، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجلٌ منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه، فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا». [راوه أبو داود وأحمد].

 

وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه رضي الله عنه أن رجلًا، أخذ نعل رجل فروَّعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن روعة المسلم عند الله عظيمٌ». [رواه البزار].

 

وأما من يقوم - فعليًّا - بتفزيع المسلم وترويعه بشيء يخيفه فقد باء باللعن والإثم، والعياذ بالله.

 

عن أبي هريرة، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه، حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه». [رواه مسلم ].

 

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار». [متفق عليه ].

 

حفظكم الله ورزقكم الحكمة فيما تقولون وما تنشرون وأعاذكم من ترويع إخوانكم وأطفالكم، وصل اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
____________________________
الداعية: عبد العزيز بن صالح الكنهل