الصديق أعلم الصحابة

أبو الهيثم محمد درويش

كان الصديق أعلم الصحابة  بالقرآن وهو أول من نادى بجمع القرآن , وأعلم الصحابة بسنة الرسول العدنان صلى الله عليه وسلم وأثقبهم رأيا في أي خلاف دب بعد وفاة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

  • التصنيفات: سير الصحابة -

الصديق أعلم الصحابة 

كان الصديق أعلم الصحابة  بالقرآن وهو أول من نادى بجمع القرآن , وأعلم الصحابة بسنة الرسول العدنان صلى الله عليه وسلم وأثقبهم رأيا في أي خلاف دب بعد وفاة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

قال العلامة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم:

هو أعلم الصحابة والأمة وأذكاهم
كان رضي الله عنه يقضي ويفتي بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقره، ولم تكن هذه المرتبة لغيره ففي الصحيح أن أبا بكر قال يوم حنين: «لا ها الله إذًا لا يعمد إلى أسد من أسود الله ورسوله يقاتل عن الله عز وجل وعن رسوله فيعطيك سلبه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق فأعطه إياه فأعطاه» الحديث (أخرجه مسلم) . وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان أبو بكر أعلمنا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -  .
وقد ذكر غير واحد مثل منصور بن عبد الجبار السمعاني وغيره إجماع أهل العلم على أن الصديق أعلم الأمة. وهذا بين؛ فإن الأمة لم تختلف في ولايته في مسألة إلا فصلها هو بعلم يبينه لهم وحجة يذكرها لهم من الكتاب والسنة، وذلك لكمال علم الصديق وعدله ومعرفته بالأدلة التي تزيل النزاع، وكان عامة الحجج التي تزيل النزاع يأتي بها الصديق ابتداء، وقليل من ذلك يقوله عمر أو غيره فيقره أبو بكر  ، وكان إذا أمرهم أطاعوه. كما بين لهم موت النبي - صلى الله عليه وسلم -  وتثبيتهم على الإيمان  ثم بين لهم موضع دفنه  وبين لهم ميراثه وبين لهم قتال مانعي الزكاة لما استراب فيه عمر  وبين لهم أن الخلافة في قريش  وتجهيز جيش أسامة  وبين لهم أن عبدًا خيره الله بين الدنيا والآخرة  . واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على أول حجة حجت من مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلم المناسك أدق ما في العبادات، ولولا سعة علمه لم يستعمله، ونادى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.

وأردفه بعلي فقال: أمير أو مأمور؟ قال: بل مأمور. فأمَّر أبا بكر على علي فكان ممن أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسمع ويطيع لأبي بكر رضي الله عنهما. وكذلك الصلاة استخلفه عليها ولولا علمه لم يستخلفه. ولم يستخلف غيره لا في حج ولا في صلاة. وكتاب الصدقة التي فرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذه أنس من أبي بكر وهو أصح ما روي فيها ، وعليه اعتمد الفقهاء، وغيره في كتابه ما هو متقدم منسوخ، فدل على أنه أعلم بالسنة الناسخة. ولم يحفظ له قول يخالف فيه نصًا، وهذا يدل على غاية البراعة والعلم. وفي الجملة لا يعرف لأبي بكر مسألة من الشريعة غلط فيها، وقد عرف لغيره مسائل كثيرة كما بسط في موضعه  . وتنازعت الصحابة بعده في مسائل مثل الجد والإخوة، ومثل العمريتين، ومثل العول وغير ذلك من مسائل الفرائض. وتنازعوا في مسألة الحرام، والطلاق الثلاث بكلمة واحدة، والخلية، والبرية، وألبتة، وغير ذلك من مسائل الطلاق. وكذلك تنازعوا في مسائل صارت مسائل نزاع بين الأمة إلى اليوم. ثم الأقوال التي خولف فيها الصديق بعد موته قوله فيها أرجح من قول من خالفه بعد موته، وطرد ذلك الجد والإخوة ... وجواز فسخ الحج إلى العمرة بالتمتع، وثبت عن ابن عباس أنه كان يفتي بكتاب الله، فإن لم يجد فبما في سنة رسول الله، فإن لم يجد أفتى بقول أبي بكر، وعمر مقدمًا لهما على قول غيرهما. وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»