ثبات الصديق عند وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم
أبو الهيثم محمد درويش
إذ كان سبباً في إفاقة الصحابة وعدم انفراط عقدهم وفتنتهم بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- التصنيفات: سير الصحابة -
ثبات الصديق عند وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم
عند حلول الشدائد تتباين صلابة الرجال وتتبين قوتهم الحقيقية, وتجلت قوة الصديق وثباته حال وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم إذ كان سبباً في إفاقة الصحابة وعدم انفراط عقدهم وفتنتهم بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال العلامة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم
خطبته بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
كان عمر رضي الله عنه من أخطب الناس، وأبو بكر أخطب منه يعرف له عمر بذلك، وهو الذي خطب المسلمين وكشف لهم عن موت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وثبت الإيمان في قلوب المسلمين حتى لا يضطرب الناس لعظيم المصيبة التي حلت بهم - ففي الصحيحين عن ابن عباس: «أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس. فقال: اجلس يا عمر، فأبى أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر. فقال أبو بكر: أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} قال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله قد أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فنقلها الناس كلهم فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها، فأخبرني المسيب أن عمر قال: والله ما هو إلا سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، وعلمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات» .