منزلة الشهداء..
محمد سيد حسين عبد الواحد
«« إِنَّ فِى الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِى سَبِيلِهِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ وَسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى » »
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
ورد في صحيح مسلم من أَبِي هُرَيْرَةََ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " «قَارِبُوْا وَسَدِّدُوْا وَأَبْشِرُوْا وَاعْلَمُوْا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ قَالُوْا: وَلَا إِيَّاكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ وَلَا إِيَّايَ إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ» . "
أيها الإخوة الكرام إن الله سبحانه وتعالي خلق آدم عليه السلام بيده ونفخ فيه من روحه وأسكنه الجنة ولما كان آدم في الجنة بحاجة إلي من يؤنسه خلق الله تعالي حواء ثم نادي عليه فقال:
" يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ "
قدر الله تعالي أن يأكل آدم وزوجه من الشجرة ليخرج آدم وزوجه من الجنة إلي الأرض ..
فترة مؤقتة يمتحن فيها آدم وزوجه وذريتهما علي الأرض بنعم الله وبالخير وبالشر وبأوامر الله فإن آمنوا وعملوا صالحا وسمعوا وأطاعواوسعوا في الأرض بما يرضي الله رجعوا إلي الجنة رجوعا ليس بعده خروج وليس فيه ابتلاء..
" {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } "
هذه الجنة خلقها الله تعالي بيده وغرس أشجارها وشق أنهارها وأودع فيها من صنوف النعيم ما لا نتخيل..
وفي الحديث القدسي " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر " أهل الجنة في الجنة خالدين أبدا يدخلون ولا يخرجون أبدا لا يفني شبابهم ولا تبلي ثيابهم لا يهرمون لا يمرضون لا يموتون لا يبأسون لا يخافون لا يحزنون ولا يتباغضون ولا يتحاسدون ولا يتخاصمون
وفي سورة الحجر " {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } " وفي سورة الأعراف " {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ } "
لو أتينا بـ أبأس رجل من أهل الدنيا ...
لو أتينا برجل ابتلي في نفسه وماله وولده وعاش فقيرا معدما بائسا مهموما مغموما حتي خرج من الدنيا حُزنا وكمدا لو أتينا بهذا البائس الفقير المغموم ثم غمس في نعيم الجنة غمسة واحدة لنسي كل ما مرّ به من حزن وأسف , لو غمس في نعيم الجنة غمسة واحدة ثم سئل أَيْ فُلَانُ هَلْ أَصَابَكَ ضُرٌّ قَطُّ ؟ هل أصابك همّ أو غمّ أو بَلَاءٌ ؟
فَيَقُولُ والله مَا أَصَابَنِي قَطُّ ضُرٌّ ولا همّ ولا غمّ وَلَا بَلَاءٌ .. ينسي كل الهموم بغمسة واحدة في نعيم الجنة ..
في الجنة نعيم يتجدد قد يتشابه في الشكل لكنه في الطعم أجمل تتوالي عليهم المسرات ويتقلبون من جمال إلي جمال .
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
" «إنَّ في الجَنَّةِ سُوقاً يَأتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو في وُجُوهِهِم وَثِيَابِهِمْ فَيَزدَادُونَ حُسناً وَجَمَالاً فَيَرْجِعُونَ إلَى أَهْلِيهِمْ وَقَد ازْدَادُوا حُسْناً وَجَمَالاً فَيقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ وَاللهِ لقدِ ازْدَدْتُمْ حُسْناً وَجَمَالاً ! فَيقُولُونَ وَأنْتُمْ وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْناً وَجَمالاً !» "
خلق الله الجنة فحسنها وجملها وزينها ووعد كل من آمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم رسولا أن يكون له مكان في الجنة فكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله بإخلاص دخل الجنة ..
لكن لما كان الله تعالي هو الحق ولما كان الله تعالي هو العدل اقتضت حكمته أن يكون المؤمنون في الجنة ليسوا سواء فالجنة درجات قال النبي عليه الصلاة والسلام « « مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ هَاجَرَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِى أَرْضِهِ الَّتِى وُلِدَ فِيهَا » قَالُوا يَا رَسُول اللَّهِ أَفَلاَ نُنْبِئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قَالَ « إِنَّ فِى الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا لِلْمُجَاهِدِينَ فِى سَبِيلِهِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ اللَّهِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ »»
لأن الله تعالي هو الحق:
**********************
وهو العدل جعل الله تعالي بعض أهل الجنة أعلي من بعض
وبعضهم أرفع شأنا من بعضم وبعض أهل الجنة ينعم بما لم ينعم به غيره ومن هنا يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت تقرأ وترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها وهذا يعني أن مقام العبد في الجنة حيث ينتهي به عمله..
قال النبي عليه الصلاة والسلام
«" إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَيُونَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِم كَمَا يَتَرَاءَيُونَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ، لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آَمَنوا بِاللهِ، وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ " »
ورد في صحيح السنة:
«أن موسى عليه السلام سأل ربَّه فقال أي رب ما أدنَى أهل الجنة منزلة ؟ قال هو رجل يجيء بعد ما أُدْخِلَ أهل الجنَّة الجنةَ فيقال له ادخُل الجنَّة فيقول أي ربِّ كيف وقد نزلَ الناسُ منازلَهم وأخذوا أَخَذَاتِهِم ؟ فيقال له أَما ترضى أن يكون لك مثلُ مُلْكِ مَلِك من ملوك الدنيا ؟ فيقول رضيتُ ربِّ فيقول إن لك ذلك ومثلهُ ومثلهُ ومثلهُ ومثلهُ فقال في الخامسة رضيتُ ربِّ.. »
فيقول الله تعالي هذا لك وعشرة أمثاله «ولك ما اشتهت نَفْسُكَ ولذَّتْ عينُكَ فيقول رضيتُ رب قال موسي أي ربِّ فأعلي أهل الجنة منزلة فقال الله تعالي أولئك الذين أردتُ غرَستُ كرامتَهم بيدي وختمتُ عليها فلم ترَ عين ولم تسْمع أذُن ولم يخّطُرْ على قلْبِ بشر. قال راوي الأثر ومصْداقُهُ في كتاب الله عز وجل { {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} }
أعظم الناس منزلة أعلي الناس مكانة في الجنة هم الأنبياء ثم الصالحون ثم الشهداء
سأل أحدهم رسول الله فقال يا نبي الله أرأيت إن أنا في هذه الغزوة قتلتُ فأين أنا ؟ قال في الجنة , فأخرج تمرات من جيبه فألقاها ثم اقتحم فقاتل حتي نال الشهادة.
{" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" }
في يوم بدر:
قال النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه «« قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ » قَالَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الأَنْصَارِىُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ؟ فَقَال النبي نَعَم قَال عمير بَخٍ بَخٍ. فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟ قَال لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلاَّ رَجَاهَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَ قَالَ فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ثُمَّ قَالَ لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِى هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ قَالَ فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ.»
المنازل العالية والدرجات الراقية أعدها الله تعالي للشهداء قبل أن تفارق أرواحهم أجسادهم
«« إِنَّ فِى الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِى سَبِيلِهِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ وَسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى » »
أما حين تفارق أرواحهم أجسادهم فتبدأ من هذه اللحظة حياتهم من جديد لكنها هذه المرة حياة في الجنة وليست جنة واحدة بل هي جنان
حارثة بن النعمان غلام يافع من الأنصار..
*********************************
خرج مع النبي صلي الله عليه وسلم ومع المسلمين في يوم بدر نَظّارًا وليس مقاتلا !! ومعني ( نظار ) أن المهمة التي كلف بها حارثة أن يرصد أخبار الناس وأن يرقب الجرجي وأن يحصي القتلي وأن ينقل الأخبار بين رسول الله وبين أصحابه فقط ولا علاقة له بقتال فلما وضعت الحرب أوزارها وانحاز المسلمون إلي معسكرهم وانحاز المشركون إلي معسكرهم وبينما حارثة ينظر ما فعل القوم إذ جاءه سهم طائش لا يدرون من رماه لكنه أصابه فقتله..
فلما رجع المسلمون إلي المدينة جاءت أم حارثة فقالت يا رسول الله حدثني عن ولدي, إن كان في الجنة صبرت وإن كان في غير ذلك أبكيته فقال النبي عليه الصلاة والسلام يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلي.
{" وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ " }
الخطبة الثانية
************
بقي لنا في ختام الحديث عن منازل الشهداء أن نقول:
إن أعظم الناس منزلة وأعلاهم درجة في الجنة بعد الأنبياء هم الشهداء جاءنا ديننا علي طبق من ذهب بفضل الله تعالي وبسبب أن بعضهم قدّم نفسه في سبيل الله تعالي,نأمن علي أموالنا نأمن علي أعراضنا لأن بعضهم دفع حياته ثمنا ..
من هنا كان لزاما علينا أن نعرف حقهم
ونقر بفضلهم ونرد لهم بعض جميلهم في آبائهم وأمهاتهم وفي أزواجهم وأولادهم نسأل عنهم نتفقد أحوالهم نقضي حوائجهم نشد علي أيديهم قلت : ولنا في ذلك عظيم الأجر عند الله تعالي قال النبي عليه الصلاة والسلام " مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ الله فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا"
قلت:
وهذا ما كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام
وهذا ما كان يفعله الصحابة رضوان الله تعالي عليهم أما رسول الله فقد ورد أنه لما دخل ينعي جعفر بن أبي طالب إلي زوجه وأولاده جعل يبكي ويمسح علي رأس ولده وهو يبكي يقول اللهم إن جعفر قد قدم علي أحسن الثواب فأخلفه يا رب في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته ثم قال يا أسماء ألا أبشرك ؟
قالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال إن الله تعالي جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة قالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله فأعلم الناس بذلك .
فقام رسول الله وأخذ بيده عبد الله بن جعفر حتي صعد المنبر وهو بين يديه والحزن يعرف عليه فحمد الله ثم قال إن المرء كثير بأخيه وابن عمه ألا إن جعفر قد استشهد وقد جعل الله له جناحين يطير بهما في الجنة ثم نزل ودخل بيته فقال اصنعوا لآل جعفر طعاما وجعل يده في ولدي جعفر يدوران معه حيث دار ..
قلت وكذلك فعل الصحابة مع آباء الشهداء وأزواجهم وذراريهم سألوا عنهم وتفقدوا أحوالهم وقضوا لهم حوائجهم وفرضوا لهم من بيت مال المسلمين ما يكفيهم ويغنيهم وهذا قبل أي شيء هو مطلب من مطالب الشرع الحنيف من باب العرفان بالجميل ومن باب الوفاء لأولئك الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله تعالي ثم إنه باب من أبواب الخير " «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ الله فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا "»
اللهم ارزقنا شهادة في سبيل..اللهم آمين.