( بل الله يرفع ويخفض )
أحمد قوشتي عبد الرحيم
ويبقى أمر قلوب العباد : حبا وبغضا ، وإقبالا وإدبارا بيد الله وحده ، فمن شاء رفعه وأعزه ، ومن شاء وضعه وأذله ، ومن شاء وضع له الحب والقبول بين الخلق ، ومن شاء أبغضته القلوب ونفرت منه دون علة أو سبب ظاهر
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
«بل الله يرفع ويخفض» :
هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " «بل الله يرفع ويخفض» " وهو عام في رفع الأرزاق والأسعار ، والإعزاز والإذلال ، والجاه والمكانة بين الناس .
لكن ابن آدم مسكين ، قصير النظر ، ضعيف التمييز ، يشغل نفسه ، ويفني عمره في البحث عن مجد موهوم ، أو عز زائل ، أو صيت واسع ، وما درى أن الرفع والخفض بيد الله ، وأنه مهما روج لنفسه ، أو تشبع بما لم يعط ، أو تزين بما ليس فيه ، أو أحب أن يمدح بما لم يفعل ، فلن يناله إلا ما قدر له .
ويبقى أمر قلوب العباد : حبا وبغضا ، وإقبالا وإدبارا بيد الله وحده ، فمن شاء رفعه وأعزه ، ومن شاء وضعه وأذله ، ومن شاء وضع له الحب والقبول بين الخلق ، ومن شاء أبغضته القلوب ونفرت منه دون علة أو سبب ظاهر ، وهو سبحانه محمود في ذلك كله ، وحكيم عزيز في قضائه وقدره ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
وفي الصحيح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " «إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض» "