لكنَّ الله ... أشد منهم قوة
فألله الله أن نعود إلى ربنا ونتعظ بغيرنا ولا نكون عبرة لمن بعدنا( {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} ).
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
( لن تتمكن أي قوة من الوقوف في طريق تقدمنا، سنواصل مسيرتنا إلى الأمام ) بهذه الكلمات أطلق الرئيس الصيني تشي جينبينج الاحتفالات التاريخية الضخمة بمرور 70 عاما على قيام جمهورية الصين الشعبية)
كلمات بدء بها الرئيس الصيني الاحتفالات الضخمة لبلاده بمناسبة مرور 70 على قيام جمهورية الصين الشعبية، هذه الكلمات تنضح بالغرور، تفوح منها رائحة الكبر، وتحمل في طياتها الطغيان والاستبداد...
ليس هو من أول من أطلق هذا الزفير ... قبله كثير وكثير .. وقد قص الله سبحانه حال عاد فقال سبحانه ( {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} ) .. فرد الله عليهم بدليل عقلي إذا كانوا يفتخرون بما وصلت إليه عقولهم وما أنتجته قرائحهم ( {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} ) ..لكن ما الذي أوصلهم إلى هذا الكبر والطغيان والتكبر على العباد وعلى ربهم جل وعلا.. تأمل ( {وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} ).
إذاً يا سيادة الرئيس لك سلف في هذا ولست صاحب المركز الأول، فماذا حصل لأسلافك ... قال الله ( {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لَا يُنصَرُون} َ)، وكذلك فرعون وغيرهم كثير ( {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} )، ولا ننسى إن نسينا أحد طغاة هذا الزمان الذي قال (من ليس معنا.. فهو ضدنا)، فنقول له ولأمثاله ( {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} ).
الحكومة الصينية حكومة ظالمة للمسلمين الذين يعيشون على أرضها وإن كان هناك تغاضي دولي على هذا الجرائم وتظهر بعض التعليقات هنا وهناك لكن على استحياء ولو كان غير المسلمين لكان التعامل آخر ولكن المسلمين لا بواكي لهم والله المستعان.
إذاً (لن تتمكن أي قوة) سبحان الله نَسَوا القوي العزيز ... نَسَوا أن ( {أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} ) نسوا أنه خالقهم وهو الذي أعطالهم القوة ( {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} ).
إن الله لم يمهلهم كثير وإنما أرسل لهم جندي من جنوده صغير جداً لدرجة أنه لا يمكن له أن يروه بأعينهم ولا يستطيعون أن يطلقوا عليه قذيفة ولا صاروخاً ولن تنفع معه الأسلحة النووية ولا أسلحة الدمار الشامل والا القنابل الذكية ولا حتى الغبية... أنه فيروس صغير حجمه ولكنه استعصى على من يقولون (لن تتمكن أي قوة من الوقوف في طريق تقدمنا) ولكن وقف أمامهم ( {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} )، والله هو وحده القادر على إيقاف أي قوة في الكون وتدميرها ولو بجندي صغير ( {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} )، وعلى البشر أن يرجعوا إلى أصلهم ويعبدوا الخالق القوي العزيز ( {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} )، والله يرسل على العباد من جنوده وآياته ( {وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ} ).
فألله الله أن نعود إلى ربنا ونتعظ بغيرنا ولا نكون عبرة لمن بعدنا( {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} ).
وعلينا بمحاربة الفساد بجميع أشكاله وألوانه والمنكرات لا سيما الشرك بالله وكفر نعمته والتكبر على طاعته ولا نكون الذين تكبروا في الأرض (فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ) فكان نتيجة ذلك ( {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} )
( {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} ).
نسأل الله سبحانه أن يرفع عنا وعن المسلمين الوباء .. ويتوفانا مسلمين وأن يلحقنا بالصالحين.