حقيقة أزمة الإساءة للنبي
محمد سلامة الغنيمي
وهذا الموقف الغريب من حكومات تتشدق بالحرية واحترام الآخر يؤكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أن فرنسا والغرب لا يقصدون بذلك شخص الرسول بقدر ما يقصدون الإسلام نفسه الذي أنتشر في أوربا انتشارا أقلقهم علي هويتهم
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
أساء قصرى إلى رسول رسول الله ورسالته فمزق الله ملكه وقتله ابنه، ومثل ذلك حدث مع صناديد قريش ومن لف لفهم وفعل فعلهم، قال أبو موسى الأشعري:"كُنا إذا بدأ الكفار بسبِّ رسول الله ﷺ أيقنا أنها بشارة من الله بزوال ملكهم."؛ لأن الله كفاه المستهزئين، والله لا تحصى جنوده ولا تتوقع أسبابه.
وحق لنا أن نستبشر بعدما أعلن الإليزيه والخارجية البريطانية أن دول أوربا والناتو يدعمون فرنسا ويقفون مساندين من يسىء لرسولنا.
وهذا الموقف الغريب من حكومات تتشدق بالحرية واحترام الآخر يؤكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أن فرنسا والغرب لا يقصدون بذلك شخص الرسول بقدر ما يقصدون الإسلام نفسه الذي أنتشر في أوربا انتشارا أقلقهم علي هويتهم وأقضت مضاجعهم على أيديولوجيتهم، لاسيما وقد صار الإسلام الديانة الثانية هناك.
ومن الطبيعة أن يخشوا على أيديولوجيتهم كما هو حق للجميع أن يحافظ على ثوابته، لكن ليس من حق أحد أن يزدري معتقدات الآخرين ويسيء إلى ثوابتهم، فهذا بلا شك إرهاب فكري يؤول إلى إرهاب بدني يرفضه الإسلام خاصة وجميع العقلاء عامة.
والمجتمع الغربي بصفة عامة والأوربي بصفة خاصة فضولي يميل إلى البحث والاستكشاف ولا يسلم عقله لمن يستخفه بالأزمات المفتعلة أو الخطب الرنانة، وهذا ما يجعلني استبشر بانتشار أكثر للإسلام في أوربا، لا سيما بعد الإجراءات التي اتخذها الأزهر الشريف ومن أهمها إطلاق منصة عالمية تعريفية بالنبي صلى الله عليه وسلم تتحدث بكل لغات العالم يقوم بها مرصد الأزهر لمحاربة التطرف.
ولا يفوتنا في هذا الإطار أن نثمن جهود الأزهر في هذه القضية، أسأل الله أن يوفق علمائنا وولاتنا لخدمة دينه وأمته.