لا تلتفت لكلام الناس
إن طبيعة الحياة الاجتماعية، تفرض التواصل بين الناس والتعاون وتبادل المنافع، ومن فطرة البشر أنهم مختلفون في الأفكار والرؤى والتوجهات...
- التصنيفات: تزكية النفس -
إن طبيعة الحياة الاجتماعية، تفرض التواصل بين الناس والتعاون وتبادل المنافع، ومن فطرة البشر أنهم مختلفون في الأفكار والرؤى والتوجهات؛ وهذه لغاية أرادها الله - سبحانه وتعالى -، حتى يكمل بعضهم بعضًا في شتى النشاطات والميادين.
هذه الميزة الإيجابية في الحياة الاجتماعية، لا يجب أن تنقلب إلى عامل سلبي بالنسبة إليك، لأنك لن تتحكم في أمزجة الناس ولا طبائعهم في ذلك اليوم، فربما تسمع كلمة أو ملاحظة تؤذيك وتصم أذنك.
من اللازم عليك أن تكون راقي الفكر، فتتغاضى عنها وتتلافاها في بعض الأحيان، لا أدعوك لأن ترفع الراية البيضاء ولا تدافع عن نفسك! إنما يجب أن تتمتع بالبصيرة والذكاء في التعامل، لأنك إن اتبعت هذا المنطق، فسوف تستجلب عداوات مع كل معارفك، وهذا لا يستقيم للفرد الواعي الذي يود النجاح في حياته.
ضع على الدوام في تفكيرك الأهداف التي أنت عازم على تحقيقها في يومك، وانطلاقا منها، ستحدد طرق تعاملك مع هذه الخبرات الاجتماعية، فإن كان الموقف لا يستحق أن يذكر، ولا يدخل في أولوياتك، تغاضى عنه وسر إلى الأمام، لأنه تنتظرك تحديات أكثر أهمية وجدية منه.
لا تدع هذه التفاصيل تؤثر على مسيرة حياتك، فهي تافهة، مقارنة بما تصبو إليه من أهداف، فقد يكون ذاك الذي قدَّم لك الملاحظة في غير محلها، عاطل، وهدفه منها ليس إلا أن يُضيِّع وقته في نقاش لا طائل منه.
كن ذكيا في تعاملك مع هذه المواقف، وقيِّمها انطلاقا من الفائدة التي تجنيها، كن نفعيًّا في التفكير، إنما النفعية التي تستفيد منها، ولا تُحدث من خلالها مضرَّة للآخرين، بل تُقدِّم إليهم درسًا، أن الحياة أرقى من أن تُختزل في نقاشات عقيمة.
_________________________
المؤلف: أسامة طبش