فزع أبي جهل والمشركين لاختفاء رسول الله ﷺ

فزع أبي جهل والمشركين لاختفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه..

  • التصنيفات: السيرة النبوية -

فزع أبي جهل والمشركين

لاختفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه

 

فزع أبو جهل ومن معه من المشركين من اختفاء الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم واختفاء أبي بكر دون أن يعرفوا لهما مكانا، فاتجهوا إلى بيت أبي بكر الصدّيق، وفي هذا يقول ابن إسحاق في حديث روته أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: فحدثت أسماء أبي بكر أنها قالت: «لما خرج صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي. قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي[1]» وبذلك لم يصل المشركون إلى أي إجابة من أسماء فكان لها موقف عظيم من الدعوة الإسلامية وحفظ سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر[2] رضي الله عنه.

 

كذلك كان لها موقف لحفظ سر الدعوة وسر والدها مع جدها المشرك أبي قحافة، فقالت أسماء: «لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج أبو بكر معه، احتمل أبو بكر ماله كله، ومعه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف، فانطلق بها معه. قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قالت: قلت: كلا يا أبت! إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا. قالت: فأخذت أحجارا فوضعتها في كوّه في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده فقلت: يا أبت، ضع يدك على هذا المال. قالت: فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم، لا والله ما ترك لنا شيئا ولكن أردت أن أسكِّن الشيخ بذلك[3].

 


[1] السيرة ج2 ص224 مجلد مع الروض الأنف ج2 ص486، طبعة ابن كثير.

[2] المؤلفة.

[3] السيرة ج2 ص225 مجلد مع الروض الأنف.

________________________________________

 

د. سامية منيسي