إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض

إيمان الخولي

بل أننا أصبحنا نرى هذه الأيام من الأزواج يريد من زوجته أن تخلع الحجاب وتلبس ثياباً لا ترضى الله عزوجل حتى يتباهى ويفتخر بها

  • التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
 

كثير من النهايات المحزنة لزيجات فاشلة كان بدايتها اختيار خاطىء لأنها قامت على الانجذاب الشكلى بالنسبة للرجل أو تحكم فى الاختيار المادة كما نرى المثل الشعبى يقول  إن الرجل لا يعيبه إلا جيبه فتختار الفتاة بناء على هذه التقاليد البالية أو للانجذاب من النظرة الأولى بينهم وهى تبنى البيوت الناجحة على صورة فى خيال اصحابها غير مطابقة للواقع فتستحيل الحياة لأنهم لم يسمعا إلى صوت العقل الذى ينذر باختلاف الطبائع بينهم وهنا نقف وقفه مع الشاب والفتاة فأنت لا تختارين فستاناً وهو لا يختار سيارة إنما تختار  نفساً بشرية لحياة أبدية إذ تقول الآيات :" { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} [(70)  الزخرف] لذا يجب أن يفكر كلا الطرفين قبل اتخاذ القرار فالشكل وحده ليس اساساً فى الاختيار  ولا الماديات وحدها مقياس  فكم من أناس لا تملك سوى المال   لا تملك من الأخلاق ولا فهم لدوره كزو ج فى الحياة فعن سهل بن سعد الساعدي أنه قال «مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا فقال رجل من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيك في هذا فقال يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا » " يقصد الفقير هو الأفضل  كما أن الاختيار حسب معيار الدين  فقط لا يصلح للاختيار دون النظر لعوامل أخرى مثل التكافؤ فى جوانب اخرى من الحياة فدين بلا أخلاق عبادة بلا عمل وهو شىء لايقبله الله وهو فى نظر الناس إنسان مخادع وعلى الجانب الآخر تجد من لا يبحث عن الدين أصلاً فتكون الفتنة والفساد الكبير كما قال رسول الله فمن لم يعرف حق ربه عليه كيف يعرف حققك كيف يتقى الله فيك وأنتما لن تعيشا بمفردكما بل سيكون هناك اولاد  كيف تربى أولادك ومن سيكون قدوتهم  كيف تحببيهم فى الصلاة  وهم يرون أبيهم لا يصلى  ممن يتعلمون الحلال والحرام إذا وجدوا أباهم يرتشى أو يسرق إن الدين إذا تمكن من المسلم جعل فى قلبه غيرة إذا انتهكت محارم الله  بل أننا أصبحنا نرى هذه الأيام من الأزواج يريد من زوجته أن تخلع الحجاب وتلبس ثياباً لا ترضى الله عزوجل حتى يتباهى ويفتخر بها فى  الناس وإذا قيل للشاب اظفر بذات الدين تجده لا يكترث بك وكأن لسان حاله أن ذات الدين لا تهتم بجمالها ولا نظافة بيتها وهناك من يظن أن المتدينة تظل بالحجاب فى البيت  أقول له مثلما قلت للفتاة من عرفت حق ربها كيف تهمل فى حق زوجها وأن طاعته باب من أبواب الجنة فالزوجة الصالحة إذا ظفرت بها جعل الله غناك فى قلبك أغناك الله بها  عن الجميلة ذات الحسب والنسب التى لا تراعى الله عزوجل  أسمع من يقول إنى أريدها جميلة لتعفنى عن الحرام وماذا لو تزوجت  الجميلة الظاهر فوجدتها  قبيحة الباطن تافهة لا تزن الأمور ولا تتحمل مسئولية تشعرك دائما أنها تمن عليك يوم تزوجتك فهى دائما تصب اهتمامها على نفسها  تحب جمالها أكثر من أى شىء

كما أن المعايير الآخرى مهمة مثل البيئة الاجتماعية والمستوى التعليمى والتقارب العمرى من المعايير التى يجب الالتفات إليها فإن تغافلنا عن هذه المقاييس أيضا ستكون فتنة فى الأرض إذا لم تزوجوا الصالحات للصالحين والطيبات للطيبين فانتظروا فتنة ...نعم فتنة عندما تتزوج الصالحة غير الكفئ لها  أو العكس تكون فتنة لها وابتلاء فى حياتها ويخرج جيل لا يتقى الله لا يعرف حلال من حرام  أسمعك تقول ولكن هناك حالات تزوج الصالح فيها غير الصالحة وتغيرت وأصبحت تتقى الله وتحجبت وأطاعت الله نعم هناك حالات كهذه ولكن قليلة جدا وليست مقياساً يجعل الشاب أو الفتاة يغامرون بسنوات عمرهم من أجل شهواتهم أو الميل القلبى لغير الكفء لها أو له

ونجد فى نهاية  الحديث يشير إلى " «من ترضون دينه» " ما ترتضيه انت يختلف عن ما ترتضيه فتاه أخرى وليس مقياساً واحد عند الجميع

وقفة مع البنت المتدينة فى اختيارها فهى تختار على أساس الدين ولكن الدين ليس كل شئ فى الزواج فالزواج لا يحتاج لإمام مسجد ولكن لرجل يتحمل المسئولية ويعرف واجباته فقد تختارين زوجاً متديناً فى ظاهره والناس تثنى عليه ولكنه فى البيت فاشل كزوج لا يقدر المرأة ولا يتعامل معها إلا كقطعة ديكور اقتناها لا يعرف الا القسوة التى قد يكون ورثها له أسرته وتربيته فى بيت أهله فتجد الزوجة تنفر منه بالرغم من أن الكل يثنى عليه وهذا أيضاً لأن البنت تكون مثالية فى تصورها لشريك حياتها وتتخيل طالما متدين إذا فهو لا يخطىء وهذا كله يذهب هباء عندما تصطدم بالواقع أننا مازلنا على الأرض ولم ندخل الجنة بعد.