بعض كرامات الصحابة رضي الله عنهم

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد، فأقبل يريدني، فقلتُ: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله، فطأطأ رأسَه وأقبل إليَّ، فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة

  • التصنيفات: قصص الصحابة -

{بسم الله الرحمن الرحيم }
 

أنس بن النضر وسعد بن الربيع رضي الله عنهما وريح الجنة:

عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه رضي الله عنه، قال: « بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد، لطلب سعد بن الربيع، وقال لي: إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله: ((كيف تجدك؟))، فجعلت أطوف بين القتلى، فأصبته وهو في آخر رمق، وبه سبعون ضربة، ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت له: يا سعدُ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ عليك السلام، ويقول لك: ((كيف تجدك؟))، قال: على رسول الله السلام، وعليك السلام، قل له: يا رسول الله، أجدني أجد ريح الجنة، وقل: لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله، أن يخلص إلى رسول الله وفيكم شفر يطرف، وفاضت نفسه رحمه الله» "؛ [أخرجه الحاكم].

عدم تغيُّر جسد أبي طلحة رضي الله عنه بعد مضي سبعة أيام على موته:

عن أنس رضي الله عنه، "أن أبا طلحة رضي الله عنه قرأ القرآن: ﴿ {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} ﴾ [التوبة: 41]، فقال: أرى أن تستنفروا شيوخًا وشبَّانًا، فقالوا: يا أبانا، لقد غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات، ومع أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، فنحن نغزو عنك، فأبى، فركب البحر حتى مات، فلم يجدوا جزيرة يدفنوه إلا بعد سبعة أيام فما تغيَّر"؛ [أخرجه الحاكم].

عدم تغيُّر جسد والد جابر بن عبدالله رضي الله عنه بعد مضي ستة أشهر على موته:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: "لما حضر قتال أُحُد دعاني أبي من الليل، فقال: إني لا أُراني إلا مقتولًا في أول مَنْ يُقتَل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني والله ما أدعُ أحدًا يعني أعزُّ عليَّ منك بعد نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن عليَّ دينًا، فاقْضِ عنِّي ديني، واستوصِ بأخواتِكَ خيرًا، فأصبحنا، فكان أول قتيل فدفنته مع آخر في قبر، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر في قبر، فاستخرجتُه بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضَعْتُه غير أُذُنِه"؛ [أخرجه البخاري].

عدم إيذاء الأسد لسفينة رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ركبت البحر فانكسرت سفينتي التي كنت فيها، فركبت لوحًا من ألواحها، فطرحني اللوح في أجمة فيها الأسد، فأقبل يريدني، فقلتُ: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله، فطأطأ رأسَه وأقبل إليَّ، فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة، ووضعني على الطريق، وهَمْهَم، فظننت أنه يُودِّعُني، فكان آخر العهد به"؛ [أخرجه الطبراني في الكبير].

رزق الله عز وجل لخبيب بن عدي رضي الله عنه لثمرة العنب، وما بمكة من ثمر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً عينًا، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت حتى إذا كانوا ببعض الطريق ذكروا لحيِّ من هذيل، فتبعوهم بقريب من مئة رجل رامٍ، فاقتصوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما أحسَّهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجؤوا إلى فدفد، وجاء القوم فأحاطوا بهم فقتلوا عاصمًا في سبعة نفر، وبقي خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة ورجل آخر، وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة، فاشترى خُبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان قد قتل الحارث بن نوفل يوم بدرٍ، فمكث عندهم أسيرًا، فقالت إحدى بنات الحارث: ما رأيت أسيرًا خيرًا من خبيب، قد رأيته يأكلُ من قطف عنب، وما بمكة يومئذٍ ثمرة، وإنه موثق في الحديد وما كان إلا رزقًا رزقه الله إيَّاه"؛ [أخرجه أحمد].

استجابة الله لدعاء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على من تكلم فيه بغير حق:

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل رجالًا يسألون عنه أهل الكوفة، فأثنوا عليه خيرًا حتى دخل مسجدًا، فقام رجل فقال: أما إذ نشدتنا فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله، لأدعوَنَّ بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعة، فأطل عمره، وأطل فَقْرَه، وعرِّضه بالفتن، فكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد، قال عبدالملك (أحد رواة الحديث) فأنا رأيتُهُ بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرَّض للجواري في الطُّرُق يغمزهن"؛ [متفق عليه].

استجابة الله لدعاء سعيد بن زيد رضي الله عنه على المرأة التي اتهمته ظلمًا:

عن عروة بن الزبير رضي الله عنه، أن أروى بنت أويس ادَّعَت على سعيد بن زيد رضي الله عنه، أنه أخذ شيئًا من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم، فقال سعيد: أنا كنتُ آخذ من أرضها شيئًا بعد الذي سمِعْتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وما سمِعْتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( «من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه إلى سبع أرضين» ))، فقال له مروان: لا أسألك بيِّنة بعد هذا، فقال: اللهم إن كانت كاذبة فعمِّ بصرها، واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصَرُها، ثم بينا هي تمشي في أرضها إذا وقعت في حفرة فماتت"؛ [متفق عليه] وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر أنه رآها عمياء تلتمس الجدُر تقول: أصابتني دعوة سعيد.

                                 كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ