الوقاية خير من العلاج ..

محمد سيد حسين عبد الواحد

إذا كانت الصحة نعمة جليلة وغالية لها قيمتها وقدرها فى حياة المؤمن فقد عدّ الله تعالى الابتلاء فى نعمة الصحة من أشد أنواع البلاء وعدّ الصبر والرضا بأقدار الله تعالى فى الصحة والبدن له عظيم الأجر

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

الوقاية خير من العلاج ..

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء..

 

أما بعد فيقول رب العالمين سبحانه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

وفى صحيح الجامع من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ  «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ ؟ قَالُوا لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ يا رسول الله فقَالَ صلى الله عليه وسلم فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا »

أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم موعدنا بعون الله تعالى لنتحدث عن منحة كبيرة وعن نعمة جليلة من نعم الله تبارك وتعالى علينا هذه النعمة لا تشترى إذا فقدت بمال قارون ..

ولا فرح ولا سرور ولا حبور ولا سعادة ولا طعم للحياة بدونها هى وبلا مبالغة أغلى ما يملكه ابن آدم بعد الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم

تكلم عنها عقلاء الأمم من قبلنا فقالوا هى تاج على رؤوس أصحابها لا يراها ولا يشعر بها إلا من فقدها

حديثنا عن نعمة الصحة نسأل الله تعالى أن يمتعنا بها اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحييتنا واجعله الوارث منا

قال أنس رضى الله عنه دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أى الدعاء أفضل ؟

فنصحه النبى صلى الله عليه وسلم أن يسأل ربه العافية فى الدنيا والآخرة فلما كان اليوم الثانى جاء الرجل فسأل رسول الله نفس السؤال قال يا نبى الله أى الدعاء أفضل ؟

فنصحه النبى صلى الله عليه وسلم أن يسأل ربه العافية فى الدنيا والآخرة فلما كان اليوم الثالث جاء الرجل فكرر السؤال وكرر رسول الله الإجابة فعجب الرجل فأزال رسول الله تعجبه واندهاشه بقوله صلى الله عليه وسلم

 « إذا أعطيت العافية فى الدنيا وأعطيت العافية فى الآخرة فقد أفلحت» 

نعمة الصحة مع نعمة الفراغ :

نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس كما قال الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم الصحة أيها المؤمنون كما يقول حكماء الأمم تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى نسأل الله تعالى أن يشفى كل مريض وأن يعافى كل مبتلى ..

حتى تعرف أخى كم أنت فى نعمة وكم هى الصحة غالية أنظر إلى أهل البلاء من حولك وهم كثير انظر إلى من ابتلى فى حبيبتيه انظر إلى من ابتلى فى عقله انظر إلى من ابتلى فى قلبه قم بزيارة إلى معهد القلب قم بزيارة إلى معهد الأورام ستعرف وقتها كم أنت فى نعمة انظر فى تلك المواضع إلى أهل البلاء وحرك لسانك بهذه الكلمات التى وصاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رؤية أهل البلاء { الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلاً }

أى شئ يفقده ابن آدم يمكن مع مرور الزمان أن يعوضه إلا الصحة :

فإنها إذا ذهبت لا ترجع الزوجة يمكن للرجل أن يتزوج بغيرها الولد يمكن للوالد أن يرزق بغيره المال يمكن لصاحبه أن يعوضه وكذلك المركب والملبس أما الصحة فإنها إذا ضاعت لا تعود وضاعت معها السعادة وضاع معها طعم الحياة ورحم الله من قال وإذا الشيخ قال أفٍ فما ملَّ الحياة ولكن الضعفَ ملَّ آلة العيش صحةٌ وشبابٌ فإذا وليا عن العبد ولّى , سنة من سنن الله فى خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}

مع نعمة الصحة أيها الحبيب أنت قوى بمقدورك أن تخدم دينك وأن تنشره وتعمل من أجله مع نعمة الصحة أيها الحبيب بمقدورك أن تخدم وطنك بجهدك وعملك ودفاعك عنه بالغالى والنفيس بمقدورك أن تدافع عن نفسك وأرضك ومالك وعرضك أمام كل معتدى وأمام كل مفترى وقبل كل هذا أنت أحب إلى الله تعالى من غيرك ..

وفى البيان النبوى يقول الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم « «الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» »

لأن الصحة التى تدب فى أبداننا ولأن العافية التى تسرى فى عروقنا نعمة من نعم الله تعالى فسوف نسأل عنها أمام الله تعالى  {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } هذه الآية نزلت فى سؤال الله تعالى لعبده عن نعمة الصحة وعن نعمة الماء البارد {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}

من أجل الحفاظ على هذه النعمة :

وجهنا الإسلام إلى قائمة طويلة عريضة من الآداب التى تحافظ على العافية التى تدب فى أبداننا وعلى القوة التى تسرى فى عروقنا ومن هذه الآداب

أن نداوم على نظافة الأبدان بدوام الغسل والوضوء والنظافة واستعمال السواك والتطيب ونتف الإبط وحلق العانة وتقليم الأظافر وكلها من سلوكيات المؤمنين ومنها ما هو من سنن الفطرة التى حافظ عليها الأنبياء والمرسلون والصالحون

من الآداب التى تحافظ على العافية التى تدب فى أبداننا وعلى القوة التى تسرى فى عروقنا أن يتوان الإنسان أن يلزم الوسطية والاعتدال فى أموره كلها فقد نهى الرسول المسلم أن يكثر من النوم لأن كثرة النوم تضر البدن ونهى عن السهر لأن السهر يضر ويضعف البدن نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السهر ونهى الإسلام عن كثرة الأكل والشرب لأن الإسراف يدمر الصحة ويسبب الأمراض والأوجاع وفى الآية الكريمة الله تعالى يقول { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }

وفى البيان النبوى يقول الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم «ما مَلأ آدميٌّ وِعاءً شَرّاً مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أَكَلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فإنْ كَانَ لا مَحالَةَ ، فَثُلُثٌ لِطعامِهِ ، وثُلُثٌ لِشَرابِهِ ، وثُلُثٌ لِنَفسه»

من أجل الحفاظ على العافية التى تدب فى أبداننا وعلى القوة التى تسرى فى عروقنا وجه الإسلام إلى البعد عن الخبائث والمخدرات والمسكرات لأنها كما تفسد على المرء دينه وكما تفسد العلاقة بين المرء وأخيه والابن وأبيه وبين المرء وزوجه هى تفسد علي المرء عقله وتدمر صحته وتذهب عافيته وتنغص عليه حياته وفى الآية الكريمة الله تعالى يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }.

وكما نهى الإسلام وهو فى طريقه إلى الحفاظ عن صحة المسلم عن الإسراف فى الأكل والشرب والنوم والسهر حذر الإسلام من إتيان الفواحش والمحرمات والمنكرات والسيئات لأنه قد ثبت يقينا أن ارتكاب الفواحش والسيئات كما يضر المرء فى دينه يضره فى صحته وعافيته قَالَ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ  « يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِى قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِى لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِى أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» .

تتسبب السيئات فى علل وأمراض جزاءاً وفاقاً جزاء الجرأة على محارم الله تعالى وانظر إلى هذه المقابلة البديعة لثواب الحسنة وعقاب السيئة فى قول ابن عباس رضى الله عنهما حين يقول { إن للحسنة ضياء في الوجه ، ونورًا في القلب ، وسعة في الرزق ، وقوة في البدن ، ومحبة في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سوادًا في الوجه ، وظلمة في القبر والقلب ، ووهنًا في البدن ، ونقصًا في الرزق ، وبغضةً في قلوب الخلق }

هذه النصوص تقول وبمنتهى الصراحة كما أن الحسنات تجلب البركة وتجلب القوة فى العقل والصحة والمال والولد كذلك السيئات تدمر العقل وتضعف البدن وتمرضه نسأل الله تعالى أن يعافينا فى ديننا وفى أبداننا وأولادنا وأموالنا

الخطبة الثانية

أخرج الترمزى من حديث أنس أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال « إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ » 

أيها الإخوة المؤمنون بقى لنا فى ختام الحديث أن نقول إذا كانت الصحة نعمة جليلة وغالية لها قيمتها وقدرها فى حياة المؤمن فقد عدّ الله تعالى الابتلاء فى نعمة الصحة من أشد أنواع البلاء وعدّ الصبر والرضا بأقدار الله تعالى فى الصحة والبدن له عظيم الأجر عند الله تعالى

وفى الحديث القدسى يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ «مَنْ أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ» »

ثواب عظيم يعطيه الله عز وجل للصابرين من أهل البلاء حتى يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاَءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِى الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ »

وليس معنى هذا أن يرحب المسلم بالعلل والأوجاع ويستسلم لها ولكن على المرء أن يصبر ويحتسب أجره على الله وهو فى نفس الوقت يسعى ويجتهد ويطلب الطب ويتداوى ويأخذ بالأسباب مع حسن ظنه بمسبب الأسباب سبحانه وتعالى لأن الله تعالى لم يضع داءاً إلا وضع له دواءاً إلا الهَرَمَ

عند تفسير قول الله عز وجل {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

أورد المفسرون أن رجلاً من الصحابة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « إِنَّ أَخِى يشتكى بَطْنُهُ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم اسْقِهِ عَسَلاً فَسَقَاهُ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ سَقَيْتُهُ عَسَلاً فَلَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ شكوى . فَقَالَ صلى الله عليه وسلم اسْقِهِ عَسَلاً فَسَقَاهُ ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ سَقَيْتُهُ عَسَلاً فَلَمْ يَزِدْهُ إِلاَّ شكوى فَقَالَ صلى الله عليه وسلم صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلاً فَسَقَاهُ عَسَلاً فَشفاه الله عز وجل َ»

ليس معنى أن تتوكل على الله أن تسكت عن نفسك وتهمل فى صحتك وتتغافل عن عللك وتقول أنا أحسن الظن بالله .... حسن الظن يستوجب السعى يستوجب التداوى والتداوى سبب ومن هدى النبى رسول الله صلى الله عليه وسلم