صور من تحلي أهل العلم بمكارم الأخلاق

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

ومن صدق نجاه الله من الشدائد قال الإمام أبو زرعة رحمه الله قلت لأحمد بن حنبل: كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق؟ فقال لو وضع الصدق على جرح لبرأ

  • التصنيفات: الآداب والأخلاق -

{بسم الله الرحمن الرحيم  }

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد فالتحلي بمعالي الأخلاق مما يُحبُّه الله جل جلاله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «إن الله كريم يُحبُّ الكرم ومعالي الأخلاق ويكره سفاسفها» ) [أخرجه الطبراني في الكبير]. ومكارم الأخلاق باب واسع، يشمل: كف الأذى عن الناس، والإحسان إليهم بالممكن من الأقوال والأفعال، وتحمل ما يصدر منهم من مستهجن الأعمال، ويصل الأمر إلى التغافل عن من يصدر منهم من أخطاء لكي لا يخجلهم، قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي رحمه الله في كتابه "فصول الآداب" فصل: ومن مكارم الأخلاق التغافل عن ظهور مساوئ الناس، وما يبدو في غفلاتهم، من كشف عورة، أو خروج ريح لها صوت، أو ريح، ومن سمع ذلك فأظهر الطرش أو النوم أو الغفلة ليزيل خجل الفاعل، كان ذلك من مكارم الأخلاق.

 لقد أثنى الله عز وجل على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، في قوله تعالى: ﴿  {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}  ﴾ [القلم:4] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال عطية: لعلى أدب عظيم... وعن سعيد بن هشام قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ألست تقرأ القرآن. قلت: بلى. قالت: كان خلقه القرآن...قال ابن كثير: ومعنى هذا أنه علية الصلاة والسلام صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجية له وخلقاً تطبعه...هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خلق جميل.

قال الله تبارك تعالى: ﴿ لَ {قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}  ﴾ [الأحزاب:21] فليجاهد الإنسان نفسه للاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام في مكارم الأخلاق.

والرسول الكريم بُعِثَ ليكمل ما كان عند العرب من أخلاق، قال عليه الصلاة والسلام: «إنما بُعثتُ لأتمم صالح الأخلاق»[أخرجه أحمد] فما كان عندهم من أخلاق حسنة أقرَّها وزاد عليها، وما كان منها من أخلاق سيئة فنهى عنها وحذر منها.

والإنسان ينبغي له أن يخالق الناس بخلق حسن، فعن أبي ذر ومعاذ رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وخالق الناس بخلق حسن» [أخرجه الترمذي]

ولحسن الخلق فضائل كثير، منها:

أنه أعظم ما يدخل الجنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعظم ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق» [أخرجه الترمذي]

ومنها: أنه سبب لرفعة الدرجات فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال علية الصلاة والسلام: ( «إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم» ) [أخرجه أبو داود]

ومنها: أنه من أثقل الأشياء في ميزان العبد يوم القيامة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق» ) [أخرجه أبو داود]

 وصاحب الخلق الحسن من أحبٍّ الناس وأقربهم إلى الرسول علية الصلاة والسلام يوم القيامة فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله علية الصلاة والسلام قال ( «إن من أحبِّكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً» ) [أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق]

وصاحب الخلق الحسن من أكمل الناس إيماناً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً» ) [أخرجه الترمذي]

وحسن الخلق مما تُكسبُ به القلوب، لما حضرت الوفاة أحد السلف جمع بنية، وقال لهم: عاشروا الناس معاشرة إن عشتم حنوا إليكم، وإن متُّم بكوا عليكم).

والمسلم عليه أن يجاهد نفسه ليتحلى بمكارم الأخلاق، فتحتاج لمجاهدة وصبر، فعن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما أن رسول الله علية الصلاة والسلام قال: ( «اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» ) [أخرجه الترمذي] قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: وقوله صلى الله عليه وسلم:(وخالق الناس بخلق حسن) هذا من خصال التقوى، ولا تتم التقوى إلا به، وإنما أفردهُ بالذكر، للحاجة إلى بيانه، فإن كثيراً من الناس يظنُّ أن التقوى هي القيام بحقوق الله، دون حقوق عباده، فنص على الأمر بإحسان العشرة للناس، والجمع بين حقوق الله وحقوق عباده عزيز جداً، لا يقوى عليه إلا الكُمل من الأنبياء والصديقين.

قال أحد السلف لبنية: يا بني، إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام، ولكنها كريهة مرة لا يصبر عليها إلا من عرف فضلها ورجا ثوابها.

التحلي بمكارم الأخلاق نعمة عظمي من نعم الله على عباده، وقد كان أهل العلم على جانب كبير منها، قال الشيخ عبدالله البسام عن الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمهما الله: له أخلاق أرقُّ من النسيم، وأعذبُ من السلسبيل، لا يُعاتب على الهفوة، ولا يؤاخذ بالجفوة، يتودد ويتحبب إلى البعيد والقريب، يُقابل بالبشاشة، ويحيى بالطلاقة، ويُعاشر بالحسنى، ويجالس بالمنادمة، ويُجاذب أطراف أحاديث الأنس والودِّ.

ومن الأخلاق التي تميز بها أهل العلم، المتقدمين منهم والمتأخرين :

سلامة الصدر:

لقد جاءت الأدلة بتحريم التحاسد والتباغض والتدابر، وبكل ما يؤدي إليها، لأنها آفات مهلكة للفرد، مفرقة بين أفراد المجتمع، مدمرة لأواصر ترابطه، وسلامة بنيانه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا بخذله ولا يحقره» )[أخرجه مسلم]

سلامة الصدر من الأدواء المهلكة, خلق ينبغي لكل مسلم العناية به، فيحرص أن يكون سليم الصدر من الحقد والغل والحسد البغض والعداوة والشحناء والقطيعة والهجر، يعينه على ذلك بعد توفيق الله عز وجل له، أمور منها:

علمه: أن أفضل الناس سليم الصدر، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: « أي الناس أفضل؟ قال: (كُلُّ مخموم القلب، صدوق اللسان) قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: (هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي وغل وحسد) » [أخرجه ابن ماجه]

ومنها: الدعاء، قال الله عز وجل: { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ } [الحشر:10] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: أي بغضاً وحسداً.

وعن عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو:  «ربَّ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حُجَّتي، واهدِ قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي» [أخرجه أبو داود] قال الإمام ابن الأثير رحمه الله: السخيمة: الحقد في النفس.

ومنها: صوم رمضان مع صوم ثلاثة أيام من كل شهر، لقول النبي علية الصلاة والسلام: «(صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وَحَرَ الصدر)» [أخرجه أحمد] قال الإمام ابن الأثير رحمه الله: وحر: غشّه ووساوسه، وقيل: الحقد والغيظ، وقيل: العداوة، وقيل: أشدّ الغضب.

ومنها: قراءة السيرة النبوية، ففيها نماذج عظيمة لسلامة صدر رسول الله صلى عليه وسلم من كل حقد وضغينة، تدفع للاقتداء به علية الصلاة والسلام

لقد كان أهل العلم سليمة صدورهم لغيرهم فلا يحسدون ولا يبغضون ومن أولئك

الإمام عبدالله بن محمد بن مغيث بن عبدالله الأنصاري رحمه الله قال ابنه يونس: سمعت أبي رحمه الله يقول: أوثق عملي في نفسي سلامة صدري إني آوي إلى فراشي ولا تأوي إلى صدري غائلة لمسلم.

والشيخ حمد بن فارس رحمه الله ذو قلب سليم نصوح لكل مسلم في حياته.

قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان حفظه الله: سألت الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، وقلت له ما معناه: يا شيخ عبدالعزيز ما أعلمُ أحداً إلا يُحبك، صغيراً، أو كبيراً، ذكراً أو أثنى، فما السِّر يا شيخ في ذلك؟...فقال ما معناه: ما أعلمُ في قلبي غِلاً على أحد من المسلمين ولم أعلم بين اثنين شحناء إلا سارعتُ بالصلح بينهما.

الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع:

قال الإمام الشافعي رحمه الله: كنتُ باليمن فقرأتُ على باب صنعاء مكتوب:

احفظ لسانك أيها الإنسانُ       لا يلـدغنك   إنه ثعبـانُ

للصمت فوائد ذكرها أهل العلم، منها: السلامة، قال القاسم بن عثمان العبدي رحمه الله: الحصن الحصين: الصمت وفيه السلامة والعافية، وقال الإمام أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي رحمه الله: أدنى نفع السكوت السلامة.

ولكثرة الكلام بدون نفع وفائدة، أضرار ذكرها أهل العلم، قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة، وقال الإمام أبو بكر عياش الأسدي رحمه الله: أدنى ضرر المنطق الشُّهرة وكفى بها بلية.

لقد كان من صفات أهل العلم قلة الكلام إلا فيما يرجون منه النفع، قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: من عدَّ كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما ينفعه.

وممن عرفوا بطول الصمت:

الإمام الصالحي رحمه الله عُرٍفَ بالصامت لكثرة سكوته عن فضول الكلام.

والشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل المبارك رحمه الله كان صموتاً، قليل الكلام إلا فيما ينفع، فإذا تكلم في مسألة أبلغ وأسمع وودَّ سامعه لو أطال.

والشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله كان كثير الصمت لا يخوض في كل حديث...كثيراً ما تمضي جلسة طويلة دون أن يتحدث فيها بكلمةٍ... لكنه كان إذا تكلم رحمه الله أجاد وأفاض... وأصغى له الجميع.

والصمت عن ما لا ينفع يحتاج لصبر ومجاهدة، قال الإمام أبو المعتمر البصري رحمه الله: تعلمت الصمت في عشر سنين.

الحلم:

الحليم يعرف عند الغضب، قال خالد بن صفوان رحمه الله: ثلاثة يعرفون عند ثلاثة: الحليم عند الغضب، والشجاع عند اللقاء، والصديق عند النائبة.

والحلم يحتاج لمجاهدة النفس وتعويد وتدريب لها مع الصبر، قال الأحنف بن قيس رحمه الله: لستُ بحليم ولكني أتحالم.

العلم مع الحلم خلق عظيم، قال الإمام الشافعي رحمه الله: زينة العلماء الورع والحلم.

وقال حبيب بن حجر القيسي رحمه الله: ما أضيف شيء إلى شيء مثل حلم إلى علم

وقد جاء في تراجم بعض أهل العلم، أن من صفاته: أنه كان هادئ الطبع، لا تستفزه المؤثرات، ولا ينتقم لنفسه، وكان حليماً على الجاهل، لا يعرف الغضب في وجهه.

وممن عرفوا بالحلم: الإمام ابن عون رحمه الله، كان لا يغضب، فإذ أغضبه رجل قال: بارك الله فيك.

والحلم عاقبته حميدة، فقد كان بين حسن بن حسن، وبين ابن عمه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، شيء فما ترك الحسن شيئاً إلا قاله، وعلي ساكت، ثم ذهب الحسن، فلما كان في الليل ذهب علي إلى الحسن، فقال: يا ابن عمي إن كنتَ صادقاً فغفر الله لي، وإن كنتَ كاذباً فغفر الله لك، فالتزمه الحسن وبكى حتى رَثَى له.

قال هشام بن عروة رحمه الله: قال لي أبي: رُبَّ كلمة ذل احتملتها أورثتني عزاً طويلاً.

قال أبو المعتمر البصري رحمه الله:ما قلتُ شيئاً قط إذا غضبت أندم عليه إذا زال غضبي.

والشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله، كان من أظهر صفاته الحلم والأناة، وهما الخصلتان اللتان يحبهما الله ورسوله، فلم يكن يغضب لنفسه قط،...دخل عليه في المحكمة رجل، له معاملة تتعلق بطلاق زوجته، فأغلظ على الشيخ القول، فقيل له: أن يتلطف بأسلوبه فتبسم الشيخ صالح وقال لمن طلب منه التلطف: دعه يقول ما في نفسه.

والشيخ صالح بن عبدالعزيز بن هليل رحمه الله، اشتهر عند الناس بالحلم والأناة، حتى أن الخصوم ليرفعون أصواتهم عنده ولا يغضبه ذلك

الورع:

قال حمدان بن ذي النون رحمه الله: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في ورعه وحفظ لسانه، وقد نهى الإمام أحمد رحمه الله ولديه وعمه عن أخذ العطاء من مال الخليفة فاعتذروا بالحاجة فهجرهم شهراً لأخذهم العطاء.

والإمام محمد بن عبدالرحيم بن عبدالواحد بن أحمد المقدسي رحمه الله، كان يحفر مكاناً في جبل الصالحية لبعض شأنه، فوجد جرة مملوة دنانير، وكانت زوجته معه تعينه على الحفر، فاسترجع وطمّ المكان، كما كان أولاً، وقال لزوجته: هذه فتنة، ولعل لها مستحقين لا نعرفهم، وعاهدها على أنها لا تشعر بذلك أحداً ولا تتعرض إليه، وكانت صالحة مثله فتركاً ذلك تورعاً، مع فقرهما وحاجتهما وهذا غاية الورع والزهد.

والشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين رحمه الله، عندما كان رئيساً لرئاسة الحرمين، كان يصلي في أماكن بعيدة عن الإمام، مع أنه بحكم منصبه يستطيع أن يصلي خلف الإمام في كل فرض، من باب الورع في حجز مكان له.

الرجوع إلى الحق والاعتراف به:

الرجوع عن الخطأ والاعتراف به من سمات أهل العلم، لأنهم جعلوا خوف الله بين أعينهم، فسهل عليهم الرجوع إلى الحق، والاعتراف به إذا تبين لهم، فهم كما قيل في أحدهم: مُنصف مُنقاد إلى الحق، ولهم مواقف كثيرة في ذلك:

قال الإمام الدارقطني رحمه الله: حضرتُ في مجلس الإمام محمد بن القاسم بن محمد الأنباري يوم الجمعة، فصحّف اسماً فأعظمتُ له أن يُحمل عنه وهماً، وهبتُه فلما انقضى المجلس، عرفّت مستمليه، فلما حضرتُ الجمعة الآتية قال للمستملي: عرّف الجماعة أنا صحّفنا الاسم الفلاني ونبهنا ذلك الشاب على الصواب.

والشيخ سليمان بن عبدالرحمن بن محمد بن عمر العمري رحمه الله كان رئيساً للمحكمة الشرعية بالمدينة النبوية.. أصدر حكماً وبعث به إلى أمير المدينة آنذاك ثم ظهر للشيخ فيه خطأ فذهب بنفسه إلى قصر الإمارة وشطب رأيه بنفسه وألغاه.

والشيخ عبدالحميد بن باديس رحمه الله، سئل عن مسألة فقهية، فأفتى فيها بغير المشهور، ولما تبين له الصواب، رجع إليه، ونبه على ذلك الخطأ، وأورد الصواب في مجلة الشهاب، وقد كان يكفيه أن يوضّح تلك المسألة للسائل فحسب، لكنه علل صنيعه قائلاً: أردت أن تكون لكم درساً في الرجوع إلى الحق.

والشيخ الألباني رحمه الله، كثيراً ما كان يرجع إلى الحق، عندما يتبين له، بل ويشكر من دلّه على ذلك، ويقول: رحم الله عبداً دلني على خطئي، وأهدي إلي عيوبي، فإن من السهل عليَّ –بإذن الله وتوفيقه- أن أتراجع عن خطإٍ تبين لي وجهه.

البعد عن الظهور والشهرة:

حب الشهرة والظهور آفة ينبغي لأهل العلم أن لا يفتروا من ملاحظة أنفسهم في ذلك، قال الإمام الذهبي رحمه الله: ينبغي للعالم أن...لا يفتر عن محاسبة نفسه فإنها تحب الظهور والثناء.

وما صدق من أحبَّ الشهرة،قال أيوب رحمه الله: ما صدق عبد قط فأحبَّ الشهرة.

فالصادق مع الله المخلص له، لا يحب الظهور والبروز، قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: من طلب العلم لله كان الخمول أحبَّ إليه من التطاول.

ومن علامات حب الشهرة والظهور بالنسبة للقراء ما ذكره الإمام الذهبي، يقول رحمه الله: إذا رأيت الإمام في المحراب لهجاً بالقراءات وتتبع غريبها فاعلم أنه فارغ من الخشوع محب للشهرة والظهور نسأل السلامة في الدين.

إن من صفات أهل العلم البعد عن الشهرة والظهور، قال الإمام الذهبي رحمه الله: إيثار الخمول والتواضع وكثرة الوجل من علامات التقوى والفلاح.

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: أريدُ أن أكون في شعب بمكة حتى لا أعرف قد بُليتُ بالشهرة، أشتهى مكاناً لا يكون فيه أحد من الناس وكان إذا مشى في الطريق يكره أن يتبعه أحد، وكان يحب الخمول، والانزواء عن الناس، وقال لعمه: يا عم طوبى لمن أخمل الله ذكره، وأوصى أحد طلابه: أخمل ذكرك فإني قد بُليتُ بالشهرة

والإمام إبراهيم النخعي رحمه الله كان يتوقى الشهرة.

والإمام خالد بن معدان رحمه الله كان إذا عظمت حلقته قام خوف الشهرة.

وحب الظهور يؤدي في الغالب للعجب وهو داء مهلك، قال ابن المعتز رحمه الله: العجب شر آفات العقل.

الزهد في الدنيا:

قال رجل للإمام محمد بن واسع رحمه الله: أوصني قال: أوصيك أن تكون ملكاً في الدنيا والآخرة قال: كيف؟ قال: ازهد في الدنيا.

قال الإمام مالك رحمه الله: بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا، واتَّقى، إلا نطق بالحكمة.

قال بشر الحارث رحمه الله: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه.

قال الربيع رحمه الله: قال لي الشافعي: عليك بالزهد، فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: لو أوصى رجل بشيءٍ لأعقل الناس صُرِفَ إلى الزهاد.

قيل للإمام أحمد قيل له كيف يُعرف العالم الصادق؟ فقال: الذي يزهد في الدنيا ويقبل على أمر الآخرة وكان أحمد ينكر على أهل العلم حب الدنيا والحرص عليها...أنا أفرح إذا لم يكن عندي شيء..إنما هو طعام دون طعام ولباس دون لباس وأيام قلائل

قال الفضيل رحمه الله: علامة الزهد في الناس إذا لم يحب ثناء الناس عليه، ولم يبال بمذمتهم... وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس، إذا كانت محموداً عند الله، ومن أحب أن يذكر لم يذكر، ومن كره أن يُذكر ذُكر.

لقد حفلت كتب السيرة والتراجم بصور من زهد أهل العلم في الدنيا وملذاتها، قال ابن عيينه رحمه الله: دخل هشام الكعبة، فإذا هو بسالم بن عبدالله فقال: سلني حاجتك، قال: إني أستحيى من الله أن أسأل في بيته غيره، فلما خرجا قال: الآن سلني حاجتك، فقال له سالم: من حوائج الدنيا، أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا، قال: والله ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسالها من لا يملكها؟

والشيخ بدر المغازلي رحمه الله، باعت زوجته دار لها بثلاثين ديناراً، فقال لها: نفرق هذه الدنانير في إخواننا، ونأكل رزق يوم بيوم؟ فأجبته إلى ذلك، وقالت: تزهد أنت ونرغب نحن؟ هذا لا يكون.

وصور زهد أهل العلم من المتقدمين في هذا كثيرة جداً، من رغب المزيد منها رجع إليها في كتب التراجم، وهناك صور لزهد أهل العلم من المتأخرين يحسن جمعها لأنها مبثوثة منتشرة، لا يجمعها كتاب واحد، وعرضها لأهل عصرنا لعل أن يكون فيها دافعاً للإقتداء بأولئك الأخيار الذين طلقوا الدنيا، وطلبوا ما عند الله، ومن الصور في ذلك لأهل العلم المتأخرين:

الشيخ يعقوب بن محمد بن سعد رحمه الله، تعين إماماً وخطيباً ومرشداً وواعظاً ومدرساً بجامع برزان، وهو من أشهر جوامع مدينة حائل، وظل سنين في هذه الوظائف، بدون مقابل أجر إلا من الله.

والشيخ محمد بن مقبل بن علي بن مقبل رحمه الله، كان يرفض أخذ المخصصات التي تصرف للقضاة من بيت المال، ويأكل من مزرعته... ولقد أرسل له الملك عبدالعزيز عبدالرحمن آل سعود رحمه الله بهدايا فردها وقال للرسول: تجدون لها أحوج مني.

والشيخ عبدالله بن عبدالغني خياط رحمه الله، سجل للإذاعة المصحف الشريف كاملاً، إلا أنه أبى أن يأخذ المكافأة المقررة للقارئين الكبار أمثاله وقدرها ستون ألف ريال، وهو مبلغ كبير في وقته، محتسباً عمله ذاك لوجه الله تعالى.

والشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين رحمه الله، لم يأخذ مكافأة عندما كان عضواً في إحدى الهيئات الشرعية في إحدى البنوك الإسلامية...ورفض أخذ أموال مقابل عمله في قسمة تركة الملك سعود رحمهما الله.

والشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، جاء تعينه مشرفاً من الناحية العلمية على المعهد العلمي بعنيزة عام 1373، وكان تعينه براتب شهري ألف ريال، وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت، ولكن الشيخ رحمه الله أرسل لهم أنه على استعداد للإشراف على المعهد حسبة لوجه الله، وأنه لا يريد أن يكون له على ذلك أجر مادي وقبلوا ذلك.

والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، رفض أخذ المكافأة المالية التي تصرف لمن يكون له مشاركة في وسائل الإعلام، وتبرع بجائزة الملك فيصل المالية التي منحت له- وهي ثلاثمائة ألف ريال- لدار الحديث الخيرية بمكة، وعرضت عليه الحكومة أن يكون له موكب خاص وسيارات رسمية في موسم الحج لتجنب الزحام فرفض، وقال: أقف إذا وقف الناس وأمشى إذا مشوا، ووهبته الحكومة أرضاً عظيمة في أغلى المواقع على طريق العزيزة بمكة، فلم يرغب بدخولها في حسابه الخاص، بل اختار أن يكون مسجداً جامعاً كبيراً.

ولقد عرض الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود على الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله، أن يشتري له منزلاً فاعتذر، واستأذن أن يدفع المال لبناء مسجد ومرفق خيري كمكتبة في جوار المسجد بدلاً من أن يبني له منزلاً.

التواضع:

التواضع محمود شرعاً وطبعاً، قال الله عز وجل: ﴿ تِلكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الأَرضِ وَلا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ﴾ [القصص:83] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى أن الدار الآخرة ونعيمها المقيم الذي لا يحول ولا يزول جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تواضع لله أحد إلا رفعة) [أخرجه مسلم] قال الإمام النووي رحمه الله: فيه..وجهان:

أحدهما: يرفعه في الدنيا، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة، ويرفعه الله عند الناس، ويجلّ مكانه، الثاني: أن المراد ثوابه في الآخرة، ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا

قال الإمام ابن المبارك رحمه الله: كان يقال: الشرف في التواضع

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: التواضع من أخلاق الكرام.

قال الإمام السفاريني رحمه الله في شرحه لمنظومة الآداب للمرداوي: كان يقال ثمرة القناعة الراحة، وثمرة التواضع المحبة، وقال لقمان لابنه: يا بني تواضع للحق تكن أعقل الناس، وقال بعض الحكماء إذا سئل الشريف تواضع وإذا سئل الوضيع تكبر

قال الإمام ابن حبان البستي رحمه الله: الواجب على العاقل لزوم التواضع، ومجانبة التكبر، ولو لم يكن في التواضع خصلة تُحمد إلا أن المرء كلما كثر تواضعه ازداد بذلك رفعة لكان الواجب عليه أن لا يتزيا بغيره.

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آية في التواضع، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبدُ الله ورسوله) [أخرجه البخاري]

وعن أنس رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه فقالت له: إن لي إليك حاجة، فقال: (اجلسي في أيِّ طريق المدينة أجلس إليك) [متفق عليه] وعن عمرة قالت: قيل لعائشة رضي الله عنهما: ماذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت:كان بشراً من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه.[أخرجه أحمد] وفي رواية: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله.

وكان عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه لا يعرف من عبيده،

وسار قوم خلف عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فنظر إليهم غاضباً وقال لهم: ارجعوا فإنها فتنة للمتبوع وذله للتابع.

وقال ثابت بن أبي مالك: رأيت أبا هريرة أقبل من السوق يحمل حزمة حطب، وهو يومئذ خليفة لمروان فقال: أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك.

وعلى دربهم سار أهل العلم الربانيون، فقد زخرت كتب السيرة والتراجم بذكر صور من تواضع أهل العلم، تمثل ذلك في أقوال وأفعال لهم، قال الإمام أيوب الستياني رحمه الله: إذا ذُكر الصالحون كنتُ عنهم بمعزل.

والحافظ عبدالرحمن بن مندة قال عنه ابن أخيه أبو زكريا يحيى بن عبدالوهاب رحمهما الله: قرأتُ على عمي قول شعبة: من كتبتُ عنه حديثاً فأنا له عبد فقال: من كتب عني حديثاً فأنا له عبد.

والحافظ ابن خيرون قال عنه ابن أخيه أبو منصور رحمهما الله: كتبوا مرة لعمي: الحافظ فغضب وضرب عليه وقال: من أنا حتى يكتب لي الحافظ.

والإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، كان يلي حاجته بنفسه، قال ابنه أحمد: كان أبي ربما خرج إلى البقال، فيشتري الجُرزة من الحطب، والشيء فيحمله بيده.

قال له إسماعيل الثقفي رحمه الله: ائذن لي أقبل رأسك فقال: لم أبلغ أنا ذلك.

وقال يحيى بن معين رحمه الله: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، صحبناه خمسين سنة، ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير.

والإمام أبي جعفر الطبري رحمه الله، كان لا يباهي بحفظه، وعلومه، وذكائه، وفطنته، ولم يكن يفاخر في نقاشه ومناظرته.

والإمام إبراهيم بن عبدالواحد بن علي بن مسرور المقدسي رحمه الله قال يوسف بن عبدالمنعم نعمة المقدسي كنتُ أكتبُ: الشيخ الإمام العالم الزاهد الورع فخاصمني على ذلك خصومة كثيرة.

والشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله كان يقوم ببعض الأعمال كغسله لملابسه.

وقال الشيخ عبدالله الجبرين عن شيخه الشيخ عبدالعزيز الشثري رحمهما الله كان على جانب كبير من التواضع بعيداً كل البعد عن سمات الكِبر والاغترار فهو يجالس الفقراء والمستضعفين ويحنو عليهم.

والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله كان يقول: أنا جالس أُعلِّم وأتعلَّم، وإذا سئل عن مسألة وليس عنده علم منها، قال: لا أدري، وإذا كان عنده أحد من أهل العلم سأله عن المسألة التي لا يعلمها ولو كان المسئول أقل علماً من سماحته بكثير

وقال الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله: أنا طُويلب علم.. وهاأنا ذا بعد أن سلختُ من عمري قُرابة الستين عاماً ماشياً في ركاب هذا العلم الشريف أعود بالنظر والتهذيب والتقريب فيه وكأنِّي لا زلتُ على أول مدرجته.

ويقول الشيخ عائض القرني: دخلت مرة على الشيخ ابن عثيمين في مكة في مسكنه أيام الحج فوجدت بيده إبره يخيط بها ثوبه.

والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان رحمه الله، كان يجلس مع البسطاء والمساكين، ويشرب معهم الشاي ويحادثهم.. ويبدأ بالسلام على الضعاف والمساكين قبل المديرين.

والشيخ عمر بن محمد السبيل رحمه الله، عند خروجه من الجامعة، يقابل عند البوابة بعض الطلبة، الذين ليس لديهم وسيلة مواصلات، فكان يحملهم جميعاً في سيارته ويوصلهم بنفسه... قال الشيخ عبدالله الدميجي عنه: عرفته أخاً وزميلاً في الدراسة ثم أستاذاً جامعياً ثم إدارياً مسئولاً وكان عمر الطالب هو عمر الأستاذ هو عمر العميد لأعرق كلية في المملكة هو عمر إمام وخطيب المسجد الحرام لم تغيره الألقاب ولم تؤثر فيه المناصب وهذا هو ديدن العلماء.

قال الشيخ عبدالكريم الخضير عن الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل رحمه الله: هو عجب من العجب آية في التواضع إذا جلس معك أشعرك أنه هو المستفيد وأنت المُفيد... تواضع عجيب لا تراه في الصغار ولا الكبار.

والشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين رحمه الله، زار الشيخ صالح الفوزان، فلما سلّم عليه، جلس حيث انتهى به المجلس على الأرض، فقام الشيخ صالح الفوزان إليه، وقدمه وأجلسه بجواره، وقال: يا شيخ صالح لقد درستني في المعهد العالي للقضاء، فقال له الشيخ الحصين: لستُ أهلاً لذلك لكن أتوا بي لسدّ فراغ الجدول فقط، وعندما كُتِبَ أمام اسمه "معالي" [وهو معالي] شطب على لفظ معالي وقال: لا معالي ولا مطامي.

 قال الشاعر:

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر      على صفحات الماء وهو  رفيع

ولا تك كالدخان يعلو  بنفسه       إلى طبقات الجو وهو وضيـع

الصدق:

الصدق من أشرف مكارم الأخلاق، وفضائله كثيرة، قال يوسف بن أسباط رحمه الله: للصادق ثلاث خصال: الحلاوة والملاحة والمهابة.

من كان صادقاً مع الله وخلقه لم يصبه في الغالب هرم ولا خرف، قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: قلَّ ما كان رجل صادقاً ليس بكاذب، إلا مُتَّع بعقله، ولم يصبه ما يصيب غيره، من الهرم والخرف.

ومن صدق مع الله ارتفع وذُكِرَ، وقال الإمام المروذي رحمه الله: قلتُ لأحمد بن حنبل: بِمَ نال من نال حتى ذُكر به؟ فقال لي: بالصدق، وسمعت رجلاً يقول لأبي عبدالله وذكر له الصدق والإخلاص فقال أبو عبدالله: بهذا ارتفع القوم.

ومن صدق نجاه الله من الشدائد قال الإمام أبو زرعة رحمه الله قلت لأحمد بن حنبل: كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق؟ فقال لو وضع الصدق على جرح لبرأ

وربعي بن حراش بن جحش بن عمرو العبسي كان له ابنان عاصيان في زمن الحجاج فقيل للحجاج: إن أبوهما لم يكذب كذبة قط، لو أرسلت إليه فسألته عنهما، فأرسل إليه فقال: أين ابناك؟ فقال: هما في البيت، قال: عفونا عنهما بصدقك.

 وأهل العلم والإيمان من أبعد الناس عن الكذب، قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: ما كذبتُ منذ علمتُ أن الكذب بضرُّ أهله.

 «اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت»  [أخرجه مسم]  «اللهم كما حسنت خلقي فحسن خُلُقي»  [أخرجه أحمد]  «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء»  [أخرجه الترمذي].

                          كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ