أي المجتمعات أفضل؟
محمد سلامة الغنيمي
ولا شك أن بقاء الإنسان على الأرض مرهون بإعلائه للقيم الإنسانية والأخلاق الحضارية التي تدفعه نحو إعمار الأرض وإصلاحها، وتحد من غلواء فساده وتعظم الدماء المصونة عنده، وهذا ما قررته الملائكة فور علمها باستخلاف الله للإنسان على الأرض.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
مجتمع يتمتع أفراده باطمئنان نفسي واستقرار انفعالى وتكافل اجتماعي وانسجام أخلاقي وضبط لقيم المتعة مع تقدم عمراني متواضع. أم مجتمع يتمتع بأعلى ناطحات سحاب وأحدث طرق مواصلات وأرقى وسائل رفاهية مع صراع نفسي وأرحام متقطعة وانفصام اجتماعي وأخلاق نفعية وانحراف في قيم المتعة.
من الواضح تفوق المجتمعات الإسلامية في الجانب الإنساني من الحضارة وتفوق المجتمعات الغربية في الجانب المادي منها، فإذا كانت الجوانب المادية تجلب الراحة فإن الجوانب الإنسانية تجلب السعادة، وحاجة الإنسان إلى الأخيرة أعلى من حاجته إلى الأولي.
ولا شك أن بقاء الإنسان على الأرض مرهون بإعلائه للقيم الإنسانية والأخلاق الحضارية التي تدفعه نحو إعمار الأرض وإصلاحها، وتحد من غلواء فساده وتعظم الدماء المصونة عنده، وهذا ما قررته الملائكة فور علمها باستخلاف الله للإنسان على الأرض.
والحضارة المعاصرة التي يقودها الغرب مجوفة من المضامين الإنسانية اللازمة لبقاء الحياة على الأرض، اللهم إلا بعض القيم العملية النفعية، وحدث ولا تثريب عليك عما تسببه حضارته من تدمير للطبيعة ومن تقويض للبيئات الطبيعية ومن تطوير للأسلحة التي من شأنها تدمير العالم في دقائق معدودة، ومن مخلفاته الصناعية التي تلوث الأرض والماء والهواء...ولو انفرد الغرب بقيادة الأرض لدمرها تدميرا وأنهى بقائه عليها.
وهنا تبرز وسطية هذه الأمة المكانية والثقافية التي تحافظ بها على وجود الإنسان على الأرض مستلة من رسالة الله للإنسانية التي تهدي الإنسان لتحقيق ما كلف به، وذلك على الرغم من ضعف المسلمين في الجانب المادي.
لكن الله تعالى نهانا عن الاستسلام النفسي للشعور بالضعف قائلا: " {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} "، وأمرنا بالأخذ بكل أسباب القوة، وأهمها حفظ النظام السياسي والعرف الاجتماعي، بطاعة الله وطاعة رسوله وأولي الأمر وعدم التفرق.
وما ذكرته آنفا حقيقة وليس مخدر لألام ضعفنا