بداية هجوم العلمانية على الإسلام
ومنذ ذلك الوقت، توالت كتابات المدلسين، بالافتراء على الإسلام، وإنكار الشريعة، ونشر العلمانية، وخلطها بالإسلام لتشويهه، والتدليس على المسلمين.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
كتب الأستاذ : هاني مراد
بعد أن كان الإسلام عقيدة سائدة في العالم الإسلامي، بما فيها من وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية، والرباط الإيماني بين المسلمين، بدأ هجوم العلمانية على بلاد الإسلام، مع الاحتلال الفرنسي لمصر والشام، ثم سعي ذلك الاحتلال إلى ترسيخ أقدامه من خلال "محمد علي" الذي سعى إلى إرسال البعثات الدراسية إلى فرنسا، حتى تنقل هذه البعثات ما رأته إلى المجتمعات العربية. وكان على رأس هؤلاء "رفاعة الطهطاوي" حيث كتب "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، الذي مدح فيه مفكري عصر "التنوير" الأوربي الذين أسسوا النظم والقوانين والفلسفات العلمانية مع قيام الثورة الفرنسية؛ مثل مونتسكيو، وجان جاك روسو، وأثنى على كتابيهما: روح الشرائع، والعقد الاجتماعي، فبدأ تسلل الفكر العلماني إلى العالم الإسلامي، لا سيما بعد ترجمة كتب عصر "التنوير" التي تأثرت بها طبقة المثقفين في مصر.
وفي الوقت الذي كان الفكر الإسلامي يعاني فيه من التراجع، ظهر "جمال الدين الأفغاني"، الذي كان يتظاهر بالدعوة إلى الوحدة الإسلامية، لكنه كان يعقد المحافل الماسونية، مثل محفل "كوكب الشرق" الفرنسي في مصر، بعد أن طُرد من تركيا، لادعائه باكتساب النبوة!
ثم كتب الشيخ علي عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم"، لإنكار تحكيم الشريعة الإسلامية، فأقاله الأزهر الشريف، وجرده من درجته العلمية.
ومنذ ذلك الوقت، توالت كتابات المدلسين، بالافتراء على الإسلام، وإنكار الشريعة، ونشر العلمانية، وخلطها بالإسلام لتشويهه، والتدليس على المسلمين.
وقد تسربت العلمانية إلى المجتمعات الإسلامية من خلال:
كتابات المستشرقين والعلمانيين
الاحتلال العسكري
البعثات إلى الخارج
إرساليات التنصير
المدارس والجامعات الأجنبية
وسائل الإعلام
المنظمات والأحزاب العلمانية